أفزعني زميل العمر الأستاذ محمود معروف في بداية مقاله بالزميلة الجمهورية أول أمس عندما قرأت دعاءه بالشفاء لأستاذنا عبدالرحمن فهمي من مرضه وعودته إلي مكانه في كتابة مقاله اليومي منذ سنوات طويلة. وسر فزعي أن لعبد الرحمن فهمي أو الأستاذ عبده فهمي الذي اشتهر به في الوسط الصحفي مكانة خاصة في نفسي وتاريخ زمالة طويلة تقرب أو تزيد عن النصف قرن فضلا عن علاقات عائلية طويلة ففي بداية عملي الصحفي في نهاية الخمسينات ومطلع الستينات مع الأستاذ عبده أيام كان مسئولا عن القسم الرياضي بالجمهورية وعندما اختار شابا مهندسا للعمل أول مرة في الصحافة ودفع به الي تغطية الدورة الأوليمبية في روما عام 1960 استطاع أن يخرج منه صحفيا جيدا وتصبح الجمهورية بفضل جهد عبدالرحمن فهمي هي أفضل صحيفة غطت احداث دورة روما بسبب نشاط مصطفي البحيري وجهدنا معه من مصر عن طريق وكالات الأنباء والاتصالات به بصعوبة في مكان اقامته في الدورة. ورغم انتقالي "للمساء" بعد ذلك وعملي في القسم الرياضي تحت قيادة استاذية جديدة للمرحوم الاستاذ حمدي النحاس والتي لم أغادرها حتي اليوم.. إلا أن علاقتي بالاستاذ عبده فهمي لم تنقطع وكانت عودة العلاقة عندما أصدر مجلة الأهلي ليكون المرحوم فاروق يوسف والعبدلله جناحيه في هذا الاصدار الاول لأي ناد في مصر حيث كان يكتب ويعلق ويحلل فيها أساتذة النقد الرياضي والكتابة أمثال الأساتذة نجيب المستكاوي وناصف سليم ونور الدالي رحم الله الجميع والكابتن الديبة وممدوح الشافعي منحهما الله مزيدا من العمر ومعنا المرحوم رمسيس رسام الكاريكاتير وسليمان عبدالمحسن سكرتير التحرير وجيش من المحررين في ذلك الوقت. ولن أنسي أول رحلة صحفية خارجية لي كانت مع الأهلي مندوبا عن المجلة عام 1977 إلي مدينة بنغازي الليبية مرافقا لفريق الكرة الذي لعب مع نادي المدينة الليبي في بطولة أفريقيا أيام عمالقة قادة النادي الفريق مرتجي رئيس النادي وكمال حافظ الوكيل الدينامو وأعضاء المجلس البارزين أحمد زكي عبدالهادي أمين الصندوق والدرندلي وحرمه السدة هدي لطفي والد خالد الدرندلي الذي أصبح فيما بعد عضوا بارزا في المجلس مع الكابتن حسن حمدي. ويوما بعد يوم زادت علاقتي بالاستاذ عبده فهمي استاذ جيل من النقاد الرياضيين في انني طالبت ان يوقع شاهدا علي عقد زواجي ولم يتأخر وحضر ومازال هذا الجميل محفوظا في قلبي وكل عائلتي لهذا الرجل العظيم. حتي عندما فكرت في إصدار صحيفة رياضية في مطلع الالفية الجديدة كان تفكيري الأول في أن يكون استاذ الجيل عبدالرحمن فهمي مستشارا لهذه الجريدة وأخذت رأيه فوافق. ولوقت قريب كانت لي اتصالات كثيرة بالرجل مع متابعة كل ما يكتبه سواء في الجمهورية أو صحف أخري. شفا الله عبدالرحمن فهمي من مرضه وعافاه ومتعه بالصحة والعمر لتستمر في الاستفادة من علمه من خلال مقالاته وتحليلاته المتنوعة في الرياضة والسياسة التي يتحفنا بها في كل مكان يخط فيه قلمه.