ِشارك صحافة من وإلى المواطن    الآلاف فى ختام مولد السيد البدوى «شىء لله يا شيخ العرب»    وزارة العمل: حملات تفتيش مكثفة على 6192 منشأة خلال 16 يومًا    ارتباك فى الأسواق بعد زيادة أسعار الوقود    تراجع عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم السبت بالصاغة بعد الانخفاض الكبير    سعر طن الحديد الاستثمارى وعز والأسمنت بسوق مواد البناء السبت 18 أكتوبر 2025    «الاحتلال»: الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثمان محتجز من جنوب قطاع غزة    «زيلينسكى» يطالب بتزويده بصواريخ «توماهوك»    «أمك اللى اقترحت القمة».. رد جرئ من متحدثة البيت الأبيض على مراسل أمريكي (تفاصيل)    مصرع طفل بعد هجوم كلب ضال في قرية دقدوقة بالبحيرة    «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم وتُعلن عن ظاهرة جوية «مؤثرة»: توخوا الحذر    سقوط 3 متهمين بالنصب على راغبي شراء الشقق السكنية    عاتبه على سوء سلوكه فقتله.. تشييع جثمان ضحية شقيقه بالدقهلية    ب «أنا ابن مصر» مدحت صالح يختتم حفله بمهرجان الموسيقى العربية    «الجونة السينمائى» يُطلق دورته الثامنة بحضور «كامل العدد» لنجوم الفن    ملوك الدولة الحديثة ذروة المجد الفرعونى    أحمد كريمة: مقتل عثمان بن عفان كان نتيجة «الفتنة السبئية» التي حرض عليها اليهودي بن سبأ    «بمكونات سحرية».. تحضير شوربة العدس للاستمتاع ب أجواء شتوية ومناعة أقوي (الطريقة والخطوات)    استعد ل الشتاء بنظافة تامة.. الطريقة الصحيحة لغسيل البطاطين قبل قدوم البرد    «فطور بتاع المطاعم».. طريقة عمل الفول الإسكندراني بخطوات سهلة ونكهة لا تُنسى    تفاصيل ضبط طرفي مشاجرة داخل مقر أحد الأحزاب بالجيزة    اعتراض لاعبي الدوري الإسباني على قرار إقامة مباراة برشلونة وفياريال في ميامي    مباراة ال6 أهداف.. التعادل يحسم مواجهة باريس سان جيرمان وستراسبورج    انطلاق أول تجربة بنظام التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    أحمد زعيم يخطف الأنظار ب "مابكدبش".. عمل غنائي راقٍ يثبت نضجه الفني    نجوى إبراهيم تتصدر تريند جوجل بعد تعرضها لحادث خطير في أمريكا وإجرائها جراحة دقيقة تكشف تفاصيل حالتها الصحية    «السياحة» تشارك في رعاية الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي 2025    مواقيت الصلاه اليوم السبت 18اكتوبر 2025فى المنيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط السبت 19102025    أسعار اللحوم فى أسيوط السبت 18102025    اسعار الفاكهة فى أسيوط السبت 18102025    الأمير البريطاني آندرو يتخلى عن لقب دوق يورك    قرار هام بشأن المتهم بقتل طفلته وتعذيب شقيقها بأطفيح    اليوم.. محاكمة 7 متهمين في قضية «داعش التجمع»    المحكمة الدستورية تشارك في أعمال الندوة الإقليمية بالمملكة الأردنية الهاشمية    نقاط ضوء على وقف حرب غزة.. وما يجب الانتباه إليه    رياضة ½ الليل| مصر تتأهل للأولاد.. يد الأهلي تكتسح.. الغيابات تضرب الزمالك.. وزعزع أفضل لاعب    حكام مباريات الأحد في الدوري المصري الممتاز    20 لاعبا فى قائمة الإسماعيلى لمواجهة حرس الحدود بالدورى    إمام عاشور يذبح عجلاً قبل العودة لتدريبات الأهلى.. ويعلق :"هذا من فضل ربى"    حمزة نمرة لبرنامج معكم: الفن بالنسبة لي تعبير عن إحساسي    مارسيل خليفة: لا أدرى إلى أين سيقودنى ولعى بلعبة الموسيقى والكلمات.. لدى إيمان كامل بالذوق العام والموسيقى فعل تلقائى لا يقبل الخداع والتدليس.. محمود