لا اعتقد أنه يوجد بلد في العالم حول لعبة كرة القدم إلي حالة من التعصب والشد والانفعال كما حدث في مصر!! كانت في مصر كرة في الماضي يفوز فيها فريق المحلة علي بعض الأندية الكبيرة.. وكان لكل من فرق الاتحاد السكندري والإسماعيلي والمصري جولاتها التي تهزم فيها أندية الأهلي والزمالك ولم نر هذا التعصب الأعمي الذي تحول في الفترة الأخيرة بين الناديين الكبيرين الأهلي والزمالك. عندما تقرأ تعليقا علي خبر سيئ عن الأهلي تجد التعصب واضحا بأجلي معانيه.. فالأهلي هو نادي البطولات.. والأهلي هو الزعيم.. والأهلي هو السيد.. والأهلي فوق الجميع.. ولا أحد يقر أبدا ان هذه ¢كورة¢ وممكن أن ينهزم الأهلي مثله مثل غيره من الأندية.. والأمر كذلك بالنسبة للزمالك.. ممكن أن يفوز وممكن أن يخسر والأمر يستوي في الحالتين. كم فاز الإسماعيلي. وكم فاز المصري والاتحاد السكندري.. وكم فازت الترسانة وحتي بلدية المحلة. وكم فاز الأوليمبي علي كل من الزمالك والأهلي. ومرت الأمور ببساطة شديدة.. أين عز الدين يعقوب الذي لقبه الناقد الراحل نجيب المستكاوي ب ¢قلب الأسد¢ رحمه الله؟ وأين بدوي عبد الفتاح؟! وأين مصطفي رياض وحسن الشاذلي رحمه الله؟ وأين العربي ورضا وشحته؟ وأين طاهر أبو زيد الذي تقلد منصب الوزير؟ وأين الخطيب فنان الكرة المصرية.. واين بوبو والبابلي والسكران؟ وأين أوكا وأكا واللالي؟ كل هؤلاء كانت لهم جولات. ولن ننسي سمير قطب وعلي محسن وحمادة إمام ومجدي عبد الغني ومصطفي عبده وشوبير وسمير محمد علي وغيرهم الكثير والكثير الذين امتعونا بفنهم ولعبوا كرة لأنهم كانوا يحبونها بهواية لم يكسبوا من ورائها الملايين كما يحدث الآن. ماذا لو خسر الأهلي مباراة السوبر؟ وماذا لو خسر الزمالك هذه المباراة.. هل ستقوم الدنيا ولا تقعد؟ أقولها لجمهوري الناديين أولا.. ثم للاعبيهما ثانيا. ثم لأعضاء مجالس الإدارة في الناديين.. ليس معني أن ينهزم أحدهما ويكسب الآخر ان الدنيا قد دانت له.. الأهلي عظيم.. والزمالك عظيم ولابد من فوز أحدهما وخسارة الآخر.. والفرق المحترمة هي التي يهنئ فيها الخاسر الرابح فهي رياضة أولا وأخيرا. وقد شاهدنا في المباريات الأوروبية أن مدرب الفريق الخاسر يتوجه لتهنئة الفريق الفائز.. خسر لشبونة وخسر ريال مدريد.. وخسر تشيلسي.. فما المانع أن يخسر الأهلي والزمالك. ماذا لو سادت الروح الرياضية رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وجلس الجميع بجوار بعضهما البعض يتبادلان الأحاديث ويعلقان علي اللعبة الحلوة.. المستشار مرتضي منصور أبدي حسن نيته لجماهير الأهلي وابدي احترامه للقلعة الحمراء.. وكان من المفروض أن يبادله المهندس محمود طاهر تلك اللفتة الكريمة. بلدنا يتعرض أيها السادة لأعمال إرهابية فلا تتسببوا في انقسامه أكثر بتعصب مرفوض بين الزمالك والأهلي.. يكفينا المجزرة التي حدثت في بورسعيد.. والمجزرة التي حدثت أمام استاد الدفاع الجوي.. مصر لا تتحمل انقساما آخر. مطلوب أن نتكاتف وهذا واجب وطني تحتمه الظروف الراهنة.. فلنرتفع إلي مستوي المسئولية ولنقدم مصلحة مصر علي كل ما عداها. نقول للفائز في مباراة السوبر مبروك.. ونقول للمهزوم ¢هارد لك¢ والعاقبة في المرات القادمة.