سألنا د.صلاح حسب الله رئيس حزب المؤتمر * ما تفسيرك لنسبة المشاركة التي بلغت 26% فقط؟! ** بالتأكيد النسبة غير متوقعة وتعد ضعيفة وهناك عدد من الأسباب ادي إلي عزوف الكثيرين عن المشاركة أهمها أن أغلب المرشحين أو 70% منهم نفس الوجوه القديمة المستهلكة سياسياً وبرلمانياً فشعر المواطنون أنه كأن شيئاً لم يكن.. لا ثورة قامت ولا يحزنون.. وهذا الشعور اصاب قطاعا كبيرا من الناس بالاحباط والنفور ومع ذلك تحكمت بعض العصبيات والقبليات في الصعيد في حشد الناخبين مما رفع النسبة إلي 26% في المتوسط بعد أن كنا نأمل ألا تقل عن 40% وفي تقديري الشخصي أنه ليس بالترهيب بالغرامة يمكن أن تحشد المواطنين لقد جربنا هذا الأسلوب ولم ينجح.. وأهم درس يمكن استخلاصه لكي يستفيد منه الجميع قبل جولة الإعادة وقبل المرحلة الثانية هو ضرورة أن يكون للمرشح خطاب سياسي وبرنامج حقيقي به مشروع وأفكار وخدمات يحتاج الناس إليها.. هذا هو السبيل الوحيد لجذب الناخبين للذهاب إلي الصناديق.. يجب أن نتخلي عن لغة التهديد والوعيد والعويل.. لابد من برنامج انتخابي حقيقي يجعل الناس تشعر بجدية المرشحين ووجهة نظرهم حتي يتحرك المواطن ويشارك.. ناهيك عن أن ظاهرة المال السياسي واستغلال عوز الناس استعادت أمام الناخبين مشهدا من الماضي كرهوه.. وأنا أدعو الجميع خاصة المواطنين لقراءة خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعواته المتكررة للمشاركة في الانتخابات بعيداً عن أي شيء.. اعيدوا القراءة وتحملوا المسئولية لأن الدولة لن يبنيها الرئيس بمفرده لابد أن يتحرك الشعب ويشارك ويختار مجلس نواب محترم قادر علي تحمل المسئولية التشريعية ورقابة السلطة التنفيذية.. ابحثوا عن هؤلاء في دوائركم واختاروهم وفي نفس الوقت علي المرشحين التحرك والتواصل مع المواطنين. إحجام الشباب * وبماذا تفسر إحجام الشباب عن المشاركة؟ ** بكل صراحة ووضوح السبب الرئيسي يرجع إلي فشل المرشحين في الوصول للشباب.. فمعظم المرشحين غابت عنهم فكرة المشروع.. غاب عن برامجهم ذلك الهدف.. لم ينجح أحد منهم في التواصل مع شباب دائرته وتجميعهم حول مشروع تنموي لخدمة الدائرة وهذا درس آخر مستفاد من النتائج في الجولة الأولي وللعلم هناك بعض المرشحين الشباب نجحوا في ذلك ويخوضون حالياً جولة الإعادة ولكنهم عدد قليل جداً.. وللاسف أيضا فإن أغلب المرشحين وقع في خطأ كارثي وهو أنه بحث في الدائرة عن السماسرة واعتقد أن هؤلاء قادرين علي حشد الشباب.. قمة التناقض الذي زاد من احجام الشباب. فشل النور * ولماذا فشل حزب النور حتي في عقر داره؟ ** مبدئياً فان الشعب المصري لا يريد السلفيين والسلفيون لا يريدون حزب النور.. فالنور كان يراهن علي قواعده من السلفيين وبتحليل للدوائر التي يوجد له ثقل بها مثل الإسكندرية والبحيرة ومطروح نجد أن السلفيين لم يخرجوا لتأييد حزب النور ومن ذهب لصناديقهم أعضاء حزب النور فقط أما لماذا فأنا أقول لك أولاً الشعب المصري تعلم الدرس واصبح لدي الناس وعي كامل والمواطن اليوم يختار المرشح بطريقة غير الماضي وعندما يختار مرشحا متدينا يختاره لأنه وسطي ولا توجد له مرجعية دينية.. أما لماذا تغير التوجه السلفي فقد اكتشف السلفيون أن حزب النور يستخدم المبدأ الميكافيلي.. فالسلفيون عاشوا سنين وتربوا علي عقيدة خاطئة زرعها فيهم قادتهم أمثال ياسر برهامي الذي افتي عام 2013 بتحريم المعايدة علي الاقباط.. فإذا بهم يجدون في عام 2015 حزب النور يضع المسيحيين علي القوائم ويقول قادته إنهم مضطرون لأن القانون ينص علي ذلك.. إذن هذه هي قاعدة الغاية تبرر الوسيلة.. الذي تربي علي عقيدة أنه لا ولاية لمسيحي وجد حزب النور يضع المسيحي في مركب الولاية.. إذن كان من الطبيعي أن يدفع حزب النور ثمن ما زرعه قادته وقادة الدعوة السلفية من أفكار خاطئة في القواعد السلفية ومازرعوه خلال سنوات حصدوه في انتخابات ..2015 ولعلك تذكر انني قلت في حديث مع "المساء الأسبوعية" قبل الانتخابات إن محصلة حزب النور في القوائم ستكون صفراً وأن عدد نوابهم في البرلمان القادم سيتراوح ما بين 10 إلي 15 نائباً واعتقد أن الأيام تثبت صحة ما نشرته "المساء الأسبوعية".