"أهواك" للمخرج محمد سامي "33 سنة" يشيع أجواء وبيئة اجتماعية مصطنعة جداً. لا تشبه أي شيء يمكن أن يتوحد معه أو يتفق عليه النسبة الأغلب من جماهير السوق الاستهلاكي للفيلم السينمائي ورغم ذلك يحقق الفيلم أعلي الإيرادات وسط أفلام العيد الكبير"!!". فهذه النماذج من النسوة الصديقتين علي وجه التحديد "غادة عادل انتصار" تثيران تحفظات عديدة بالنسبة لهذا الجمهور الذي صنع نجاح الفيلم. فهما خارج النسق التقليدي المعتاد لنسوة هذه الأيام. هن استثناء ورغم ذلك نجح الفيلم بفضل اعجاب هذا الجمهور نفسه والنساء علي نحو خاص "!!". أيضاً هذه الأبهة المفرطة في الزخرفة والحداثة الشكلية والديكور بذوقه الخاص جداً أشياء لا تتوفر في مجتمعنا إلا لنسبة قليلة جداً من جموع المصريين والفيلم مع ذلك يحقق أعلي الإيرادات "!!" ثم هذه الإباحية أو قل الأريحية الخارجة عن أي أعراف في التعبير عن الحرمان الحسي لكونهما مطلقتين ويستخدمان الصراحة المبتذلة في التعبير عن ذلك الحرمان ومن دون خجل فتلك صفات ليست محل إعجاب أو المفروض انها لا تعجب جمهور 90 بالمائة منه محجبات بل ومنهن منتقبات والفيلم مع ذلك كله أو برغم ذلك يحقق أعلي الإيرادات ويثير الضحكات.."!!" ويحقق التسلية. إذن من حق المنتجة السيدة رنا السبكي أن تفتخر بما حققته وأن يشعر المخرج المؤلف بالرضا بعد أن امتلك سطوة الشباك. فهذا الثراء البادي في ماركات السيارات المملوكة لأبطال الفيلم "المرسيدي وال بي إم دبليو" وهذه الأزياء والاكسسوارات الممهورة بأسماء بيوت الأزياء العالمية في الأغلب التي ارتدتها غادة عادل لا تتحقق في مجتمع يعاني من سوء أحواله الاقتصادية إلا للمحظوظين وللقليلات من أمثال نجمات السينما ونجوم النهب العام ومن يرتبطون بهم.. أقول هذا الثراء الكبير يشكل وأنا أتابع الفيلم وأنقل الفرجة من الشاشة إلي الصالة مفارقة أكبر ويثير تساؤلات وخاطرا مؤرقا علي المستوي الاجتماعي والأخلاقي! ما هذا النفاق المروع الذي اصطاده المخرج ورماه في وجوه جمهور لاه ومغيب وشبق علي متع الحياة وعلي الفرجة عليها بينما يصر علي التمسك برموز الفضيلة والتدين ويتابع "بشبق" لا يقل عما عبرت عنه المرأة المطلقة "انتصار" وصديقتها "غادة" حكايات تبيح للمرأة أن تعيش أياما بمفردها داخل فيلتها الفاخرة مع رجل غريب يهيم بحبها من أول نظرة حين جاء يخطب ابنتها ثم وقع في غرامها هي وتخرج الابنة "إلهام عبدالبديع" طالبة الفنون الجميلة من الصورة للقاء زميلها في القاهرة تاركة الأم والصديقة المسكونة باللهفة علي "بوسة" أو "حضن" أو أي شيء "تصبيرة" تهون عليها حرمانها الجنسي إلي أن يأتيها نداء مخادع من نفس الشاب الذي دخل يخطب الابنة فتهرول إلي القاهرة تاركة الصديقة مع "الغريب" طبيب التجميل الذي هبط علي الأسرة بحجة طلب إيد الابنة! قصة غريبة ومفتعلة ولكنها كاشفة! الشيطان اللذيذ "ما اجتمع رجل وامرأة إلا