درويش حى يتحدى الموت وصوته يوحى لى متحدثا من العالم الآخر    أنغام تتألق بفستان أسود مطرز فى حفل قطر.. صور    تعرف على طاقم حكام مباريات الأحد فى الدورى الممتاز    الجيش الإسرائيلى يعلن تصفية عنصر من حزب الله في غارة جنوب لبنان    محمد صلاح يتألق فى تدريبات ليفربول استعدادا لمانشستر يونايتد    قناة عبرية: ضباط أمريكيون سيقيمون مركز قيادة في غلاف غزة لقيادة قوات دولية    رئيس البنك الدولى: إعادة إعمار غزة أولوية وننسق مع شركاء المنطقة    زيادة تصل إلى 17 جنيها، تعريفة الركوب الجديدة لخطوط النقل الداخلية والخارجية ب 6 أكتوبر    أخبار 24 ساعة.. وزارة التضامن تطلق المرحلة الرابعة من تدريبات برنامج مودة    نائب وزير الصحة تناقش "صحة المرأة والولادة" في المؤتمر الدولي ال39 بجامعة الإسكندرية (صور)    الإثنين، آخر مهلة لسداد اشتراكات المحامين حاملي كارنيه 2022    اللواء بحرى أركان حرب أيمن عادل الدالى: هدفنا إعداد مقاتلين قادرين على حماية الوطن بثقة وكفاءة    «الوطنية للانتخابات»: قاعدة بيانات محدثة للناخبين لتيسير عملية التصويت    إسلام عفيفي يكتب: الطريق إلى مقعد جنيف    ما هي صلاة النوافل وعددها ومواعيدها؟.. أمين الفتوى يجيب    ينافس نفسه.. على نور المرشح الوحيد بدائرة حلايب وشلاتين    العلماء يؤكدون: أحاديث فضل سورة الكهف يوم الجمعة منها الصحيح ومنها الضعيف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجواء وبيئة اجتماعية مصطنعة.. تحقق أعلي الإيرادات
نشر في المساء يوم 04 - 10 - 2015

"أهواك" للمخرج محمد سامي "33 سنة" يشيع أجواء وبيئة اجتماعية مصطنعة جداً. لا تشبه أي شيء يمكن أن يتوحد معه أو يتفق عليه النسبة الأغلب من جماهير السوق الاستهلاكي للفيلم السينمائي ورغم ذلك يحقق الفيلم أعلي الإيرادات وسط أفلام العيد الكبير"!!".
فهذه النماذج من النسوة الصديقتين علي وجه التحديد "غادة عادل انتصار" تثيران تحفظات عديدة بالنسبة لهذا الجمهور الذي صنع نجاح الفيلم. فهما خارج النسق التقليدي المعتاد لنسوة هذه الأيام. هن استثناء ورغم ذلك نجح الفيلم بفضل اعجاب هذا الجمهور نفسه والنساء علي نحو خاص "!!".
أيضاً هذه الأبهة المفرطة في الزخرفة والحداثة الشكلية والديكور بذوقه الخاص جداً أشياء لا تتوفر في مجتمعنا إلا لنسبة قليلة جداً من جموع المصريين والفيلم مع ذلك يحقق أعلي الإيرادات "!!" ثم هذه الإباحية أو قل الأريحية الخارجة عن أي أعراف في التعبير عن الحرمان الحسي لكونهما مطلقتين ويستخدمان الصراحة المبتذلة في التعبير عن ذلك الحرمان ومن دون خجل فتلك صفات ليست محل إعجاب أو المفروض انها لا تعجب جمهور 90 بالمائة منه محجبات بل ومنهن منتقبات والفيلم مع ذلك كله أو برغم ذلك يحقق أعلي الإيرادات ويثير الضحكات.."!!" ويحقق التسلية.
إذن من حق المنتجة السيدة رنا السبكي أن تفتخر بما حققته وأن يشعر المخرج المؤلف بالرضا بعد أن امتلك سطوة الشباك.
فهذا الثراء البادي في ماركات السيارات المملوكة لأبطال الفيلم "المرسيدي وال بي إم دبليو" وهذه الأزياء والاكسسوارات الممهورة بأسماء بيوت الأزياء العالمية في الأغلب التي ارتدتها غادة عادل لا تتحقق في مجتمع يعاني من سوء أحواله الاقتصادية إلا للمحظوظين وللقليلات من أمثال نجمات السينما ونجوم النهب العام ومن يرتبطون بهم.. أقول هذا الثراء الكبير يشكل وأنا أتابع الفيلم وأنقل الفرجة من الشاشة إلي الصالة مفارقة أكبر ويثير تساؤلات وخاطرا مؤرقا علي المستوي الاجتماعي والأخلاقي!
