كان الله في عون وزير التربية والتعليم.. أي وزير للتربية والتعليم ليس "الهلالي" بل كل "هلالي" ابتلاه الله بتربية أولادنا وتعليمهم.. حيث المدارس التي تخلو من التربية وتفتقر إلي التعليم! إذا كان للعملية التعليمية 3 أضلاع هي المعلم والطالب وولي الأمر فإنه ما من ضلع من هذه الأضلاع أصبح يقوم بدوره علي الوجه الأكمل! ربما كان الخاسر الأكبر هو ولي الأمر وربما كان المعلم هو الرابح الأكبر علي الأقل مادياً.. ولكنه الطرف الخاسر علي المدي البعيد فهو بقدر ربحه بقدر مساهمته في هدم البناء التعليمي الذي يقع أول ما سيقع علي رأس المعلم.. المعلم ضلع مؤثر في العملية التعليمية وأبناء المعلمين يشكلون نسبة لا يستهان بها من الطلاب فما يصيبهم يصيب أبناءهم! إذن قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا. المعلم المصري في مدارسنا زمان.. آخرها السبعينيات في القرن الماضي كان مثالاً للتفاني والاحترام تخرج من تحت يديه علماء أناروا بعلمهم العالم مثل د. أحمد زويل ود. فاروق الباز وغيرهما كثيرون.. تخرجوا من مدارس حكومية ولم يأخذ أحدهم درسا خاصا ولا مرة واحدة.. أرأيتم كيف كنا وكيف أصبحنا؟!! للأسف أصبحنا الآن أمام "معلم" غير مسئول.. وتلميذ مستهتر.. وولي أمر لا يتابع بما فيه الكفاية ويدفع مالا يصب في جيوب المدرسين. وفجأة وإذا بمسألة ال 10 درجات كالفأس التي وقعت في الرأس.. أو القشة التي قصمت ظهر البعير. هاج المدرسون ولديهم عذر فهم يخافون أن تقفل الدرجات العشر حنفية الدروس الخصوصية وهاج التلاميذ وليس لديهم عذر إلا انهم ينفذون ما يمليه عليهم مدرسوهم لأن الدرجات العشر هي في مصلحتهم في الأساس! المدرسون للأسف لا يريدون العمل ولا يرغبون فيه وإذا سألتهم لماذا؟! قالوا: الطلاب هم السبب فالطلاب لا يحضرون! إنهم كمن يطلق "الكذبة ثم يصدقها". الطلاب أيضاً لهم وجهة نظر يقولون: نحن نحضر ولكن لا نجد من يهتم أو يشرح لنا.. وإدارة المدرسة تترك لنا الحبل علي الغارب ويشجعوننا علي الخروج والقفز من أسوار المدرسة إلي الشارع. وهكذا يضيع دم العملية التعليمية بين القبائل أو بين قبيلتين.. قبيلة المدرسين وقبيلة الطلاب! فمن يحقن الدم المراق؟! انضباط المدرسة يبدأ بانضباط مديرها وإذا انضبط المدير انعكس الانضباط علي مدرسيها وانضباط المدير والمدرسين ينعكس علي الطلاب والعكس صحيح بمعني إذا كان رب البيت بالدف ضاربا.. فشيمة أهل البيت..! انضباط المدرسة في حضور روادها مدرسين وطلابا والحضور يتبعه شرح.. والشرح يتبعه واجبات لابد من حلها والاطلاع عليها في اليوم التالي.. لا مانع من الاستعانة بالكتاب الخارجي.. ولكن الدرس الخصوصي للبليد فقط.. أما الانحراف للدروس الخصوصية بنظام الكبسولات قبل الأكل وبعده فيجب التخلص منه خطوة.. خطوة. وما لا يدرك كله لا يترك كله.. وتحيا الدرجات العشر التي حققت كل ذلك اللغط.. وإذا لو كن "عشرين" درجة فماذا سيحدث؟!