والشيطان بينهما" ثقافة علمونا إياها ومع ذلك لم يكن الشيطان حاضرا هنا "!!" علماً بأن هناك شيطاناً آخر هو طليق الأم والد الابنة "محمود حميدة" والعاشق للفتيات الصغيرات رغم كبر سنه والفتيات يعشقن فيه ذكورته "!!". لقد استشهد من أجل رجم "ابليس" منذ أيام مئات الحجاج ورغم ذلك باتت "الشاشة" مرتعاً لنشاط "شياطين" من نوع آخر يمارسه أمام جمهور يتمني "الاستشهاد""!!" ومع ذلك جعل هذا الفيلم يحقق أعلي الإيرادات"!!" مفارقات ليست من صنع "المنتج" وإنما إفراز مجتمع يقولون انه متدين بطبعه"!!" بينما هو من يعيد لهذا المنتج أمواله التي استثمرها. النفاق الاجتماعي والإدعاء والكذب والمراوغة تبلغ ذروتها أمام أي محاولة لتحليل مضمون المشاهد الجميلة المزدانة بالمنظر الطبيعي وبالزهور والبحر في إحدي منتجعات الغردقة. فالمخرج صنع قصة مختلفة لكنها تكشف عن مفهومه حول العلاقة بين الرجل والمرأة في هذه البيئة الاجتماعية ثرية المال فقيرة الأخلاق عديمة الشرف ويخص المرأة هنا بعدد من "البورتريهات" أثناء مسارها الأبدي للحاق بالرجل والالتصاق به إذا لم يكن بالحلال فلا بأس من الاغتصاب "!!" وربما كانت هذه هي رؤية المؤلف "أبدعها" داخل هذا الإطار المتحرر بالكامل من أي كوابح ومع مجموعة من الشخصيات رسمها وفق تصوره الخاص عن هذا العالم "المرتاح" والمريح والمسلي بالنسبة لأناس محرومة يثير فضولهم ويشبع خيالهم ويشدهم إلي هذه "البيئة" التي أشاعها وملأها بالمرح والصخب وشغل الحريم القادرة والهايفة وأمام شاب "ذكر" مليء بالحيوية والحركة والنجاح المادي وغير مكترث بفارق السن أو بفارق الظروف أمام جمال المرأة التي وقع في هواها من أول نظرة وأصر علي امتلاكها مهما كلفته المغامرة أو المنافسة مع طليقها الأكبر عمراً ولكنه ليس الأقل جاذبية. عشرات الآلاف تهافتوا لمشاهدة فيلم "أهواك" وضخت الملايين في جيب المنتج.. إذن لا تلوموا محمد سامي ولا أسرة السبكي فهما يغطسان كالعادة في بئر الحرمان ووسط ركام التشوهات الأخلاقية والانحرافات السلوكية في مرحلة فراغ روحي وفقر ثقافي وقيمي ويقدمان ما يشبع هؤلاء القوم من جماهير السينما.. الاثنان يعرفان ماذا يرضي الجمهور ويجذبه. والاثنان المؤلف المخرج والمنتج ليسا منفصلين عن هذه الأجواء ولا عن هذا الجمهور المنافق قليل التربية الذي يتشدق بالمبادئ ويقول غير ما يفعل. يتهافت علي ما يعتبره في "أدبياته" رذيلة ويشارك مجالس "ابليس" ويضحك معجباً بألاعيبه ويخرج من دار العرض غير نادم علي المتعة التي توفرت له عبر حكايات ملفقة وشخصيات مشوهة وبيئة لا تعرف موضوع "العيب".. أيوه "العيب" ولينطح الباحثين عن "الإبداع والحرية" رؤوسهم في أقرب جدار إذا لم يعجبهم هذا الكلام. "الفيلم" وسيط ناقل وقوة "ناعمة" تؤثر في الناس وانعكاس لثقافة ومزاج سائدين.. و"أهواك" يطول ضمن العلاقات المشوهة التي رسمها علاقة الأم الابنة "غادة