ما هذا النفاق المروع الذي اصطاده المخرج ورماه في وجوه جمهور لاه ومغيب وشبق علي متع الحياة وعلي الفرجة عليها بينما يصر علي التمسك برموز الفضيلة والتدين ويتابع "بشبق" لا يقل عما عبرت عنه المرأة المطلقة "انتصار" وصديقتها "غادة" حكايات تبيح للمرأة أن تعيش أياما بمفردها داخل فيلتها الفاخرة مع رجل غريب يهيم بحبها من أول نظرة حين جاء يخطب ابنتها ثم وقع في غرامها هي وتخرج الابنة "إلهام عبدالبديع" طالبة الفنون الجميلة من الصورة للقاء زميلها في القاهرة تاركة الأم والصديقة المسكونة باللهفة علي "بوسة" أو "حضن" أو أي شيء "تصبيرة" تهون عليها حرمانها الجنسي إلي أن يأتيها نداء مخادع من نفس الشاب الذي دخل يخطب الابنة فتهرول إلي القاهرة تاركة الصديقة مع "الغريب" طبيب التجميل الذي هبط علي الأسرة بحجة طلب إيد الابنة! قصة غريبة ومفتعلة ولكنها كاشفة!
الشيطان اللذيذ
"ما اجتمع رجل وامرأة إلا والشيطان بينهما" ثقافة علمونا إياها ومع ذلك لم يكن الشيطان حاضرا هنا "!!" علماً بأن هناك شيطاناً آخر هو طليق الأم والد الابنة "محمود حميدة" والعاشق للفتيات الصغيرات رغم كبر سنه والفتيات يعشقن فيه ذكورته "!!".
لقد استشهد من أجل رجم "ابليس" منذ أيام مئات الحجاج ورغم ذلك باتت "الشاشة" مرتعاً لنشاط "شياطين" من نوع آخر يمارسه أمام جمهور يتمني "الاستشهاد""!!" ومع ذلك جعل هذا الفيلم يحقق أعلي الإيرادات"!!" مفارقات ليست من صنع "المنتج" وإنما إفراز مجتمع يقولون انه متدين بطبعه"!!" بينما هو من يعيد لهذا المنتج أمواله التي استثمرها.
النفاق الاجتماعي والإدعاء والكذب والمراوغة تبلغ ذروتها أمام أي محاولة لتحليل مضمون المشاهد الجميلة المزدانة بالمنظر الطبيعي وبالزهور والبحر في إحدي منتجعات الغردقة. فالمخرج صنع قصة مختلفة لكنها تكشف عن مفهومه حول العلاقة بين الرجل والمرأة في هذه البيئة الاجتماعية ثرية المال فقيرة الأخلاق عديمة الشرف ويخص المرأة هنا بعدد من "البورتريهات" أثناء مسارها الأبدي للحاق بالرجل والالتصاق به إذا لم يكن بالحلال فلا بأس من الاغتصاب "!!"
وربما كانت هذه هي رؤية المؤلف "أبدعها" داخل هذا الإطار المتحرر بالكامل من أي كوابح ومع مجموعة من الشخصيات رسمها وفق تصوره الخاص عن هذا العالم "المرتاح" والمريح والمسلي بالنسبة لأناس محرومة يثير فضولهم ويشبع خيالهم ويشدهم إلي هذه "البيئة" التي أشاعها وملأها بالمرح والصخب وشغل الحريم القادرة والهايفة وأمام شاب "ذكر" مليء بالحيوية والحركة والنجاح المادي وغير مكترث بفارق السن أو بفارق الظروف أمام جمال المرأة التي وقع في هواها من أول نظرة وأصر علي امتلاكها مهما كلفته المغامرة أو المنافسة مع طليقها الأكبر عمراً ولكنه ليس الأقل جاذبية.
عشرات الآلاف تهافتوا لمشاهدة فيلم "أهواك" وضخت الملايين في جيب المنتج.. إذن لا تلوموا محمد سامي ولا أسرة السبكي فهما يغطسان كالعادة في بئر الحرمان ووسط ركام التشوهات الأخلاقية والانحرافات السلوكية في مرحلة فراغ روحي وفقر ثقافي وقيمي ويقدمان ما يشبع هؤلاء القوم من جماهير السينما.. الاثنان يعرفان ماذا يرضي الجمهور ويجذبه.
والاثنان المؤلف المخرج والمنتج ليسا منفصلين عن هذه الأجواء ولا عن هذا الجمهور المنافق قليل التربية الذي يتشدق بالمبادئ ويقول غير ما يفعل. يتهافت علي ما يعتبره في "أدبياته" رذيلة ويشارك مجالس "ابليس" ويضحك معجباً بألاعيبه ويخرج من دار العرض غير نادم علي المتعة التي توفرت له عبر حكايات ملفقة وشخصيات مشوهة وبيئة لا تعرف موضوع "العيب".. أيوه "العيب" ولينطح الباحثين عن "الإبداع والحرية" رؤوسهم في أقرب جدار إذا لم يعجبهم هذا الكلام. "الفيلم" وسيط ناقل وقوة "ناعمة" تؤثر في الناس وانعكاس لثقافة ومزاج سائدين.. و"أهواك" يطول ضمن العلاقات المشوهة التي رسمها علاقة الأم الابنة "غادة عادل إلهام عبدالبديع" و"الأم الابن" "أمل رزق أحمد مالك" وهي علاقات مشوهة في جوهرها. ثم علاقة المطلقة بطليقها المتحررة بدورها من التقاليد ومن أحكام "الدين". بينما نعيش في منازلنا محاصرين بميكروفونات المآذن ومكبرات الصوت محرومين من أي قدرة علي التركيز أو الهدوء وكلمة "الله" و"القرآن" والإغراق المفرط في النزعة الدينية الشكلية يجعلنا نضع عشرات من علامات التعجب علي مجتمع هائم "بحلاوة روح" وغرقان في "أهواك". بينما الحاج المنتج سكران بنشوة النجاح التجاري الكبير لتوليفة الأفلام التي تنتجها "استوديوهاته".
