تحولت سوريا في السنوات الأخيرة إلي ساحة لاستعراض القوة. أطرافها دول كبري وصغري. بالإضافة إلي تنظيمات إرهابية أطلقها الموساد والسي أي أيه. فمثلت دور المارد الذي أراد مطلقه من القمقم أن يؤدي دورا محددا. لكنه جاوز مهمته إلي نشر خيمة من الإرهاب لا تقتصر علي الوطن العربي الذي استهدفته المؤامرات. وإنما امتدت إلي عمق الغرب الأوروبي كما حدث في تدمير مركز التجارة العالمي بنيويورك. وفي العمليات الإرهابية داخل مدن أوروبا. وجميعها صادرة عن جماعات متطرفة. مجهولة الهوية. وإن سهل تبين الجهات التي كانت السبب في نشوئها. ودفعها لنشر الدمار في المنطقة العربية. تحت مسميات تدعي الإسلام. لكنها أساءت إلي الدين العظيم من خلال ممارساتها البشعة. حاول التآمر الغربي الصهيوني أن يفيد من ثورات الربيع العربي. وعدا مصر وتونس اللتين حال تماسك جبهتهما الداخلية دون أن يحقق التآمر أهدافه. فإنه وجد ما يعينه علي تحقيق تلك الأهداف في أقطار عربية أخري. منها ليبيا واليمن وسوريا. وإن لم تسلم بقية الأقطار من عمليات اغتيال وعنف. تدين للتنظيمات الإرهابية. ولأن السحر قد ينقلب علي الساحر. فقد امتدت العمليات الإرهابية إلي عواصم ومدن الغرب. بحيث صار الإرهاب قضية عالمية. يسعي الجميع إلي محاربتها بوسائل متعددة. تبدأ بالغارات الساذجة التي تشنها الطائرات الأمريكية علي مواقع في العراق. تطلق - أحيانا - نيرانا صديقة. وتدعو الفصائل الإرهابية - في أحيان أخري - إلي الابتعاد عن المواقع التي ستقذفها بصواريخها وقنابلها. أخطأ النظام السوري حين رفض التفاوض مع قيادات المظاهرات الشعبية السلمية. وأصر أن يكون العنف هو رد فعله علي التظاهر السلمي. ووجد التآمر الصهيوني الغربي في صلف النظام ما دفعه إلي التسلل للحياة السورية. وشهدت أجمل مدن العالم حروبا عنيفة. تستهدف التقويض والدمار وسلب مقومات استمرار الحياة. وكررت واشنطن ما حدث في ليبيا واليمن من غارات الطيارات دون طيار. تغتال - في الأغلب - من لا شأن لهم بالصراعات القائمة. ثم أضافت واشنطن إنذارا لبشار الأسد بأن يتخلي عن الحكم.. لمن؟ لداعش أو للقاعدة أو لجبهة النصرة أو لملايين المواطنين الفارين من وطنهم؟ وإلي ماذا استندت القيادة الأمريكية في إنذارها. ثم في عملياتها العسكرية التي لم تعد تقتصر علي الطائرات بلا طيار؟ وما الدور الذي يجب أن يؤديه مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة في تضييق هوة الخلافات. تمهيدا لردمها؟ ثم عدوي التثاؤب. كان التدخل الأمريكي الذي تجاهل الرأي العام العالمي. ممثلا في هيئاته الدولية. انفراجه باب نفذت منها إلي البيت السوري قوي دولية وإقليمية . لا تستهدف إنقاذ البيت بقدر ما يشغلها تحقيق مكاسب تكتيكية واستراتيجية. في لعبة الصراع علي مقدرات المنطقة. الصمت العربي عن تطورات الأحداث في القطر العربي السوري. لا يعني ابتعاده عن تلك التطورات. فالتدبيرات لا تتعامل بالقطاعي. إنها تشمل كل الوطن العربي. وما يشهده قطر سينتقل - كما تشير الأحداث - إلي أقطار أخري. ومقولة جحا الشهيرة إن ما يبعد عن بيتي لا شأن لي به. هي - إن نسينا - مجرد نكتة؟