عادل إلهام عبدالبديع" و"الأم الابن" "أمل رزق أحمد مالك" وهي علاقات مشوهة في جوهرها. ثم علاقة المطلقة بطليقها المتحررة بدورها من التقاليد ومن أحكام "الدين". بينما نعيش في منازلنا محاصرين بميكروفونات المآذن ومكبرات الصوت محرومين من أي قدرة علي التركيز أو الهدوء وكلمة "الله" و"القرآن" والإغراق المفرط في النزعة الدينية الشكلية يجعلنا نضع عشرات من علامات التعجب علي مجتمع هائم "بحلاوة روح" وغرقان في "أهواك". بينما الحاج المنتج سكران بنشوة النجاح التجاري الكبير لتوليفة الأفلام التي تنتجها "استوديوهاته". يتكيء المنتج والمؤلف عند انتاجه لهذه النماذج وهذا المناخ الاجتماعي الفاسد علي المثل الدارج: "من بره الله. الله ومن جوه يعلم الله".. لأن الضيعة والادعاء مكون رئيسي في بنية هذه المظاهر المغرية التي تخفي قبحا سلوكيا وأخلاقيا وتحررا من مفهوم الالتزام. ودعوني هنا أعتذر عن كلمة "أخلاق" حتي لا يغضب بعض الأخوة الذين يستبعدون القيم الأخلاقية عن الفن لأنها تحمله ما لا يطيق ولا يتسع له.. ولكن ما رأيكم في كلمة "الالتزام" والاخوات "الملتزمات" وقد صار لها مدلول ديني وأخلاقي في عصر الحجاب؟؟ اعتاد جمهور السينما عندنا أن يخلع "الالتزام" أمام شباك التذاكر وأن يتدافع صوب كل ما هو غير ملتزم فلا تلوموا من يشبع أحاسيسهم ويقدم هذه العلاقات المناهضة لأي "التزام" بمعناه الدارج حتي الالتزام المهني في العلاقة بين الطبيب جراح التجميل بطل الفيلم "تامر حسني" وبين مساعدته "سعاد القاضي" الذي يمثل الحوار بينهما في قاعة الكشف سبقاً ينسف أبسط قواعد الاحترام المتبادل بين استاذ أكاديمي ناجح يمتلك عيادة فاخرة جداً وبين مساعدته وأمام إحدي السيدات من زبائن الطبيب وحتي الحوار مع الزبونة بدوره لافت جداً للنظر من حيث مستواه ودلالته. فهل يدخل هذا التسفيه الغريب لكل العلاقات ضمن تصور المخرج لشخوص فيلمه؟؟ تُري ما رأي جراحي التجميل في نموذج تامر حسني الطبيب الناجح إلي هذا الحد والذي يترك عمله لأيام في مطاردة وراء امرأة مطلقة يذهب معها حتي آخر المشوار ويقيم في بيتها ويصادق طليقها ويعتذر لابنتها طالباً يد أمها!! ويعامل مساعدته وزبائنه بهذا القدر من الاسفاف"!!". وما رأي أساتذة الفنون الجميلة في نموذج الأستاذ الأكاديمي وهو يقضي حاجته داخل دورة المياة ويتلفظ بما يخجل منه سائق التوك توك وهو يخاطب تلميذه النجيب "أحمد مالك". "استثمار القُبح" في رأيي ان المخرج المؤلف لم يجد في "بيئته" المختارة من بين القادرين مادياً في هذا المجتمع المصطنع سوي صفيحة الزبالة البشرية هذه.. فلا توجد شخصية متكاملة جديرة بالاحترام ولا ثمة إنسان يتسم باللياقة السلوكية انه عالم قذر فعلاً من حيث الجوهر. ولعله يريد أن يقول لا تحسبن الشحم فيمن شحمه ورم أو ليس كل ما يلمع ذهباً.. ولكن لو صدق هذا الاستنتاج فنحن أمام مشكلة سيناريو وأسلوب