د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء مازالت تسيطر عليه فكرة أن يكون الوزير في سن الثمانين أو أكثر فمنذ أن تولي المسئولية ومعظم اختياراته لأي حكومة جديدة تكون من العواجيز.. ومع احترامنا الكامل لكل وزير مسن الا اننا كنا نتمني ان تكون هناك توليفة من الوزراء تضم عناصر من شباب الثورة وعناصر قليلة من المسنين الذين يصر عليهم د. شرف فمثلا د. يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء السابق كان فوق الثمانين وجاء بعده د. حازم الببلاوي ود. علي السلمي نائبين في نفس السن تقريبا وكذلك وزراء العدل والداخلية والصحة والأوقاف والتضامن الاجتماعي وغيرهم. نحن لسنا ضد حكومة المسنين.. ربنا يعطينا ويعطيهم الصحة وطول العمر.. ولكننا كنا نتمني ألا تتجاوز أعمار الوزراء الجدد سن الستين وهذه هي سن المعاش الرسمي في الحكومة التي تري بلاشك ان الانسان بعد هذه السن لا يعطي بنفس الكفاءة التي كان يتمتع بها في سن الشباب خاصة أن لدينا شبابا ناضجا فكريا وثقافيا من حقه أن يأخذ فرصته لاثبات وجوده فكم عانينا من فساد وزراء النظام البائد الذي كان يتشكل معظمه من العواجيز الذين تمتليء بهم زنزانات طرة ليدفعوا ثمن جرائمهم التي ارتكبوها في حق بلدهم. ومع كامل تقديرنا واحترامنا لاختيارات د. شرف في الحكومة الجديدة الا أن رئيس الوزراء كان عليه ان يدرك ان هناك معايير أخري بجانب الخبرة يجب ان يحرص عليها في اختياراته وفي مقدمتها ان الصحة والتركيز في عمر متأخر يتأثران بلا شك بعوامل الشيخوخة وهذا بديهي ولا غبار عليه فتلك سنة الحياة.. كما ان السن الصغيرة لا تعني عدم الخبرة فهناك عقليات مبدعة في الاربعينيات والخمسينيات. قد يقول قائل: "الدهن في العتاقي" ونحن نؤيد هذا الرأي بتحفظ لكننا في المقابل نرد بأن مصر بدأت عهدا جديدا واستعادت شبابها منذ 25 يناير ويجب ان يكون وزراؤها أيضا من الشباب الجدد الذين لم يكن يتخيل أحد انهم سوف يغيرون خريطة مصر السياسية بل خريطة العالم أجمع. ان ما فعله د. شريف يذكرنا بمدرب المنتخب المصري السابق حسن شحاته الذي أصر أن يلعب بالعواجيز وكانت الفضيحة أننا خرجنا من التصفيات الافريقية.. لذلك أتمني ألا نعتمد علي المسنين في السياسة بصفة أساسية حتي لا نخرج أيضا من التصفيات السياسية.