بعد ثلاث سنوات من العذاب والانتظار و"المرمطة" في الشقق المفروشة.. فوجيء العشرات من الأرامل والمطلقات وبعض كبار السن بعدم منح محافظة بورسعيد وحدات سكنية لهم بمشروع الإسكان الاجتماعي بسبب تجاوزهم سن ال 45. رغم استكمال الأوراق التي تؤكد علي أحقيتهم لهذه الوحدات السكنية خاصة أنهم دفعوا ثلاثة آلاف جنيه مقدم تلك الوحدات معظمها بالاستدانة من الأقارب. "المساء" حاورت بعضهم واستمعت إلي شكواهم: في البداية قالت رضا محمد إبراهيم نوار "46 سنة" - أرملة: لقد توفي زوجي منذ ثلاث سنوات وتم إرفاق شهادة الوفاة بملف الإسكان الخاص بي وتم إجراء بحث علي حالتي وزوجي متوفي ولم تكن هناك أي مشكلة. ولكني فوجئت برفض طلبي بسبب السن رغم انتظاري 3 سنوات للحصول علي هذه الشقة التي كانت أملاً في مأوي يأويني أنا وأولادي. عزة فؤاد حسين "50 سنة" مطلقة: أقيم في غرفة تحت السلم ببورفؤاد بإيجار وكهرباء شهري 150 جنيهاً ومقيم معي ولد وبنت ومطلقي مات بعد تقديمنا علي الوحدة السكنية وأنا أحصل علي معاش التضامن الاجتماعي 330 جنيهاً من التضامن الاجتماعي فماذا أفعل بالله عليكم؟ أضافت عنايات السيد البواب "60 سنة": أنا "أرملة" منذ خمس سنوات وأعول أربعة أولاد. وأقيم منذ 15 سنة بشقق مفروشة. أدفع فيها شهرياً دم قلبي. وقد توفي زوجي وأنا أقيم بشقة مفروشة. وسبق أن شرحت ظروفي لكل مسئولي المحافظة. وطالبوا مني بالتقدم للمشروع منذ حوالي 3 سنوات. إلا أنه تم رفضي بسبب السن ودون مراعاة لظروفنا الاجتماعية. أضافت مديحة عبدالمعطي شعبان "مطلقة" - 50 سنة: أعول طفلاً ورغم انني أحصل علي معاش 230 جنيهاً من التضامن الاجتماعي. قمت بتوفير مبلغ 3 آلاف جنيه لتوفير حياة كريمة لابني والله أنا بعت كل ما أملك لأحصل علي هذه الشقة. ولكن تم رفضي بسبب السن وهذا هو الظلم بعينه أن يتم تهميش المطلقات وإثبات عدم أحقيتهم بهذه الوحدات السكنية المخصصة للإسكان الاجتماعي لعلاج أزمة الإسكان علي حساب الغلابة أمثالنا. قال علي خليل إبراهيم "49 سنة" - بورسعيد: نعاني من وجود أزمة في الإسكان منذ العودة من الهجرة ولم يكن الحصول علي وحدة سكنية متاحاً بسهولة خلال السنوات العشرين الماضية. وسبق أن تقدمت للحصول علي وحدة سكنية. ومنذ حوالي 3 سنوات تقدمت لمشروع الإسكان الاجتماعي. لأنني أقيم بشقة ورثة وزوجتي مريضة بالتهاب كبدي وبائي. وبالفعل تم إجراء بحث علي حالتي منذ 6 شهور وثبتت أحقيتي في الحصول علي شقة وتم استبعادي بسبب السن. أضاف فهمي محمد سباع "موظف بالإسكان": أنا متزوج ولدي ثلاثة أطفال وكل أوراقي سليمة وتؤكد علي أحقيتي للحصول علي وحدة وأقيم بشقة مفروشة. ولم يشفع لي أني أعمل موظفاً بالإسكان ورغم ذلك تم رفضي بسبب سني ماذا أفعل وأين أتوجه هل سني الكبيرة عائقة أمام حصولي علي حقي الدستوري في شقة مناسبة لي ولأولادي؟! قالت نسرين محمد فهمي "45 سنة": لقد أقمت دعوي قضائية أمام القضاء الإداري ضد وزير الإسكان ومحافظ بورسعيد "بصفتهما" لأنني للأسف تم رفضي رغم انني متزوجة منذ أربع سنوات وكل أوراقي سليمة. ولم أتقدم لأي مشروع إسكان من قبل. وقد وعد المحافظ بزيادة معدل السن لاستيعاب أكبر عدد من الأرامل والمطلقات ولكن للأسف لم يوف بالوعد. تساءل جمال سالم "60 سنة" إذا لم يحصل أبناء المدينة الذين لم يسبق لهم الحصول علي وحدات سكنية من قبل علي حقوقهم إذاً من له الحق. الغرباء عن المدينة وأنا أعيش حياة غير آدمية خاصة وأن ابني يبلغ من العمر 22 سنة وأقيم بشقة غرفة وصالة وأتمني أن ينظر إلينا المحافظ بعين الرحمة لأنه لم يعد في العمر بقية لانتظار المشروعات القادمة ولم نكن نملك من قبل المبلغ المطلوب للإسكان.