معالجة.. لأنه جمل هذا "القبح" وقدمه كطُعم للجمهور. ما الذي جذب جمهور "أهواك" وجعله يحقق هذا النجاح التجاري الكبير. بداية نحن أمام عمل مرح وفرح وفكه ولغة مرئية ليست رتيبة ولا تقليدية وإنما جاذبة للعين. تشغل الحواس. وأمام شخصيات قليلة الأدب بخفة ظل.. برغم السلوك الشائن والشائه. من رقص وغناء وتهريج وسخرية وسلاطة لسان ولاشك ان غادة عادل تتمتع بجاذبية خاصة تتماهي مع صورة المرأة التي تجسدها وحالة الإعجاب المفرطة التي عبرت عنها الخطوط العامة لشخصيتها. فغادة ممثلة ذات حضور مريح. مرنة "تلبس" أي شخصية تؤديها سواء كانت هايفة أو جادة. سعيدة أو شقية. ملتزمة أو منحلة. ضحلة أو مركبة ومبدعة لو توفر لها مخرج حساس ولاقط لإمكانياتها الظاهرة والكامنة أتذكرها مع محمد خان "في مصر الجديدة" وهي هنا مع مخرج متآلف مع "أجناس" الترفيه الحديثة السريعة الصاخبة الملونة والمنغمة ولديه أدوات يستخدمها بأسلوبه الخاص لخلق صورة جاذبة وإيقاع وحركة لا تسمح بتسلل الملل وهي تلعب هنا الدور أمام مطرب ممثل حاضر بجمهوره العريض من شباب هذه الأيام بذائقته الفنية التي تجد في هذا الشاب فارسها المعبر عن أحلامها.. وتامر حسني أصبح متمرساً كممثل وله حضور وروح مصرية قريبة من الإنسان العادي حتي وهو يمثل شريحة من كبار القوم ويفعل ما يفعلونه.. وأحمد مالك أصغر طاقم الممثلين قد لفت نظري في فيلم "الجزيرة" أراه يضيف إلي رصيده كممثل يعبر عن شريحة عريضة جداً من جمهور السينما شاب صغير بإمكانيات يمكن استثمارها سينمائياً لو توفر السيناريو الجيد والمخرج الشاطر. أيضاً "انتصار" بخفة دمها وأدائها التلقائي وجرأتها الشديدة في تقمص شخصيات تجسد بجاحة المرأة حين تخلع برقع الحياء وتتجرد من كوابحها وتعبر عما يجيش في جوانحها. واللافت في هذا الفيلم مثلما في أفلام أخري لنفس المنتج أو "لمدرسته" مسألة الاستسهال المخل لعنصر "التأليف" حتي أصبح هذا العنصر الرئيسي في إنجاح أي فني "مَدَاس" لكثير ممن لم يسطروا حرفاً في حياتهم. فنقرأ علي التترات أسماء لا ناقة لها ولا جمل في هذا الحقل الإبداعي صار التأليف عنصراً "طفيلياً" في صناعة اعتمدت في معظمها السنين العجاف علي "توليفة" تتكرر بفجاجة.. هذا الفيلم يعتبر استثناء ربما ولكنه يحمل هذه السمة التي أصبحت ملمحاً مقيتاً في سلوكنا العام وموقفنا إزاء الأمور الجادة. ومن الاستسهال ذلك الدور الطفيلي الذي لعبه محمود حميدة والذي يمكن استئصاله بسهولة. فهو مجرد إضافة لزيادة كم الترفيه وفتح الباب للسخرية والتفكه. ومن الاستسهال كذلك موقف جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية المرتبك والمنحاز والخاضع أحياناً لقوي تفرض عليه إرادتها.. فلا توجد قواعد لديه للمنح والمنع فتجده يبيح ما لا تصح إباحته ويمنع أشياء سمح بها في أعمال أخري.. الأمر الذي يفتح الباب للتساؤل: هل للرقابة شباك