يتكيء المنتج والمؤلف عند انتاجه لهذه النماذج وهذا المناخ الاجتماعي الفاسد علي المثل الدارج: "من بره الله. الله ومن جوه يعلم الله".. لأن الضيعة والادعاء مكون رئيسي في بنية هذه المظاهر المغرية التي تخفي قبحا سلوكيا وأخلاقيا وتحررا من مفهوم الالتزام.
ودعوني هنا أعتذر عن كلمة "أخلاق" حتي لا يغضب بعض الأخوة الذين يستبعدون القيم الأخلاقية عن الفن لأنها تحمله ما لا يطيق ولا يتسع له.. ولكن ما رأيكم في كلمة "الالتزام" والاخوات "الملتزمات" وقد صار لها مدلول ديني وأخلاقي في عصر الحجاب؟؟
اعتاد جمهور السينما عندنا أن يخلع "الالتزام" أمام شباك التذاكر وأن يتدافع صوب كل ما هو غير ملتزم فلا تلوموا من يشبع أحاسيسهم ويقدم هذه العلاقات المناهضة لأي "التزام" بمعناه الدارج حتي الالتزام المهني في العلاقة بين الطبيب جراح التجميل بطل الفيلم "تامر حسني" وبين مساعدته "سعاد القاضي" الذي يمثل الحوار بينهما في قاعة الكشف سبقاً ينسف أبسط قواعد الاحترام المتبادل بين استاذ أكاديمي ناجح يمتلك عيادة فاخرة جداً وبين مساعدته وأمام إحدي السيدات من زبائن الطبيب وحتي الحوار مع الزبونة بدوره لافت جداً للنظر من حيث مستواه ودلالته.
فهل يدخل هذا التسفيه الغريب لكل العلاقات ضمن تصور المخرج لشخوص فيلمه؟؟ تُري ما رأي جراحي التجميل في نموذج تامر حسني الطبيب الناجح إلي هذا الحد والذي يترك عمله لأيام في مطاردة وراء امرأة مطلقة يذهب معها حتي آخر المشوار ويقيم في بيتها ويصادق طليقها ويعتذر لابنتها طالباً يد أمها!! ويعامل مساعدته وزبائنه بهذا القدر من الاسفاف"!!".
وما رأي أساتذة الفنون الجميلة في نموذج الأستاذ الأكاديمي وهو يقضي حاجته داخل دورة المياة ويتلفظ بما يخجل منه سائق التوك توك وهو يخاطب تلميذه النجيب "أحمد مالك".
"استثمار القُبح"
في رأيي ان المخرج المؤلف لم يجد في "بيئته" المختارة من بين القادرين مادياً في هذا المجتمع المصطنع سوي صفيحة الزبالة البشرية هذه.. فلا توجد شخصية متكاملة جديرة بالاحترام ولا ثمة إنسان يتسم باللياقة السلوكية انه عالم قذر فعلاً من حيث الجوهر.
ولعله يريد أن يقول لا تحسبن الشحم فيمن شحمه ورم أو ليس كل ما يلمع ذهباً.. ولكن لو صدق هذا الاستنتاج فنحن أمام مشكلة سيناريو وأسلوب معالجة.. لأنه جمل هذا "القبح" وقدمه كطُعم للجمهور.
ما الذي جذب جمهور "أهواك" وجعله يحقق هذا النجاح التجاري الكبير.
