مشروع الضبعة حلم ينتظره المصريون منذ 60 عاما فهو يعد المشروع القومي الثاني بعد قناة السويس وأحد ثمار السياسة الخارجية المصرية المتزنة والتوجه نحن الشرق المتمثل في الشراكة الروسية المصرية التي تسهم في المشروع بنسبة 85% من التكلفة الاجمالية للمشروع لما لها من الخبرة الكافية والفنية واعتبار روسيا الدولة التي لها باع طويل في انشاء المفاعلات النووية ويجعلنا في مأمن من توفير لاطاقة والاستخدام السلمي لتوليد الكهرباء وتغطية نصف احتياجات مصر من الكهرباء سنويا. أكد خبراء السياسة ان زيارة الرئيس لروسيا غاية في الأهمية وتسهم في انجاز مشروع الضبعة الذي طال انتظاره والذي يعزز مكانة مصر اقليميا واقتصاديا خاصة بين الدول المعادية مثل اسرائيل وايران..و أضافوا ان توافر الطاقة في مصر يساعد في اقامة مشروعات تنموية في وقت قصير مشييرن بالقيادة المصرية التي تسير علي خطي سليمة لاقامة المشروعات القومية ودوران عجلة التنمية واستعادة العلاقات الاقتصادية الروسية والمصرية كما كانت عليها. يؤكد د. اكرام بدر الدين أستاد العلوم السياسية جامعة القاهرة ان اعلان مشروع الضبعة النووي كمشروع قومي حلم ينتظره المصريون منذ زمن لانه يعزز مكانة مصر اقليميا واقتصاديا خاصة أمام بعض الدول المعادية التي لا ترحب بهذا المشروع مثل اسرائيل وايران لأنه سوف يعود علي مصر بكثير من الامتيازات منوها الي تخوف ا سرائيل من تنفيد المشروع حيث اثير الكلام عن تنفيذه عدة مرات ولكن لن يتم نظرا لاعتبارات وتخوفات سياسية ولكن الآن أصبح لدي مصر بقيادة الرئيس السيسي استقلالية بعد تنفيذ أكبر مشروع قومي عالمي وهو "قناة السويس الجديدة". أضاف ان تنفيذ هذه المشروعات في وقت وزمن قياسي هو أحد ثمار السياسة الخارجية المصرية المتزنة والرشيدة بعد ثورة 30 يونيه وسياسة التوجه نحو الشرق الأوسط المتمثل في القارة الآسيوية "روسيا" مما يجعل مصر في مأمن بعد توفير الطاقة النظيفة والتوسع فيها وأيضا تحقيق الاكتفاء الذاتي منها مؤكدا ان مصر من الدول التي وقعت علي اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية في الوقت الذي رفضت اسرائيل التوقيع عليها . أشار د. اكرام إلي ان هذا المشروع القومي سوف يمثل طفرة كبيرة بعد قناة السويس ومتوازيا مع مشروع تنمية محور قناة السويس مما يؤكد أن القيادة المصرية تسير علي الطريق الصحيح نحو تعددية المشروعات القومية وتنفيذها في فترة وجيزة مما يعود بالنفع في النهاية علي المواطن د.أميرة الشنواني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو مجلس ادارة المجلس المصري للشئون الخارجية تقول ان منطقة الضبعة هي المكان الأنسب طبقا للدراسات التي كانت قد اجريت بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاقامة أول محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في مصر. اشارت د.أميرة إلي أن التعاون المصري الروسي في المجال النووي هو تعاون قديم فقد ساعد الاتحاد السوفيتي السابق مصر في اقامة أول مفاعل نووي عام 1961 وكان سيتم التوسع فيه بشكل يجعل مصر ضمن قائمة الدول النووية الكبري لكن هذا المشروع توقف لأسباب عديدة في عهد الرئيس عبدالناصر مثل انشغال مصر بحرب اليمن وحرب 67 وحرب الاستنزاف وعندما تم التفكير في هذا المشروع مرة أخري في عهد السادات توقف ل لخلافات بين السادات والسوفييت والتي ترتب عليها طرد الخبراء السوفييت من مصر عام .1972 د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية جامعة قناة السويس يقول ان الاعلان عن مشروع الضبعة يعد حادثا قوميا كبيرا ودخول مصر إلي عالم النووي ويحقق للبلاد نقلة كبيرة ويمكن ان يجعلها من الدول المصدرة للكهرباء ويعد الأكبر منذ انشاء مشروع السد العالي لأن مشروع الضبعة سوف ينتج أربعة مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء وبالتالي سيقضي علي أزمات انقطاع الكهرباء التي تتكرر كل صيف. د.هدي راغب أستاذ العلوم السياسية بجامعة مصر الدولية تقول ان زيارة الرئيس السيسي لروسيا تعتبر في حد ذاتها بداية مرحلة جديدة للتعون المصري الروسي والبدء الفعلي لمشروع الضبعة الذي طال انتظاره منوهة إلي الأزمة السياسية التي سيتسبب فيها هذا المشروع الضخم سوف يخلق أزمة مع عدة دول خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية لأنها ضد مصلحة السياسة المصرية لأن تنفيذ المشروع سوف يجعلنا من الدول المصدرة للطاقة. د.جهاد عودة استاذ العلوم السياسية جامعة حلوان: يقول انه من الطبيعي ان يكون لكل دولة الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وهذا ليس له علاقة بالسلاح النووي والشراكة الروسية المصرية تصب في مصلحة مصر خاصة وان روسيا لديها الخبرة الكافية في إنشاء المفاعلات النووية فهي التي ساعدت ايران في بناء مفاعلها وبالتالي الخبرة الروسية سوف تذلل العقبات أمام مصر في بناء المفاعلات النووية وخلال وقت قصير. اضاف ان العلاقات الروسية المصرية سوف تستمر في مشروعات اخري بعد الانتهاء من انشاء محطة الضبعة مما يغضب امريكا فإنشاء هذا المشروع الضخم يؤكد فكرة عدم التبعية لسياسية امريكا وتكون انطلاقة كبيرة في صالح مصر وسوف تسهم في تنوع مصادر الطاقة بشكل كبير.