كل عام وأنتم بخير.. بدأ الموسم الدراسي الجديد ليس في الحكومة ولكن في مراكز الدروس الخصوصية وذلك اعتباراً من أول الشهر الحالي برغم تصريحات الحكومة بأنها لن تسمح بوجود هذه المراكز وأنها ستقضي تماماً علي الدروس الخصوصية.. ويبدو أنها تصريحات للاستهلاك المحلي تطلقها كل الحكومات منذ سنوات طويلة دون أن تفعل أي شيء علي أرض الواقع والنتيجة أن الأسر المصرية تنفق مليارات الجنيهات كل عام تذهب إلي جيوب مافيا الدروس الخصوصية.. بينما تكون المدارس خالية من التلاميذ بعد أن هجروها وذهبوا إلي مراكز الدروس الخصوصية!! "المرأة" تقدم روشتة نسائية للقضاء بالفعل علي الدروس الخصوصية وإصلاح التعليم الذي انهار علي مدي السنوات الماضية. في البداية تؤكد الدكتورة محبات أبو عميرة أستاذ المناهج والعلوم التربوية والعميد الأسبق لكلية بنات عين شمس: إنه لابد من إصدار قانون جديد يجرِّم الدروس الخصوصية ويحكم عليه بالسجن بالإضافة إلي قيام حملات علي مراكز الدروس الخصوصية وأغلبها معروف لإغلاقها وتشميعها والقبض علي المدرسين الذين يعملون بها مما سيؤدي للقضاء علي الظاهرة وتدفع المدرس للاهتمام بمدرسته وطلابه داخل الفصول. نطالب بغرس روح الولاء والانتماء للوطن ولمؤسساته ليس في كتب الجغرافيا والتاريخ فقط ولكن في كتب اللغة العربية والتربية القومية أيضاً. أشارت إلي أن نتيجة الثانوية العامة الأخيرة أكدت علي أن الحفظ والتلقين المتبع في الدراسة هما الأساس الذي يقوم عليه التعليم بدليل أن آلاف من الطلاب حصلوا علي أكثر من 98%. تتساءل د.محبات: هل كل هؤلاء الآلاف عباقرة أم أن هناك خللاً واضحاً في العملية التعليمية. لكن الدكتورة زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية وخبيرة التنمية لشئون قضايا المرأة لها وجهة نظر مختلفة حيث تري أن القضاء علي الدروس الخصوصية لن يصلح التعليم في مصر لأن المشكلة تكمن في أن المنظومة كلها فاسدة!! تضيف قائلة: إن المدرس لا يحصل علي مرتب محترم يمكنه من أداء واجبه علي الوجه الأكمل كما أنه غير مؤهل تربوياً ليقوم برسالته الكبري مؤكدة علي ضرورة إحداث ثورة تعليمية من الجذور تستهدف خطة استراتيجية لتأهيل المدرسين علي مستوي عال لجذب الطلاب للعملية التعليمية. عصا سحرية تري سمية الألفي خبيرة في مجال حقوق الطفل والأسرة: ان المنظومة التعليمية أصبحت معقدة بسبب حجم المشاكل التي تعاني منها وليس هناك عصاً سحرية لإحداث الإصلاح في يوم وليلة ولكن يمكن بالتدريج علاج المشاكل الموجودة مشيرة إلي أنه لابد من اتخاذ إجراءات رادعة ضد الطلاب الذين لا يذهبون إلي مدارسهم وكذلك ضد المدرسين الذين يغيبون عن الحصص الدراسية وأن يتم تشديد الرقابة علي المدارس من خلال لجان تتولي المرور علي هذه المدارس والتأكد من الانضباط بها. تطالب بتنظيم مؤتمر قومي لإصلاح التعليم تحت رعاية رئيس الجمهورية يشارك فيه نخبة من مثقفين وأساتذة جامعات ومدرسين وأولياء أمور وتلاميذ أيضاً للوصول إلي خطة عمل تبدأ علي الفور وتكون محددة بجدول زمني يعلن أمام المجتمع كله. يؤكد الدكتور أحمد جمال ماضي أبو العزايم أستاذ الطب النفسي: إن التعليم الحكومي فاشل بكل المقاييس بينما التعليم في المدارس الدولية والأجنبية في مصر ناجح جداً حيث تركز علي تعليم الطلاب مهارات خاصة منها اللغات الأجنبية أو علوم الحاسب الآلي وغيرها. أشار إلي