بداية نحن أمام عمل مرح وفرح وفكه ولغة مرئية ليست رتيبة ولا تقليدية وإنما جاذبة للعين. تشغل الحواس. وأمام شخصيات قليلة الأدب بخفة ظل.. برغم السلوك الشائن والشائه. من رقص وغناء وتهريج وسخرية وسلاطة لسان ولاشك ان غادة عادل تتمتع بجاذبية خاصة تتماهي مع صورة المرأة التي تجسدها وحالة الإعجاب المفرطة التي عبرت عنها الخطوط العامة لشخصيتها. فغادة ممثلة ذات حضور مريح. مرنة "تلبس" أي شخصية تؤديها سواء كانت هايفة أو جادة. سعيدة أو شقية. ملتزمة أو منحلة. ضحلة أو مركبة ومبدعة لو توفر لها مخرج حساس ولاقط لإمكانياتها الظاهرة والكامنة أتذكرها مع محمد خان "في مصر الجديدة" وهي هنا مع مخرج متآلف مع "أجناس" الترفيه الحديثة السريعة الصاخبة الملونة والمنغمة ولديه أدوات يستخدمها بأسلوبه الخاص لخلق صورة جاذبة وإيقاع وحركة لا تسمح بتسلل الملل وهي تلعب هنا الدور أمام مطرب ممثل حاضر بجمهوره العريض من شباب هذه الأيام بذائقته الفنية التي تجد في هذا الشاب فارسها المعبر عن أحلامها.. وتامر حسني أصبح متمرساً كممثل وله حضور وروح مصرية قريبة من الإنسان العادي حتي وهو يمثل شريحة من كبار القوم ويفعل ما يفعلونه.. وأحمد مالك أصغر طاقم الممثلين قد لفت نظري في فيلم "الجزيرة" أراه يضيف إلي رصيده كممثل يعبر عن شريحة عريضة جداً من جمهور السينما شاب صغير بإمكانيات يمكن استثمارها سينمائياً لو توفر السيناريو الجيد والمخرج الشاطر.
أيضاً "انتصار" بخفة دمها وأدائها التلقائي وجرأتها الشديدة في تقمص شخصيات تجسد بجاحة المرأة حين تخلع برقع الحياء وتتجرد من كوابحها وتعبر عما يجيش في جوانحها.
واللافت في هذا الفيلم مثلما في أفلام أخري لنفس المنتج أو "لمدرسته" مسألة الاستسهال المخل لعنصر "التأليف" حتي أصبح هذا العنصر الرئيسي في إنجاح أي فني "مَدَاس" لكثير ممن لم يسطروا حرفاً في حياتهم. فنقرأ علي التترات أسماء لا ناقة لها ولا جمل في هذا الحقل الإبداعي صار التأليف عنصراً "طفيلياً" في صناعة اعتمدت في معظمها السنين العجاف علي "توليفة" تتكرر بفجاجة.. هذا الفيلم يعتبر استثناء ربما ولكنه يحمل هذه السمة التي أصبحت ملمحاً مقيتاً في سلوكنا العام وموقفنا إزاء الأمور الجادة.
ومن الاستسهال ذلك الدور الطفيلي الذي لعبه محمود حميدة والذي يمكن استئصاله بسهولة. فهو مجرد إضافة لزيادة كم الترفيه وفتح الباب للسخرية والتفكه.
ومن الاستسهال كذلك موقف جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية المرتبك والمنحاز والخاضع أحياناً لقوي تفرض عليه إرادتها.. فلا توجد قواعد لديه للمنح والمنع فتجده يبيح ما لا تصح إباحته ويمنع أشياء سمح بها في أعمال أخري.. الأمر الذي يفتح الباب للتساؤل: هل للرقابة شباك للإيرادات؟!
"أهواك" للمخرج محمد سامي "33 سنة" يشيع أجواء وبيئة اجتماعية مصطنعة جداً. لا تشبه أي شيء يمكن أن يتوحد معه أو يتفق عليه النسبة الأغلب من جماهير السوق الاستهلاكي للفيلم السينمائي ورغم ذلك يحقق الفيلم أعلي الإيرادات وسط أفلام العيد الكبير"!!".
فهذه النماذج من النسوة الصديقتين علي وجه التحديد "غادة عادل انتصار" تثيران تحفظات عديدة بالنسبة لهذا الجمهور الذي صنع نجاح الفيلم. فهما خارج النسق التقليدي المعتاد لنسوة هذه الأيام. هن استثناء ورغم ذلك نجح الفيلم بفضل اعجاب هذا الجمهور نفسه والنساء علي نحو خاص "!!".
أيضاً هذه الأبهة المفرطة في الزخرفة والحداثة الشكلية والديكور بذوقه الخاص جداً أشياء لا تتوفر في مجتمعنا إلا لنسبة قليلة جداً من جموع المصريين والفيلم مع ذلك يحقق أعلي الإيرادات "!!" ثم هذه الإباحية أو قل الأريحية الخارجة عن أي أعراف في التعبير عن الحرمان الحسي لكونهما مطلقتين ويستخدمان الصراحة المبتذلة في التعبير عن ذلك الحرمان ومن دون خجل فتلك صفات ليست محل إعجاب أو المفروض انها لا تعجب جمهور 90 بالمائة منه محجبات بل ومنهن منتقبات والفيلم مع ذلك كله أو برغم ذلك يحقق أعلي الإيرادات ويثير الضحكات.."!!" ويحقق التسلية.