للإيرادات؟! "أهواك" للمخرج محمد سامي "33 سنة" يشيع أجواء وبيئة اجتماعية مصطنعة جداً. لا تشبه أي شيء يمكن أن يتوحد معه أو يتفق عليه النسبة الأغلب من جماهير السوق الاستهلاكي للفيلم السينمائي ورغم ذلك يحقق الفيلم أعلي الإيرادات وسط أفلام العيد الكبير"!!". فهذه النماذج من النسوة الصديقتين علي وجه التحديد "غادة عادل انتصار" تثيران تحفظات عديدة بالنسبة لهذا الجمهور الذي صنع نجاح الفيلم. فهما خارج النسق التقليدي المعتاد لنسوة هذه الأيام. هن استثناء ورغم ذلك نجح الفيلم بفضل اعجاب هذا الجمهور نفسه والنساء علي نحو خاص "!!". أيضاً هذه الأبهة المفرطة في الزخرفة والحداثة الشكلية والديكور بذوقه الخاص جداً أشياء لا تتوفر في مجتمعنا إلا لنسبة قليلة جداً من جموع المصريين والفيلم مع ذلك يحقق أعلي الإيرادات "!!" ثم هذه الإباحية أو قل الأريحية الخارجة عن أي أعراف في التعبير عن الحرمان الحسي لكونهما مطلقتين ويستخدمان الصراحة المبتذلة في التعبير عن ذلك الحرمان ومن دون خجل فتلك صفات ليست محل إعجاب أو المفروض انها لا تعجب جمهور 90 بالمائة منه محجبات بل ومنهن منتقبات والفيلم مع ذلك كله أو برغم ذلك يحقق أعلي الإيرادات ويثير الضحكات.."!!" ويحقق التسلية. إذن من حق المنتجة السيدة رنا السبكي أن تفتخر بما حققته وأن يشعر المخرج المؤلف بالرضا بعد أن امتلك سطوة الشباك. فهذا الثراء البادي في ماركات السيارات المملوكة لأبطال الفيلم "المرسيدي وال بي إم دبليو" وهذه الأزياء والاكسسوارات الممهورة بأسماء بيوت الأزياء العالمية في الأغلب التي ارتدتها غادة عادل لا تتحقق في مجتمع يعاني من سوء أحواله الاقتصادية إلا للمحظوظين وللقليلات من أمثال نجمات السينما ونجوم النهب العام ومن يرتبطون بهم.. أقول هذا الثراء الكبير يشكل وأنا أتابع الفيلم وأنقل الفرجة من الشاشة إلي الصالة مفارقة أكبر ويثير تساؤلات وخاطرا مؤرقا علي المستوي الاجتماعي والأخلاقي! ما هذا النفاق المروع الذي اصطاده المخرج ورماه في وجوه جمهور لاه ومغيب وشبق علي متع الحياة وعلي الفرجة عليها بينما يصر علي التمسك برموز الفضيلة والتدين ويتابع "بشبق" لا يقل عما عبرت عنه المرأة المطلقة "انتصار" وصديقتها "غادة" حكايات تبيح للمرأة أن تعيش أياما بمفردها داخل فيلتها الفاخرة مع رجل غريب يهيم بحبها من أول نظرة حين جاء يخطب ابنتها ثم وقع في غرامها هي وتخرج الابنة "إلهام عبدالبديع" طالبة الفنون الجميلة من الصورة للقاء زميلها في القاهرة تاركة الأم والصديقة المسكونة باللهفة علي "بوسة" أو "حضن" أو أي شيء "تصبيرة" تهون عليها حرمانها الجنسي إلي أن يأتيها نداء مخادع من نفس الشاب الذي دخل يخطب الابنة فتهرول إلي القاهرة تاركة الصديقة مع "الغريب" طبيب التجميل الذي هبط علي الأسرة بحجة طلب إيد الابنة! قصة غريبة ومفتعلة ولكنها كاشفة! الشيطان اللذيذ "ما اجتمع رجل وامرأة إلا