"وسيبتك ليه؟! علشان كلام الناس؟! طب ما انتي كل الناس!" جملة من سيناريو لفيلم عايش في وجدان كثيرين من أبناء جيلي سيدات ورجال "حبيبي دائماً" نور الشريف. الراحل جسداً والباقي عملاً وفناً وإبداعاً. في التاريخ الفني لنور الشريف محطات عديدة مضيئة. إلا أن قمة نضوجه الفني كانت في الدويتو الذي كونه مع مخرج الواقع أفضل من أنجبت مصر في مجال الإخراج - من وجهة نظري - عاطف الطيب. فقدما معاً علامات في مسيرة السينما المصرية والعربية وأهمها "سواق الأتوبيس" و"كتيبة الإعدام" و"دماء علي الأسفلت" وآخر فيلم أخرجه الراحل الطيب "ليلة ساخنة" مع لبلبة وحسن الأسمر. عبقرية كل من نور الشريف وعاطف الطيب تظهر في الضلع الثالث الذي اختاره الطيب ليكون بطلاً لسلسلة أفلامه الباقية التي خرجت من رحم الشارع المصري بكل تفاصيله وهو الفنان الراحل أحمد زكي والذي قام ببطولة "البريء" و"الهروب" و"ضد الحكومة". فلم يكن غريباً أن يعتمد "الطيب" في 90% من أفلامه علي النجمين "الشريف وزكي" فذكاء الاختيار كان سبباً في نجاح وخلود أعمال من صناعة العباقرة الثلاثة. وإلي جانب دروس الحب والرومانسية التي تعلمناها من نور الشريف في أفلامه أمام بوسي وميرفت أمين وسعاد حسني. درسنا الواقع المصري في أفلامه مع الطيب ومسلسلاته الرمضانية "الرجل الآخر" و"لن أعيش في جلباب أبي" ويبقي العمل الأبرز في مشواره الدرامي الذي جمع الصغير والكبير أمام الشاشة الصغيرة لمتابعة عمل ديني هو الأشهر بين المسلسلات من هذا النوع "عمر بن عبدالعزيز" خامس الخلفاء الراشدين. ومثلما فعل أحمد زكي بتمسكه بالحياة. وحبه للفن حتي آخر لحظة. وظل أمام عدسات الكاميرا يصور فيلم "حليم" رغم شدة مرضه في الأيام الأخيرة. فعل نور الشريف في فيلمه الأخير "بتوقيت القاهرة" فهو درس في حب الحياة وتقديس العمل. عالم الفن مليء بالأسماء. ولكن قلة من هذه الأسماء تستطيع أن تؤثر في المتلقي وتصنع الفارق. رحم الله الشريف والطيب وزكي وكل من أخلص في عمله. فأعطاه حياً وخلده ميتاً.