إذن من حق المنتجة السيدة رنا السبكي أن تفتخر بما حققته وأن يشعر المخرج المؤلف بالرضا بعد أن امتلك سطوة الشباك.
فهذا الثراء البادي في ماركات السيارات المملوكة لأبطال الفيلم "المرسيدي وال بي إم دبليو" وهذه الأزياء والاكسسوارات الممهورة بأسماء بيوت الأزياء العالمية في الأغلب التي ارتدتها غادة عادل لا تتحقق في مجتمع يعاني من سوء أحواله الاقتصادية إلا للمحظوظين وللقليلات من أمثال نجمات السينما ونجوم النهب العام ومن يرتبطون بهم.. أقول هذا الثراء الكبير يشكل وأنا أتابع الفيلم وأنقل الفرجة من الشاشة إلي الصالة مفارقة أكبر ويثير تساؤلات وخاطرا مؤرقا علي المستوي الاجتماعي والأخلاقي!
ما هذا النفاق المروع الذي اصطاده المخرج ورماه في وجوه جمهور لاه ومغيب وشبق علي متع الحياة وعلي الفرجة عليها بينما يصر علي التمسك برموز الفضيلة والتدين ويتابع "بشبق" لا يقل عما عبرت عنه المرأة المطلقة "انتصار" وصديقتها "غادة" حكايات تبيح للمرأة أن تعيش أياما بمفردها داخل فيلتها الفاخرة مع رجل غريب يهيم بحبها من أول نظرة حين جاء يخطب ابنتها ثم وقع في غرامها هي وتخرج الابنة "إلهام عبدالبديع" طالبة الفنون الجميلة من الصورة للقاء زميلها في القاهرة تاركة الأم والصديقة المسكونة باللهفة علي "بوسة" أو "حضن" أو أي شيء "تصبيرة" تهون عليها حرمانها الجنسي إلي أن يأتيها نداء مخادع من نفس الشاب الذي دخل يخطب الابنة فتهرول إلي القاهرة تاركة الصديقة مع "الغريب" طبيب التجميل الذي هبط علي الأسرة بحجة طلب إيد الابنة! قصة غريبة ومفتعلة ولكنها كاشفة!
الشيطان اللذيذ
"ما اجتمع رجل وامرأة إلا والشيطان بينهما" ثقافة علمونا إياها ومع ذلك لم يكن الشيطان حاضرا هنا "!!" علماً بأن هناك شيطاناً آخر هو طليق الأم والد الابنة "محمود حميدة" والعاشق للفتيات الصغيرات رغم كبر سنه والفتيات يعشقن فيه ذكورته "!!".
لقد استشهد من أجل رجم "ابليس" منذ أيام مئات الحجاج ورغم ذلك باتت "الشاشة" مرتعاً لنشاط "شياطين" من نوع آخر يمارسه أمام جمهور يتمني "الاستشهاد""!!" ومع ذلك جعل هذا الفيلم يحقق أعلي الإيرادات"!!" مفارقات ليست من صنع "المنتج" وإنما إفراز مجتمع يقولون انه متدين بطبعه"!!" بينما هو من يعيد لهذا المنتج أمواله التي استثمرها.
النفاق الاجتماعي والإدعاء والكذب والمراوغة تبلغ ذروتها أمام أي محاولة لتحليل مضمون المشاهد الجميلة المزدانة بالمنظر الطبيعي وبالزهور والبحر في إحدي منتجعات الغردقة. فالمخرج صنع قصة مختلفة لكنها تكشف عن مفهومه حول العلاقة بين الرجل والمرأة في هذه البيئة الاجتماعية ثرية المال فقيرة الأخلاق عديمة الشرف ويخص المرأة هنا بعدد من "البورتريهات" أثناء مسارها الأبدي للحاق بالرجل والالتصاق به إذا لم يكن بالحلال فلا بأس من الاغتصاب "!!"
وربما كانت هذه هي رؤية المؤلف "أبدعها" داخل هذا الإطار المتحرر بالكامل من أي كوابح ومع مجموعة من الشخصيات رسمها وفق تصوره الخاص عن هذا العالم "المرتاح" والمريح والمسلي بالنسبة لأناس محرومة يثير فضولهم ويشبع خيالهم ويشدهم إلي هذه "البيئة" التي أشاعها وملأها بالمرح والصخب وشغل الحريم القادرة والهايفة وأمام شاب "ذكر" مليء بالحيوية والحركة والنجاح المادي وغير مكترث بفارق السن أو بفارق الظروف أمام جمال المرأة التي وقع في هواها من أول نظرة وأصر علي امتلاكها مهما كلفته المغامرة أو المنافسة مع طليقها الأكبر عمراً ولكنه ليس الأقل جاذبية.
