قف للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.. جميعنا نذكر هذا البيت من الشعر العبقري.. وجميعنا ننطق به.. ولكن بعضنا لم يعد يؤمن به الآن.. بل بعضنا يتساءل عن مفردة معلم.. وهل أصبحت تلك المفردة تحمل معناها أم لا؟ والحقيقة أن ظهور تلك التساؤلات نتج عن الغياب الفعلي لهذا الدور البناء والركن العتيد في بناء المجتمعات وهو المعلم.. ذلك الاستاذ الأب الذي يبني العقول ويربي الضمائر متكاملا مع البيت أو مصوبا لخلل في البيت لو كان ينتهج منهجا متخلفا أو خاطئا.. لم يعد هذا المعلم موجودا إلا من رحم ربي.. ولأن السيئة تعم والحسنة تخص.. ساءت صورة المعلم الذي أصبح جابرا طلابه لتعاطي الدروس الخصوصية.. لديه من أجل المال.. أو لدي غيره نتيجة الإهمال والطمع النتائج وحده. قاومنا هذا فكتبت الدراما والصحف ونطق الإعلام وصور كل الصور السلبية فعمت وانتشرت وكأننا ندعو لها لا نهاجمها. والسؤال لم لا نذكر الإيجابي من الوجه الآخر للصورة.. حتي يفيق المخطئ ويفخر المجتمع بالنماذج الإيجابية ويدرك أن الأمل مازال موجودا.. وتتحول عدوي الايجابية والقدوة الحسنة. والوجه الآخر ويمثله الاستاذ سمير جاب الله متي مدير مدرسة السلام التجريبية بمدينة بنها والذي مازال الطلاب يخشونه ويحبونه ويحترمونه في آن.. ومازال حريصا علي مستوي متفوق في مدرسته.. لا تربطني بهذا الفاضل مصلحة وإنما الصدفة التي جعلتني أسمع الاسم عديد المرات مدحا وتمجيدا بأنه مازال هناك المعلم الأب الجاد الحريص علي مستقبل تلاميذه والمتواصل معهم والدافع لهم للتفوق لنيل محبته.. وكذلك المدرسة الأم الأستاذة سحر صلاح بمدرسة الفاروق في القاهرة وبالمناسبة سحر صلاح الأم الفاضلة والاستاذة التي التف الطلاب حولها هي نفسها الأولي علي الجمهورية عام 1982 هما نموذج في اقليم مصري والعاصمة وهناك غيرهما.. وما أكثرهم لو بحثنا ولكننا نميل للنقد الهدام فنظهر المدرس الانتهازي ونسخر من المدرس القدوة كما سخرنا من مستر رمضان أبوالعينين حمودة - محمد هنيدي - سابقا.. تبدأ المأساة بمدرسة المشاغبين وتستمر حتي لحظتنا.. فلماذا لا نكف عن هدم مصر ولماذا لا يعود المدرس المثالي الذي تختاره الوزارة من نتيجة مدرسته وتقييم حقيقي لحرصه علي طلابه وليرشحه الطلاب أنفسهم وليس بترشيح من المحافظة أو السكرتير أو الشلة والواسطة.. لماذا لا يعود فصل المتفوقين في المدارس؟ عدة علامات استفهام نطرحها علي مقعد السيد وزير التعليم الذي كلما جلس عليه وزيرا يهتم بتغير ديكور مكتبه أكثر من تغيير خطته لعودة التعليم للسابق!! تخيلوا أصبحنا نتمني العودة لما كنا عليه قبل خمسين عاما!! نحلم بالالتزام والاحترام للمعلم ونحلم بوطن يقوده علماء تعلموا ونبغوا وليس حاملي شهادات وأوسمه ولو سألنا أحدهم من هو طه حسين لقال لك هو أحمد زكي في مسلسل الأيام. افيقوا يرحمكم الله لدور المعلم.. هذا الرسول الذي يتخرج دون أن يؤهل.. فيا وزير التعليم هلا وقفت للمعلم ووفيته التبجيلا. ** إقتراح لمعالي وزير التعليم: ما رأيكم بالثواب والعقاب.. المدرس الملتزم الناجح يكرم ويوضع اسمه في لوحة الشرف وتعلن والمدرس غير الملتزم يجرس إعلاميا.. اعتقد نجتاح ذلك علي أن يتم ذلك بشفافية.. تغطية الجرح حتي لا نراه ليس علاجا وإنما جريمة.