العنوان يشير إلي مشاعر والمشهد الراهن يستدعي تفكيراً عقلانياً يضع المشاعر جانباً. ومع ذلك صعبان عليَّ رئيس الوزراء عصام شرف لأنه الشخص غير المناسب في سياق لا يحتاج إلي إنسان نبيل وطيب ومسالم! الثورة كانت وسوف تظل في حاجة إلي إرادة سياسية وطنية نافذة وشرسة لا تتكيء علي العنف التقليدي وإنما التصميم العنيف علي إنجاز مباديء الثورة. إرادة لا هوادة فيها ولا تفريط وان عجزت فالاستقالة. فالإعلان عن أسبابها هذا العجز وإشراك الشعب بما يدور خلف الأبواب الموصدة وأمام الستائر الملونة الناعمة وفي الأجواء الطرية المكيفة صعبان عليَّ ما نعيشه في الواقع! الواقع الذي لم يعرف الاستقرار ولا الأمان ولا ملامح مؤكدة للمستقبل. ولا تحقيق للمباديء التي تم دفع فاتورتها بالكامل من دماء الشهداء. ومن دون تعويض معنوي ولا مدني ولا إنساني لهؤلاء ولا حالة عنوية مستقرة. ولا إيمان بأن ما يجري لا يخفي مؤامرات ولا حالات تربص بالثورة نفسها. صعبان عليَّ أن كل واحد منا لديه شعور بأننا لعبة تلهو بها قوي ليست في مقدمة المشهد ولا تظهر في عمق الصورة ولكنها قوي محسوسة تدبر وتخطط وفق منهج دقيق وإيقاع مدروس وصمت يطوي عنفاً وعدوانية.. كل واحد منَّا الآن وكأنه مصاب بحالة من البارانويا!! صعبان عليَّ الناس في الشوارع وياريت من بيدهم الأمر يحرصون علي توفير تقارير رأي عام حتي يعرفوا ما يدور في نفوس البسطاء علي الأرصفة بائعي الصحف. والتين الشوكي والذرة المشوي والحرفيين.. إلخ.. إلخ. اليوم استمعت إلي "التمثيلية" التي يعيش فيها بائع الصحف وزوجته.. الاثنان يحكون عن "طرة" الوهمية. والمساجين الطلقاء وأبناء الرئيس المخلوع الذين يعيشون في النعيم حياة طبيعية وعن الرجال الذين يحكمون قبضتهم علي مقادير الأمور "إنهم يلهونا بشوية كلام". أين تقارير الرأي العام؟؟ الإعلام يزيد مشاعر الفوضي. ويسهم في تبديد الأمل وتكريس حالة البارانويا. صعبان عليَّ المعتصمون في الميادين تحت أشعة الشمس ندعوا الله أن يجعلها برداً وسلاماً عليهم حتي يصمدوا ويفكروابعقلانية. ويفهموا أن القوي المتربصة بالثورة عاتية ولن ينجيهم من هزيمتها لهم سوي الاتفاق علي كلمة سواء وعلي وحدة ما يغلبها غلاب. سمعت أحد الأطباء المتطوعين في إحدي الخيام يشكو من قلة الماء. فشعرت بالخجل وإن كنت أعلم أنهم ينظمون حياتهم ويوفرون لأنفسهم وبأنفسهم الحماية.. ** صعبان عليَّ أننا بعد أشهر مازلنا نشعر بالحيرة. وتسكتنا الوساوس والخوف من المجهول.