عشرات الآلاف تهافتوا لمشاهدة فيلم "أهواك" وضخت الملايين في جيب المنتج.. إذن لا تلوموا محمد سامي ولا أسرة السبكي فهما يغطسان كالعادة في بئر الحرمان ووسط ركام التشوهات الأخلاقية والانحرافات السلوكية في مرحلة فراغ روحي وفقر ثقافي وقيمي ويقدمان ما يشبع هؤلاء القوم من جماهير السينما.. الاثنان يعرفان ماذا يرضي الجمهور ويجذبه.
والاثنان المؤلف المخرج والمنتج ليسا منفصلين عن هذه الأجواء ولا عن هذا الجمهور المنافق قليل التربية الذي يتشدق بالمبادئ ويقول غير ما يفعل. يتهافت علي ما يعتبره في "أدبياته" رذيلة ويشارك مجالس "ابليس" ويضحك معجباً بألاعيبه ويخرج من دار العرض غير نادم علي المتعة التي توفرت له عبر حكايات ملفقة وشخصيات مشوهة وبيئة لا تعرف موضوع "العيب".. أيوه "العيب" ولينطح الباحثين عن "الإبداع والحرية" رؤوسهم في أقرب جدار إذا لم يعجبهم هذا الكلام. "الفيلم" وسيط ناقل وقوة "ناعمة" تؤثر في الناس وانعكاس لثقافة ومزاج سائدين.. و"أهواك" يطول ضمن العلاقات المشوهة التي رسمها علاقة الأم الابنة "غادة عادل إلهام عبدالبديع" و"الأم الابن" "أمل رزق أحمد مالك" وهي علاقات مشوهة في جوهرها. ثم علاقة المطلقة بطليقها المتحررة بدورها من التقاليد ومن أحكام "الدين". بينما نعيش في منازلنا محاصرين بميكروفونات المآذن ومكبرات الصوت محرومين من أي قدرة علي التركيز أو الهدوء وكلمة "الله" و"القرآن" والإغراق المفرط في النزعة الدينية الشكلية يجعلنا نضع عشرات من علامات التعجب علي مجتمع هائم "بحلاوة روح" وغرقان في "أهواك". بينما الحاج المنتج سكران بنشوة النجاح التجاري الكبير لتوليفة الأفلام التي تنتجها "استوديوهاته".
يتكيء المنتج والمؤلف عند انتاجه لهذه النماذج وهذا المناخ الاجتماعي الفاسد علي المثل الدارج: "من بره الله. الله ومن جوه يعلم الله".. لأن الضيعة والادعاء مكون رئيسي في بنية هذه المظاهر المغرية التي تخفي قبحا سلوكيا وأخلاقيا وتحررا من مفهوم الالتزام.
ودعوني هنا أعتذر عن كلمة "أخلاق" حتي لا يغضب بعض الأخوة الذين يستبعدون القيم الأخلاقية عن الفن لأنها تحمله ما لا يطيق ولا يتسع له.. ولكن ما رأيكم في كلمة "الالتزام" والاخوات "الملتزمات" وقد صار لها مدلول ديني وأخلاقي في عصر الحجاب؟؟
اعتاد جمهور السينما عندنا أن يخلع "الالتزام" أمام شباك التذاكر وأن يتدافع صوب كل ما هو غير ملتزم فلا تلوموا من يشبع أحاسيسهم ويقدم هذه العلاقات المناهضة لأي "التزام" بمعناه الدارج حتي الالتزام المهني في العلاقة بين الطبيب جراح التجميل بطل الفيلم "تامر حسني" وبين مساعدته "سعاد القاضي" الذي يمثل الحوار بينهما في قاعة الكشف سبقاً ينسف أبسط قواعد الاحترام المتبادل بين استاذ أكاديمي ناجح يمتلك عيادة فاخرة جداً وبين مساعدته وأمام إحدي السيدات من زبائن الطبيب وحتي الحوار مع الزبونة بدوره لافت جداً للنظر من حيث مستواه ودلالته.
فهل يدخل هذا التسفيه الغريب لكل العلاقات ضمن تصور المخرج لشخوص فيلمه؟؟ تُري ما رأي جراحي التجميل في نموذج تامر حسني الطبيب الناجح إلي هذا الحد والذي يترك عمله لأيام في مطاردة وراء امرأة مطلقة يذهب معها حتي آخر المشوار ويقيم في بيتها ويصادق طليقها ويعتذر لابنتها طالباً يد أمها!! ويعامل مساعدته وزبائنه بهذا القدر من الاسفاف"!!".