أنه في الماضي كانت المدارس تضم معامل للكيمياء والفيزياء والجيولوجيا علاوة علي المتاحف الخاصة بها والمدرجات ولذلك تم تخريج طلاب أصبحوا الآن علماء في الطب والجيولوجيا وغيرها وتم استقطابهم بدول العالم المختلفة. أضاف: بعد نجاح المصريين في المشروع القومي الخاص بقناة السويس الجديدة لابد من مشروع قومي جديد يلتف حوله المصريون مرة أخري واقترح أن يكون هذا المشروع هو إصلاح التعليم من خلال بناء مدارس علي أعلي مستوي وتطوير المناهج الدراسية وإلغاء الدروس الخصوصية وتأهيل المدرسين وغيرها. تطالب رضا السيد رئيسة جمعية المرأة والطفل بعزبة خير الله بتشريع جديد يجرِّم الدروس الخصوصية وعمل مجموعات تقوية حقيقية للطلاب داخل المدارس وأن تكون بالمجان وتكليف المدرسين إجبارياً بها خاصة أنه تم إعداد كادر جديد للمعلمين تم فيه زيادة رواتبهم بصورة جيدة. تضيف: هناك عوامل اجتماعية وأسرية وراء فساد التعليم وانتشار الدروس الخصوصية منها تدليل الأبناء منذ الصغر وتعويدهم علي الدروس الخصوصية وتشجيعهم علي ذلك بالإضافة إلي دعم تعليم الأبناء منذ الطفولة كيفية الاعتماد علي النفس. أضافت أن العديد من المدرسين أصبحوا لا يذهبون للمدارس أو ينصرفون مبكراً حتي يلحقوا بمراكز الدروس الخصوصية. يضيف الدكتور حسن شحاته الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس: إن إلغاء مراكز الدروس الخصوصية لا يتم بخطاب من رئيس الوزراء ولكن في حقيقة الأمر أن مراكز الدروس الخصوصية عَرَض لا مرض.. والمرض هو أن المدرسة غير قادرة علي تقديم وجبة تعليمية مناسبة علاوة علي أن الامتحانات تقاس بالحفظ. أضاف أن الامتحانات التي يتم وضعها تتكرر علي مدي 10 سنوات أو لسنوات طويلة ويحفظون الأسئلة بل هؤلاء المدرسين الذين يلجأ الطلاب إلي الالتحاق بالدروس الخصوصية يضعون أسئلة الامتحانات. يري العلاج في نقاط أهمها: أن تقيس القدرات العقلية والابداعية ولا تقل عن 20% من درجة الامتحان. وأن توفر الدولة مكاناً لكل تلميذ من رياض الأطفال حتي الجامعة.. وفي حالة عدم قدرة الدولة علي ذلك فيجب مشاركة رجال الأعمال الشرفاء في صناعة الأجيال وتتمثل في بناء المدارس وتزويدها بالتكنولوجيا المتقدمة. تدريب المعلمين تدريباً حديثاً في جميع كليات التربية حتي يستخدموا أساليب جديدة في التدريس والامتحان وأن تتوافر في المدرسة أنشطة تعليمية ورياضية واجتماعية وعلمية حتي تصبح المدرسة مكاناً لجذب الطلاب. أضاف: للقضاء علي الدروس الخصوصية نهائياً يمكن عمل مجموعات تقوية بالمدارس في الفترة المسائية بتكلفة بسيطة ويمكن إلحاق واستضافة مراكز الدروس الخصوصية في هذه المدارس في الفترة المسائية بمقابل مادي ومجز للمدرسة يوجه للمدرسين المتميزين والمديرين والمعلمين أيضاً!! يري الدكتور إبراهيم عيد أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس أنه لابد من تغيير نظام الامتحانات لأن الدروس الخصوصية تؤدي إلي الغش وتفرغ الطالب من إمكاناته وطريقة تفكيره وتحوله إلي إنسان خاضع مقررات وطريقة معينة في الإجابة حيث عودنا أولادنا علي الحفظ والتلقين ولذلك لابد من تغير تلك الثقافة إلي ثقافة الابداع. يطالب د.إبراهيم بمناهج تجمع بين الثقافة والابداع لأن تنوع الأنشطة وتعدد مواهب الطالب في الشعر والنحت والتصوير وتصبح قدراته الابداعية هي البوابة الرئيسية لدخوله الجامعة.