والشيطان بينهما" ثقافة علمونا إياها ومع ذلك لم يكن الشيطان حاضرا هنا "!!" علماً بأن هناك شيطاناً آخر هو طليق الأم والد الابنة "محمود حميدة" والعاشق للفتيات الصغيرات رغم كبر سنه والفتيات يعشقن فيه ذكورته "!!". لقد استشهد من أجل رجم "ابليس" منذ أيام مئات الحجاج ورغم ذلك باتت "الشاشة" مرتعاً لنشاط "شياطين" من نوع آخر يمارسه أمام جمهور يتمني "الاستشهاد""!!" ومع ذلك جعل هذا الفيلم يحقق أعلي الإيرادات"!!" مفارقات ليست من صنع "المنتج" وإنما إفراز مجتمع يقولون انه متدين بطبعه"!!" بينما هو من يعيد لهذا المنتج أمواله التي استثمرها. النفاق الاجتماعي والإدعاء والكذب والمراوغة تبلغ ذروتها أمام أي محاولة لتحليل مضمون المشاهد الجميلة المزدانة بالمنظر الطبيعي وبالزهور والبحر في إحدي منتجعات الغردقة. فالمخرج صنع قصة مختلفة لكنها تكشف عن مفهومه حول العلاقة بين الرجل والمرأة في هذه البيئة الاجتماعية ثرية المال فقيرة الأخلاق عديمة الشرف ويخص المرأة هنا بعدد من "البورتريهات" أثناء مسارها الأبدي للحاق بالرجل والالتصاق به إذا لم يكن بالحلال فلا بأس من الاغتصاب "!!" وربما كانت هذه هي رؤية المؤلف "أبدعها" داخل هذا الإطار المتحرر بالكامل من أي كوابح ومع مجموعة من الشخصيات رسمها وفق تصوره الخاص عن هذا العالم "المرتاح" والمريح والمسلي بالنسبة لأناس محرومة يثير فضولهم ويشبع خيالهم ويشدهم إلي هذه "البيئة" التي أشاعها وملأها بالمرح والصخب وشغل الحريم القادرة والهايفة وأمام شاب "ذكر" مليء بالحيوية والحركة والنجاح المادي وغير مكترث بفارق السن أو بفارق الظروف أمام جمال المرأة التي وقع في هواها من أول نظرة وأصر علي امتلاكها مهما كلفته المغامرة أو المنافسة مع طليقها الأكبر عمراً ولكنه ليس الأقل جاذبية. عشرات الآلاف تهافتوا لمشاهدة فيلم "أهواك" وضخت الملايين في جيب المنتج.. إذن لا تلوموا محمد سامي ولا أسرة السبكي فهما يغطسان كالعادة في بئر الحرمان ووسط ركام التشوهات الأخلاقية والانحرافات السلوكية في مرحلة فراغ روحي وفقر ثقافي وقيمي ويقدمان ما يشبع هؤلاء القوم من جماهير السينما.. الاثنان يعرفان ماذا يرضي الجمهور ويجذبه. والاثنان المؤلف المخرج والمنتج ليسا منفصلين عن هذه الأجواء ولا عن هذا الجمهور المنافق قليل التربية الذي يتشدق بالمبادئ ويقول غير ما يفعل. يتهافت علي ما يعتبره في "أدبياته" رذيلة ويشارك مجالس "ابليس" ويضحك معجباً بألاعيبه ويخرج من دار العرض غير نادم علي المتعة التي توفرت له عبر حكايات ملفقة وشخصيات مشوهة وبيئة لا تعرف موضوع "العيب".. أيوه "العيب" ولينطح الباحثين عن "الإبداع والحرية" رؤوسهم في أقرب جدار إذا لم يعجبهم هذا الكلام. "الفيلم" وسيط ناقل وقوة "ناعمة" تؤثر في الناس وانعكاس لثقافة ومزاج سائدين.. و"أهواك" يطول ضمن العلاقات المشوهة التي رسمها علاقة الأم الابنة "غادة عادل إلهام عبدالبديع" و"الأم الابن" "أمل رزق أحمد مالك" وهي علاقات مشوهة في جوهرها. ثم علاقة المطلقة بطليقها المتحررة بدورها من التقاليد ومن أحكام "الدين". بينما نعيش في منازلنا محاصرين بميكروفونات المآذن ومكبرات الصوت محرومين من أي قدرة علي التركيز أو الهدوء وكلمة "الله" و"القرآن" والإغراق المفرط في النزعة الدينية الشكلية يجعلنا نضع عشرات من علامات التعجب علي مجتمع هائم "بحلاوة روح" وغرقان في "أهواك". بينما الحاج المنتج سكران بنشوة النجاح التجاري الكبير لتوليفة الأفلام التي تنتجها "استوديوهاته". يتكيء المنتج والمؤلف عند انتاجه لهذه النماذج وهذا المناخ الاجتماعي الفاسد علي المثل الدارج: "من بره الله. الله ومن جوه يعلم الله".. لأن الضيعة والادعاء مكون رئيسي في بنية هذه المظاهر المغرية التي تخفي قبحا سلوكيا وأخلاقيا وتحررا من مفهوم الالتزام. ودعوني هنا أعتذر عن كلمة "أخلاق" حتي لا يغضب بعض الأخوة الذين يستبعدون القيم الأخلاقية عن الفن لأنها تحمله ما لا يطيق ولا يتسع له.. ولكن ما رأيكم في كلمة "الالتزام" والاخوات "الملتزمات" وقد صار لها مدلول ديني وأخلاقي في عصر الحجاب؟؟ اعتاد جمهور السينما عندنا أن يخلع "الالتزام" أمام شباك التذاكر وأن يتدافع صوب كل ما هو غير ملتزم فلا تلوموا من يشبع أحاسيسهم ويقدم هذه العلاقات المناهضة لأي "التزام" بمعناه الدارج حتي الالتزام المهني في العلاقة بين الطبيب جراح التجميل بطل الفيلم "تامر حسني" وبين مساعدته "سعاد القاضي" الذي يمثل الحوار بينهما في قاعة الكشف سبقاً ينسف أبسط قواعد الاحترام المتبادل بين استاذ أكاديمي ناجح يمتلك عيادة فاخرة جداً وبين مساعدته وأمام إحدي السيدات من زبائن الطبيب وحتي الحوار مع الزبونة بدوره لافت جداً للنظر من حيث مستواه ودلالته. فهل يدخل هذا التسفيه الغريب لكل العلاقات ضمن تصور المخرج لشخوص فيلمه؟؟ تُري ما رأي جراحي التجميل في نموذج تامر حسني الطبيب الناجح إلي هذا الحد والذي يترك عمله لأيام في مطاردة وراء امرأة مطلقة يذهب معها حتي آخر المشوار ويقيم في بيتها ويصادق طليقها ويعتذر لابنتها طالباً يد أمها!! ويعامل مساعدته وزبائنه بهذا القدر من الاسفاف"!!". وما رأي أساتذة الفنون الجميلة في نموذج الأستاذ الأكاديمي وهو يقضي حاجته داخل دورة المياة ويتلفظ بما يخجل منه سائق التوك توك وهو يخاطب تلميذه النجيب "أحمد مالك". "استثمار القُبح" في رأيي ان المخرج المؤلف لم يجد في "بيئته" المختارة من بين القادرين مادياً في هذا المجتمع المصطنع سوي صفيحة الزبالة البشرية هذه.. فلا توجد شخصية متكاملة جديرة بالاحترام ولا ثمة إنسان يتسم باللياقة السلوكية انه عالم قذر فعلاً من حيث الجوهر. ولعله يريد أن يقول لا تحسبن الشحم فيمن شحمه ورم أو ليس كل ما يلمع ذهباً.. ولكن لو صدق هذا الاستنتاج فنحن أمام مشكلة سيناريو وأسلوب