تصورت أن ما قاله المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي سيثير ثائرة الزعيم الفلسطيني صائب عريقات. فيدافع عن قداسة الأقصي أولي القبلتين. وثاني الحرمين الشريفين.. لكن الرجل لم يتبدل انفعاله. ولا أسلوبه في الحوار الذي كان يجمعه والمسئول الإسرائيلي في قناة فضائية. كرر الاتهامات التي ألفنا سماعها عن جرائم إسرائيل ضد المقدسات المسيحية والإسلامية. وضد الشعب الفلسطيني. وأن ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي يدخل في إطار الجرائم ضد الإنسانية وغيرها من التعبيرات الضخمة التي أفقدها الواقع العربي - للأسف - دلالاتها. بالتكرار. دون أن يعقب ذلك مواقف جادة وحقيقية من السلطة الفلسطينية ضد ممارسات إسرائيل. لعلي تصورت أن الثورة لن تقتصر علي عريقات وحده. وإنما ستشمل المسلمين في أرجاء العالم. تجاوز المتحدث الصهيوني كل الخطوط. وكل الألوان. في قوله إن المسجد الأقصي ليس مقدساً. وأن القداسة التي يمكن أن تنسب إليه لقربه من حائط المبكي! هل المسلمون كذلك بالفعل؟ ماذا تعني الرموز التي يقدسونها. ويمارسون شعائرهم من خلالها: البيت الحرام والأقصي والمسجد النبوي والمزارات الدينية المختلفة؟ لماذا تكونت لجنة لحماية الأقصي برئاسة ملك. وأعضاؤها من كبار العلماء والساسة؟ وإلي ماذا تنتهي المظاهرات والمؤتمرات والشعارات التي تندد بمحاولات اقتحام الأقصي من المستوطنين اليهود. ومن القوات الإسرائيلية؟! لم يعد - وفق كلمات المتحدث الصهيوني - ما يدعو إلي ذلك كله. فالمقدس هو حائط المبكي. أما الأقصي والمزارات الإسلامية والمسيحية فإنها تكتسب قداستها لقربها من حائط المبكي. الذي حل - إن نسينا - في موضع حائط البراق كأثر إسلامي مهم يرتبط في شعائرنا الإسلامية بمعجزة الإسراء والمعراج. قد نجد في سؤال إبراهام ليفي رئيس الموساد الإسرائيلي السابق ما يجيب عن أسئلة كثيرة: متي. وكيف سيشتعل عود الثقاب ليشعل الحريق؟ الكيان الصهيوني يفتعل الأزمات. يحرض المستوطنين علي اقتحام الأقصي. يساندهم الجيش الإسرائيلي. بهدف قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة. تواجه بما يسكت حتي صوت المفاوض الفلسطيني. في ظل إسكات صوت المقاومة. وإبقاء البنية التحتية في غزة والكثير من مناطق الضفة الغربية في وضع الدمار. ووضع الاقتصاد الفلسطيني في مجموعة تحت خط الفقر. بحيث يمهد الطريق نهائياً لقيام الدولة العبرية. لا أستنتج. هذا هو المعني الذي تدور من حوله تعليقات القادة والساسة الإسرائيليين. ألا يحتاج الفخ الجديد الذي يعد له الكيان الصهيوني - أذكرك بما حدث في 1956 و1967 - لموقف عربي موحد. تسانده دول صديقة. ورأي عالمي أثبت تأييده في كل الظروف. بحيث نوقف المخططات الصهيونية قبل أن تبدأ خطواتها التالية؟! متي يتحرك المسلمون؟ متي يهملون المؤتمرات والمظاهرات والخطب المتحمسة والشعارات وعبارات الشجب والتنديد. والتهديد بالخطوط الملونة. ويتخذون خطوات فعلية. تمنع المؤامرات بأقصي المتاح من السبل. ولا تكتفي بالبكاء علي ما فات؟!