تعمدت أمس الأول أن أتابع تنويهات القنوات الفضائية المختلفة عن الأفلام الوطنية التي ستعرضها في هذا اليوم بمناسبة الذكري 42 لنصر أكتوبر المجيد.. فلم أجد جديدا وكأني أجلس أمام التليفزيون قبل أربعة عقود.. نفس الأفلام التي تتكرر كل سنة في ذلك اليوم. أنا هنا لا انتقص من قيمة هذه الأفلام التي أصبحت مادة إجبارية علينا كل ¢6 أكتوبر¢.. ولكني انتقد التوقف الغريب والمريب عن أي إنتاج جديد. تري.. هل السبب في عدم ظهور أفلام جديدة عن ¢اكتوبر¢ هو ندرة الأحداث التي تصلح دراما؟.. بالطبع لا.. فحرب أكتوبر مكتظة بالبطولات الجماعية والفردية وجميعها يمكن أن تكون دراما جيدة. هل السبب هو أن الأجهزة السيادية ترفض الإفراج عن هذه البطولات حفاظا علي الأمن القومي؟.. لا أظن.. فقد مرت عليها عقود ولم تعد سرا حربيا.. ومن تابع الصحف بمختلف أنواعها علي مدي أسبوع قبل الذكري المجيدة وحتي اليوم سيقرأ العديد من قصص الأبطال وهو ما يؤكد أن تلك الأجهزة لم ¢تحبس¢ الوقائع في الأدراج.. والمنطق يقول إن من أفرج عن رأفت الهجان والطريق إلي إيلات والحفار وغيرها لن يحجب أبدا النور عن بطولات الصاعقة والمظلات والقوات الخاصة والمدرعات وغيرها. هي السبب هو أن السينمائيين أنفسهم أصبحوا يرفضون إنتاج مثل هذه النوعية بحجج مختلفة.. اما لضخامة التكاليف أو بدعوي عدم إقبال الجمهور عليها رغم اشتياق الجمهور فعلا للدراما الجيدة. أم أن السبب الحقيقي هو سيطرة ¢تيار الخلاعة¢ علي أبواب الدراما وشبابيكها ومفاصلها بحيث لا يسمح بأي ¢ثورة تغيير¢ تهز عرشه.. وبالتالي.. يقاتل لمنع إنتاج أفلام وطنية أو دينية أو اجتماعية أو رومانسية محترمة حتي لا تصيب خلاعاته ونجاساته وهيافاته المدمرة في مقتل.؟ بمنتهي الصراحة.. أري أن هناك سببين متلازمين لا ثالث لهما لعدم ظهور أفلام وطنية جديدة عن حرب 6 أكتوبر هما تيار الخلاعة والسينمائيون أنفسهم. هذا التيار المدمر يغزو عقول الشباب ويثير غرائزهم بتوابل فاسدة ومفسدة. والسينمائيون وجدوا أن الأمواج عالية ولن يستطيعوا السباحة ضد التيار رغم أن عليهم واجبا قوميا هو فرض عين علي كل منهم مهما كلفه ذلك بأن يغذي وجدان الشعب ويمنحه طاقة تدعم انتماءه للوطن وتزيده فخرا ببلاده.. لا أن يشارك بقصد أو دون قصد في اغتيال النخوة والولاء لدي الشعب. القضية الآن لم تعد إنتاج أفلام عن 6 اكتوبر بالذات.. إنما القضية أكبر وأخطر وأعمق من ذلك وهي أن سيطرة تيار الخلاعة ستخلق مواطنا متبلد الحس الوطني.. مواطنا غريبا عن مصر.. ومصر غريبة عنه ولا تهمه. السؤال الفصل: أليس هذا ما سعت وتسعي إليه إسرائيل؟ ان أهدافها تتحقق الآن ولكن بأيدنا نحن. لك الله يا مصر.. لك الله يا شعب مصر.