خرجت أمس أربعة أخبار دفعة واحدة عن رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة الأسبق الهارب شرقاً وغرباً.. كانت كفيلة بأن تصيبني بحالة غير مسبوقة من "القرف" والغثيان. بداية.. فإن أي مواطن شريف يفتخر في كل المحافل بأنه مصري وان الجنسية المصرية هي وسام علي صدره وتاج فوق رأسه.. ولو خيروه بين الموت أو التنازل عن جنسيته.. فسوف يكون رده: أرجوكم.. عجلوا بالموت. ومن هنا.. جاء الخبر الأول.. فالأخ رشيد له رأي آخر في موضوع الجنسية.. حيث تقدم بكامل ارادته بدعوي قضائية لمحكمة ويست لندن هاوس في منطقة هامرسميث غرب العاصمة البريطانية حيث يقطن هناك تنازل فيها عن جنسيته المصرية. من المؤكد ان سبب التنازل عن الجنسية ليس الخوف من القبض عليه وتسليمه لمصر لأمرين: الأول انه لا توجد اتفاقية لتبادل المجرمين بين مصر وانجلترا. والثاني انه يحمل ايضا الجنسية البريطانية.. وهو ما يفسر رد القاضي عليه عندما تقدم بالدعوي متسائلاً: وانت خايف من إيه؟ لكن.. السبب الحقيقي انه لا يري فضلاً عليه من مصر.. رغم ان مصر لها افضال عليه وعلي كل مصري. واذا كان هو لا يريد الجنسية المصرية.. فان مصر لا يشرفها ابداً ان ينتمي اليها مخلوق مثله. المهم في القصة كلها.. ان يعيد ما نهبه أو سمح بنهبه اثناء تزاوج المال بالسلطة في النظام السابق.. أما هو.. فليذهب حيث ألقت. * الخبر الثاني خاص بمستر رشيد "الكندي".. حيث تقدم رسمياً إلي مكتب الهجرة في السفارة الكندية بالامارات يطلب الهجرة إلي كندا والحصول علي جنسيتها كمستثمر اجنبي حيث ان القانون الكندي يسمح لأي مستثمر بالهجرة تمهيداً للحصول علي الجنسية بشرط ان يضخ استثمارات بالسوق الكندي قدرها 150 ألف دولار. لقد رفض مكتب الهجرة البت في الطلب رغم ان "رشيد" عرض ضخ مبالغ مهولة وبادر بإبلاغ السلطات المصرية بهذا التحرك الفجائي والمقرف.. فقد جاءنا البلاغ من الأغراب وليس من الحبايب! * الخبر الثالث خاص بالشيخ رشيد "القطري".. حيث غادر لندن متوجهاً إلي قطر علي طائرة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم.. وبالطبع لم يعترضه الانتربول لان الطائرة لها حصانتها وباعتبارها أرضاً قطرية.. مما يكشف الدور القطري المقزز في التستر علي الفاسدين بمصر وحمايتهم وزعزعة استقرار الوطن.. وهو الدور الذي افتضح في بدايات الثورة وقامت به قناة الجزيرة وموقعها الذي حمل عنوان "معا لاسقاط مصر".. وقد اعترف موقع ويكليكس بهذا الدور في احدي وثائقه. * الخبر الرابع ان الشيخ رشيد أو مستر رشيد- لا يهم- يجري حالياً مفاوضات لبيع مصانعه في مصر إلي رجل الأعمال ماجد الفطيم. الغريب.. ان رشيد باع نصف املاكه وهو بالخارج بعد هروبه ومازالت التحويلات المالية للخارج تتم بصورة منتظمة- كما ذكرت ذلك صحيفة "روز اليوسف" أمس وكأنه لا يوجد قرار بمنعه من التصرف في أمواله وممتلكاته. يتنازل عن الجنسية المصرية خير وبركة. يهاجر إلي كندا في 60 سلامة. ان يكون انجليزياً أو كندياً أو حتي قطرياً أو أي شيء آخر لا يهمنا.. المهم عندنا تنفيذ قرارات النائب العام وألا يتم التصرف في أمواله وممتلكاته وفاء لما عليه. اخشي ما اخشاه ان نصحو يوماً فنجد انه اصبح لا يمتلك شيئاً باسمه في مصر ويصبح طليقا في العالم بجنسية أخري ويهنأ بما "لهفه" من قوت الشعب.