يختتم مؤتمر "الفتوي إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل" الذي عقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي أعماله اليوم بعد أن شهد أمس العديد من الجلسات التي ناقشت الإفتاء وأثره في استقرار المجتمعات والفتاوي ومواجهة التطرف والتكفير والتعصب المذهبي والوسطية في الإفتاء والتجديد في علوم الفتوي والإفتاء والتنمية. كان د.شوقي علام مفتي الجمهورية قد أكد في كلمته أن المسلمين يعيشون تحدياتي كبيرة في مختلفِ بلدانِ العالمِ. في ظلِّ انتشارِ موجاتِ التطرفِ والإرهابِ التي تشوِّهُ ديننَا الحنيفَ وفي ظل ظهور أناس موتورين ينتزعون الكلامَ النبويَّ من سياقه. ويحمِلونه علي المعاني والمحامل التي لا يحتملها اللفظ النبوي وفق قواعد الاستنباط الصحيحة. ويخلعون عليه ما وَقَر في نفوسهم من غِلظةي وعُنف وشراسة وانفعال. مع جهل كبير بأدوات الفهم. وآداب الاستنباط. ومقاصد الشرع الشريف وقواعده.پ قال مفتي الديار المصرية إننا نواجِه الأميَّةَ الدينيةَ من جهةي. وفتاوي أشباهِ العلماءِ من جهةي ثانية. ونواجه تشويهَ الدينِ الإسلاميِّ بيدِ مَن ينتسبونَ إليه من جهةي أخري. ونحن أيضًا في لحظةي يحاولُ فيها بعضُ الأقزامِ أن يُهدِّدُوا سلامَ الأوطانِ. ويطمَحُ فيها أعوانُ الشيطانِ أن يؤجِّجُوا نيرانَ الفتنةِ بين أبناءِ البلدِ الواحدِ. معتمدينَ في ذلك علي الشائعاتِ والأكاذيبِ والأراجيفِ تارةً. وعلي فهمهم السقيم للدين تارةً أخري. ونظرًا لما للفتوي من دور مهم في الإصلاحِ والحفاظِ علي الأمنِ المجتمعي. ومواجهةِ التطرفِ. وإرشادِ الناسِ إلي قيمِ الإسلامِ الصحيحةِ ومقاصدِه العليا. التي تتمثلُ في العبادةِ والتزكيةِ والعمرانِ. ارتأيْنَا أنْ ندعُوَ جماعةً من أعيانِ العلماءِ من مختلفِ بلدانِ العالمِ العربي والإسلامي بل وغير الإسلامي في محفَلي علميّي» لنضعَ النقاطَ علي الحروفِ. ونقفَ معًا متضامنين. مترابطي الأيدي أمامَ هذه التحدياتِ التي تَطالُنا آثارُهَا السلبيةُ كمسلمين بشكلي خاصّي. وتمتدُّ إلي غيرنا بشكلي عامّي أفرادًا وجماعاتي. ودولاً ومجتمعاتي. أشار إلي أن المؤتمر جاء ليرسِّخ مبادِئَ الوسطيةِ في الفتوي ويؤكد أن التراثَ الفقهيَّ القديمَ. كنزى ثريّى. ومَعِينى عذبى للدارسِ والفقيهِ والمفتي والقاضِي. لكنه مع ذلك ليسَ معصومًا. ولا منزَّهًا عن الغلطِ. ولا هو فوقَ النقدِ والتصويبِ بشرطِه. كما أن بعضَ جُمَلِه قد تأثَّرتْ بواقِعها وزمانِها. فالمتعينُ هو ألا نقفَ عندَ وقائعِه ومسائلِه الزمنيةِ. بل نتجاوزُ ذلك إلي المناهج. فنُفَعِّلها ونستعملُها في النوازلِ والمستجداتِ بما يناسِبُ حاضرَنَا وواقعَنَا. أعلن د.إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية أنه من المقرر أن يوصي المؤتمر بإطلاق عددي من المبادرات يأتي في مقدمتها الدعوة إلي تشكيل أمانة عامة لدور الإفتاء يكون مقرها الدائم بالقاهرة. كمنظمة دولية متخصصة تقوم بالتنسيق بين الجهات العاملة في مجال الإفتاء في جميع أنحاء العالم. بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائي لهذه الجهات. وزيادة فاعليتها في مجتمعاتها. والتنسيق بين دور الإفتاء لبناء تكتل إفتائي وسطي علمي منهجي يعمل علي حصار ظاهرة تصدي غير المؤهلين للإفتاء. ومن ثم القضاء عليها من خلال ابتكار حلول غير تقليدية للتعامل معها.