مع انشغالنا بالمخاص الذي تعانيه بلادنا هذه الأيام. حتي تلد مصر الجديدة. فلعله من المهم أن نطمئن إلي الأرضية التي نقف فوقها. والدائرة التي تحيط بنا. تجاوز نظراتنا ما تحت الأقدام إلي الصورة الشاملة للوطن العربي. واحتمالات المستقبل. أشير علي سبيل المثال إلي المؤامرة التي تنسج خيوطها الآن. لنزع أية صفة إسلامية أو مسيحية أو عروبية عن المسجد الأقصي. وتحويله إلي مزار يهودي. يقصده السائحون من أنحاء العالم باعتباره أثراً سياحياً يهودياً.. لا أكثر! وزارة السياحة الإسرائيلية تشجع شركات السياحة والهيئات والجمعيات اليهودية داخل الكيان الصهيوني وخارجه. لتشجيع السياحة إلي القدس. وزيارة حائط البراق. الذي حولته إسرائيل إلي حائط للمبكي. ترويجاً للزعم الصهيوني بحق اليهود في الأرض الفلسطينية. وفي القدس بخاصة. ولأن المخطط الإسرائيلي يتطلع إلي اجتذاب مسلمي العالم. فقد بدأت الحكومة الإسرائيلية في إنشاء المجمع السياحي الكبير علي مساحة أربعة آلاف متر مربع في ساحة البراق. يتولي افتتاح المقبرة اليهودية الكبري. وحدائق التلمود التي تدعو إلي التعاليم الدينية اليهودية. بالإضافة إلي المخطط الذي بدأ الإعداد له وتنفيذه بالفعل فقد طبع الإسرائيليون خرائط جديدة للأراضي الفلسطينية. وضعوا فيها الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية باعتبارها جزءاً من المعالم السياحية الإسرائيلية. التي لا تقتصر علي مزارات اليهود. وإنما تشمل المزارات الإسلامية والمسيحية. أخطر ما تنفذه المخططات الصهيونية محو كل ما يدل علي عروبة القدس. ونزع صفتها الإسلامية. والإدعاء بأن مدينة القدس بكاملها خالصة لليهود. وعاصمة لدولتهم. وهم الوحيدون الذين يملكون حق الإشراف السياحي عليها. وطبعوا تأكيداً لهذا المعني اسطوانات إلكترونية. حملوها الكثير من أساطيرهم وخرافاتهم ومزاعمهم بالحق فيما ليس لهم. أما المقدسات الدينية غير اليهودية. فإنها في زعمهم المتبجح مزاعم إسلامية وعربية. وان رحب الكيان الصهيوني بدعوتهم لزيارة القدس ومزاراتها. باعتبارها مدينة يهودية تضم مزارات الأديان السماوية. القدس ليست مدينة عربية. انها مدينة الأقصي أولي القبلتين. وثالث الحرمين الشريفين. ومسري محمد صلي الله عليه وسلم. وهي كذلك مقصد الأقباط المصريين للحج. وزيارة الأماكن المقدسة.