هؤلاء.. والاستنارة كان من أشد خصوم ونستون تشرشل في أثناء توليه رئاسة حزب المحافظين عضو شاب في مجلس العموم. توالت مؤاخذاته وانتقاداته لزعيم الحزب. وعاب عليه أداءه الذي لا يتفق مع الروايات التي أشادت بانتصاراته ضد النازي في الحرب العالمية الثانية. اشفق معاونو تشرشل من حدة هجوم عضو الحزب الشاب. سأل: كم عمر هذا العضو؟ قيل: خمسة وثلاثون عاماً. سأل: هل هو متزوج؟ قيل: لا. هز رأسه. وقال في ثقة: انتظروا حتي يبلغ الأربعين. أو يتزوج! المعني الذي أشار إليه تشرشل أن سن الرجولة يهب المرء رؤية متعمقة وتبصراً. فلا يثبت مواقف قد تمليها حماسة الشباب. الأمر نفسه حينما يتزوج المرء. فلا يصبح مسئولاً عن نفسه فحسب. إنما هو مسئول عن الأسرة التي تقيده احتياجاتها. المقابل من نظرة تشرشل. نجده في أفكار هربرت ماركوز بأعوامه التي تخطت الثمانين. وكانت تلك الأفكار الراديكالية هي الباعث لقيام ثورة الطلاب في فرنسا عام 1968. والتي أحدثت تأثيرات مهمة في العالم كله. بحيث اعتبر عام مظاهرات الشباب. ورغم سنوات سارتر المتقدمة. فإنه شارك في معظم المظاهرات والإضرابات والاعتصامات التي اتفقت مع آرائه وتوجهاته في قضايا بلاده. وأثناء مظاهرات الطلاب في لندن. كانت قوات الشرطة تنهال بالهراوات علي آلاف الطلاب الذين امتلأت بهم ساحات العاصمة البريطانية. واضطر الشباب إلي الفرار من قسوة الضربات. فلم يعد سوي العجوز برتراند راسل في موضعه علي الرصيف. لا يتحرك. ويتوقع أن تصل إليه الضربات. لكن مكانة راسل العالمية منعت الشرطة من الاقتراب. وكان سعد زغلول قد جاوز الستين. حين عاني ظروف النفي بعد طلب الاستقلال. وظل سلامة موسي إلي الثمانين مبشراً بالعلم والتصنيع والديمقراطية والحرية. ولم يحل تقدم العمر دون أن تكون كتابات طه حسين والحكيم وزكي نجيب محمود هي البشارة بالتقدم والتنوير.