لا ينكر دور مصر التاريخي علي مدي 67 عاماً في مساندة القضية الفلسطينية عسكرياً ومدنياً سوي الجاحد أو المغرض أو الجاهل.. فقد حملنا توابع "نكبة فلسطين" علي أكتافنا وضحينا من أجلها بأرواح أولادنا وباستقرارنا وبلقمة العيش لملايين المصريين دون "مَن أو أذي" بل عن قناعة بأنها قضية العرب جميعاً وبأن دورنا فيها لابد أن نكون المبادرين والأكثر تحملاً للمسئولية. هذه القناعة لا يمكن أن يغيرها أو يبدلها أو يعطلها موقف سفيه يتخذه بعض المحسوبين علي الشعب الفلسطيني يحملون نفس جنسيته ويرفعون شعار "الإسلام هو الحل" وهم علي أرض الواقع خنجر مسموم في قلب القضية وأداة صهيونية للإضرار بنا.. وبالتالي.. سنظل دائماً مع أهالينا في الضفة وغزة لرفع معاناتهم ودعمهم في شتي المجالات.. لكن في ذات الوقت من حقنا أن نحمي حدودنا ونحافظ علي أمننا القومي كأي دولة ذات سيادة وإلا أصبحنا مقصرين ومفرطين في حق مصر وشعبها.. سواء الجيل الحالي أو الأجيال القادمة. الرئيس السيسي ذكر هذا المعني وحدد المطلوب بدقة خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني أبومازن في نيويورك. 1⁄4 أولاً.. "عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة وأن تشرف علي المعابر". 1⁄4 1⁄4 أظن أنه طلب ليس تعجيزياً بل هو نص صريح في اتفاقية المعابر بين مصر والسلطة الفلسطينية وإسرائيل.. وبالتالي.. يعود الشيء إلي أصله.. و"يا دار ما دخلك شر".. وذلك لوقف مسخرة الانفاق التي تنتهك أراضينا. 1⁄4 ثانياً : "الإجراءات التي تتخذها مصر من أجل تأمين حدودنا الشرقية تتم بتنسيق كامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية". 1⁄4 1⁄4 وفق القانون الدولي وكافة اتفاقيات الأممالمتحدة.. فإن من حق مصر أن تحافظ علي أمنها القومي وتؤمن حدودها شرقية كانت أو غربية أو جنوبية أو علي طول ساحل المتوسط بكل الطرق ولا ينازعنا في ذلك أحد وليس من حقه أن ينازعنا.. نبني أسواراً أو نشق قنوات ونملأها بالتماسيح والأناكوندا أو نلغم الحدود أو نكهربها.. أرضنا واحنا أحرار فيها.. لكن أن تخرج نغمة حمساوية معتوهة بأن هذه الإجراءات مرفوضة.. طيب يا سيدي ولا تزعل.. "اتفلقوا".. بأي حق تشقون أنفاقاً داخل أراضينا للتهريب وادخال الإرهابيين لقتل أولادنا؟؟ هل تجرؤ كندا مثلاً أن تشق أنفاقاً تقتحم الأراضي الأمريكية؟؟ كانت اتمسحت من الوجود.. ثم.. لماذا نذهب بعيداً.. هل تستطيعون شق أنفاق داخل إسرائيل؟؟ انكسفوا علي دمكم شوية لو كان عندكم دم. ثم.. ان هذه الإجراءات تتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية "الشرعية".. فمصر لا تتعامل مع كيانات غاصبة أو حركات إيديولوجية أو مذهبية بل مع دول وحكومات معترف بها. رسالتنا لكم ولمن يحركونكم سواء من داخل الأراضي المحتلة أو من وراء الأطلنطي أو من علي ضفاف البحر الأسود أو من "الدبانة" القابعة علي الخليج العربي والمحسوبة علينا "دولة عربية وإسلامية" غلط هي أن إجراءاتنا لتأمين الحدود لن تتوقف ولن نتراجع عنها أو نغيرها.. أعطيناكم بدل الفرصة ألفاً ولم تستثمروها وكنتم عوناً علينا وعلي الشعب الفلسطيني في غزة.. خلاص.. نفد صبرنا.. وحان الوقت لكي نعود للقوانين والاتفاقيات.. وتعظيم سلام لها. وتحيا مصر.