معالجة.. لأنه جمل هذا "القبح" وقدمه كطُعم للجمهور. ما الذي جذب جمهور "أهواك" وجعله يحقق هذا النجاح التجاري الكبير. بداية نحن أمام عمل مرح وفرح وفكه ولغة مرئية ليست رتيبة ولا تقليدية وإنما جاذبة للعين. تشغل الحواس. وأمام شخصيات قليلة الأدب بخفة ظل.. برغم السلوك الشائن والشائه. من رقص وغناء وتهريج وسخرية وسلاطة لسان ولاشك ان غادة عادل تتمتع بجاذبية خاصة تتماهي مع صورة المرأة التي تجسدها وحالة الإعجاب المفرطة التي عبرت عنها الخطوط العامة لشخصيتها. فغادة ممثلة ذات حضور مريح. مرنة "تلبس" أي شخصية تؤديها سواء كانت هايفة أو جادة. سعيدة أو شقية. ملتزمة أو منحلة. ضحلة أو مركبة ومبدعة لو توفر لها مخرج حساس ولاقط لإمكانياتها الظاهرة والكامنة أتذكرها مع محمد خان "في مصر الجديدة" وهي هنا مع مخرج متآلف مع "أجناس" الترفيه الحديثة السريعة الصاخبة الملونة والمنغمة ولديه أدوات يستخدمها بأسلوبه الخاص لخلق صورة جاذبة وإيقاع وحركة لا تسمح بتسلل الملل وهي تلعب هنا الدور أمام مطرب ممثل حاضر بجمهوره العريض من شباب هذه الأيام بذائقته الفنية التي تجد في هذا الشاب فارسها المعبر عن أحلامها.. وتامر حسني أصبح متمرساً كممثل وله حضور وروح مصرية قريبة من الإنسان العادي حتي وهو يمثل شريحة من كبار القوم ويفعل ما يفعلونه.. وأحمد مالك أصغر طاقم الممثلين قد لفت نظري في فيلم "الجزيرة" أراه يضيف إلي رصيده كممثل يعبر عن شريحة عريضة جداً من جمهور السينما شاب صغير بإمكانيات يمكن استثمارها سينمائياً لو توفر السيناريو الجيد والمخرج الشاطر. أيضاً "انتصار" بخفة دمها وأدائها التلقائي وجرأتها الشديدة في تقمص شخصيات تجسد بجاحة المرأة حين تخلع برقع الحياء وتتجرد من كوابحها وتعبر عما يجيش في جوانحها. واللافت في هذا الفيلم مثلما في أفلام أخري لنفس المنتج أو "لمدرسته" مسألة الاستسهال المخل لعنصر "التأليف" حتي أصبح هذا العنصر الرئيسي في إنجاح أي فني "مَدَاس" لكثير ممن لم يسطروا حرفاً في حياتهم. فنقرأ علي التترات أسماء لا ناقة لها ولا جمل في هذا الحقل الإبداعي صار التأليف عنصراً "طفيلياً" في صناعة اعتمدت في معظمها السنين العجاف علي "توليفة" تتكرر بفجاجة.. هذا الفيلم يعتبر استثناء ربما ولكنه يحمل هذه السمة التي أصبحت ملمحاً مقيتاً في سلوكنا العام وموقفنا إزاء الأمور الجادة. ومن الاستسهال ذلك الدور الطفيلي الذي لعبه محمود حميدة والذي يمكن استئصاله بسهولة. فهو مجرد إضافة لزيادة كم الترفيه وفتح الباب للسخرية والتفكه. ومن الاستسهال كذلك موقف جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية المرتبك والمنحاز والخاضع أحياناً لقوي تفرض عليه إرادتها.. فلا توجد قواعد لديه للمنح والمنع فتجده يبيح ما لا تصح إباحته ويمنع أشياء سمح بها في أعمال أخري.. الأمر الذي يفتح الباب للتساؤل: هل للرقابة شباك للإيرادات؟!