في الوقت الذي بدأت فيه وزارة الصناعة والتجارة الخطوات الأولي نحو البدء في تنفيذ مدينة الأثاث بدمياط متمثلة في الاستعانة بخبيرة من منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" لاعداد تصور شامل للمخطط العام للمدينة المقرر إنشاؤها علي مساحة 331 فدان. طالب صناع الأثاث بدمياط بأن يكون لصغار الصناع وأصحاب الورش الصغيرة والحرفيين مكان في هذه المدينة وأعربوا عن تخوفهم من استئثار كبار صناع الأثاث بالنصيب الأكبر من المدينة علي غرار ما حدث مع المنطقة الصناعية بدمياط. طالب محمد أبومسلم. رئيس شعبة صناع الأثاث بالنقابة المستقلة بدمياط الدولة بضرورة وضع آليات تسمح للصانع الصغير بالاستفادة من إمكانيات المدينة وتمكنه من أجل الحصول علي ورشة له. ووضع الضوابط التي تحول دون سيطرة كبار العاملين في المهنة علي المدينة بحيث لا يتكرر ما حدث لهم في المنطقة الصناعية بمدينة دمياط الجديدة والتي تحكم فيها كبار الصناع مؤكدا منح تسهيلات للصغار للحصول علي قروض لشراء الورش أو توفير دعم الدولة لهم. أوضح أن صغار الصناع والذين يتعدي عددهم 12 ألفا من أعضاء نقابة صناع الأثاث المستقلة سيقومون بتوثيق توكيلات للنقابة من أجل الحصول عن حقوقهم داخل المدينة الجديدة. قال نبيل عبدالرحمن أحد صانعي الأثاث "أتمني أن تكون المدينة الجديدة لصغار صناع الأثاث في المقام الأول كما أعلن المحافظ حتي لا يتحول حلم المدينة إلي كابوس كما حدث مع مدينة دمياط الجديدة التي سيطر عليها أصحاب رأس المال". طالب عبدالرحمن الدولة بمساندة صغار صناع الأثاث والعمالة غير المنتظمة التي تمثل 70% من شعب مصر مشيرا إلي وجود مئات الورش الصغيرة مهددة بالغلق منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن بسبب كساد الأسواق. قال ان دمياط تحتاج لمدينة للحرفيين من صغار صناع الأثاث والصناعات المكملة لها بالتوازي مع مدينة الأثاث تحقيقا للعدالة الاجتماعية وحرصا علي صناعة الأثاث اليدوية التي تشتهر وتتميز بها دمياط ويعمل بها عشرات الآلاف من الورش التي تضم عددا كبيرا من أبناء المحافظة مشيرا إلي ان المنطقة الصناعية بدمياط الجديدة لم يستفد منها سوي كبار تجار الأثاث من دمياط وخارجها. يرد محمد الزيني رئيس الغرفة التجارية بدمياط علي مخاوف أصحاب الورش الصغيرة والحرفيين مؤكدا انها في غير محلها وقال ان الهدف من إنشاء مدينة الأثاث الجديدة هو تنمية صناعة الأثاث وتطوير أداء الورش الصغيرة وإتاحة فرص أكبر للصادرات بما يعود بالنفع علي صغار ومتوسطي الصناع. أوضح الزيني أن مدينة الأثاث حتي الآن عبارة عن تصميم مبدئي تم عرضه علي رئيس الجمهورية الذي يدعم المشروع بكل قوة باعتباره أحد المشروعات التنموية التي ستحدث نقلة اقتصادية واسعة لصناع الأثاث من صغار ومتوسطي الصناع وليس الكبار فقط كما يتردد حاليا. من جانبه أكد الدكتور اسماعيل عبدالحميد محافظ دمياط ان مدينة الأثاث مشروع قومي يمثل الأمل لسكان دمياط. وستكون نموذجا متكاملا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة مشددا علي ان النصيب الأكبر في المدينة سيكون لصغار ومتوسطي صناع الأثاث.