وما رأي أساتذة الفنون الجميلة في نموذج الأستاذ الأكاديمي وهو يقضي حاجته داخل دورة المياة ويتلفظ بما يخجل منه سائق التوك توك وهو يخاطب تلميذه النجيب "أحمد مالك".
"استثمار القُبح"
في رأيي ان المخرج المؤلف لم يجد في "بيئته" المختارة من بين القادرين مادياً في هذا المجتمع المصطنع سوي صفيحة الزبالة البشرية هذه.. فلا توجد شخصية متكاملة جديرة بالاحترام ولا ثمة إنسان يتسم باللياقة السلوكية انه عالم قذر فعلاً من حيث الجوهر.
ولعله يريد أن يقول لا تحسبن الشحم فيمن شحمه ورم أو ليس كل ما يلمع ذهباً.. ولكن لو صدق هذا الاستنتاج فنحن أمام مشكلة سيناريو وأسلوب معالجة.. لأنه جمل هذا "القبح" وقدمه كطُعم للجمهور.
ما الذي جذب جمهور "أهواك" وجعله يحقق هذا النجاح التجاري الكبير.
بداية نحن أمام عمل مرح وفرح وفكه ولغة مرئية ليست رتيبة ولا تقليدية وإنما جاذبة للعين. تشغل الحواس. وأمام شخصيات قليلة الأدب بخفة ظل.. برغم السلوك الشائن والشائه. من رقص وغناء وتهريج وسخرية وسلاطة لسان ولاشك ان غادة عادل تتمتع بجاذبية خاصة تتماهي مع صورة المرأة التي تجسدها وحالة الإعجاب المفرطة التي عبرت عنها الخطوط العامة لشخصيتها. فغادة ممثلة ذات حضور مريح. مرنة "تلبس" أي شخصية تؤديها سواء كانت هايفة أو جادة. سعيدة أو شقية. ملتزمة أو منحلة. ضحلة أو مركبة ومبدعة لو توفر لها مخرج حساس ولاقط لإمكانياتها الظاهرة والكامنة أتذكرها مع محمد خان "في مصر الجديدة" وهي هنا مع مخرج متآلف مع "أجناس" الترفيه الحديثة السريعة الصاخبة الملونة والمنغمة ولديه أدوات يستخدمها بأسلوبه الخاص لخلق صورة جاذبة وإيقاع وحركة لا تسمح بتسلل الملل وهي تلعب هنا الدور أمام مطرب ممثل حاضر بجمهوره العريض من شباب هذه الأيام بذائقته الفنية التي تجد في هذا الشاب فارسها المعبر عن أحلامها.. وتامر حسني أصبح متمرساً كممثل وله حضور وروح مصرية قريبة من الإنسان العادي حتي وهو يمثل شريحة من كبار القوم ويفعل ما يفعلونه.. وأحمد مالك أصغر طاقم الممثلين قد لفت نظري في فيلم "الجزيرة" أراه يضيف إلي رصيده كممثل يعبر عن شريحة عريضة جداً من جمهور السينما شاب صغير بإمكانيات يمكن استثمارها سينمائياً لو توفر السيناريو الجيد والمخرج الشاطر.
أيضاً "انتصار" بخفة دمها وأدائها التلقائي وجرأتها الشديدة في تقمص شخصيات تجسد بجاحة المرأة حين تخلع برقع الحياء وتتجرد من كوابحها وتعبر عما يجيش في جوانحها.
واللافت في هذا الفيلم مثلما في أفلام أخري لنفس المنتج أو "لمدرسته" مسألة الاستسهال المخل لعنصر "التأليف" حتي أصبح هذا العنصر الرئيسي في إنجاح أي فني "مَدَاس" لكثير ممن لم يسطروا حرفاً في حياتهم. فنقرأ علي التترات أسماء لا ناقة لها ولا جمل في هذا الحقل الإبداعي صار التأليف عنصراً "طفيلياً" في صناعة اعتمدت في معظمها السنين العجاف علي "توليفة" تتكرر بفجاجة.. هذا الفيلم يعتبر استثناء ربما ولكنه يحمل هذه السمة التي أصبحت ملمحاً مقيتاً في سلوكنا العام وموقفنا إزاء الأمور الجادة.
ومن الاستسهال ذلك الدور الطفيلي الذي لعبه محمود حميدة والذي يمكن استئصاله بسهولة. فهو مجرد إضافة لزيادة كم الترفيه وفتح الباب للسخرية والتفكه.
ومن الاستسهال كذلك موقف جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية المرتبك والمنحاز والخاضع أحياناً لقوي تفرض عليه إرادتها.. فلا توجد قواعد لديه للمنح والمنع فتجده يبيح ما لا تصح إباحته ويمنع أشياء سمح بها في أعمال أخري.. الأمر الذي يفتح الباب للتساؤل: هل للرقابة شباك للإيرادات؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.