الارتفاع الرهيب في درجة حرارة الجو التي تؤثر علي حياة الإنسان حتي تجعله يغير من عادته وخططه بل وأسلوب حياته حتي يتعايش مع الظروف المناخية القاسية الحاجة هي أم الاختراع. فلم يجد الأسايطة لتلطيف حرارة الجو الملتهبة سوي الذهاب للاستحمام والتنافس علي القفز بالترع والمصارف خاصة الترع الكبيرة مثل ترعة نجع حمادي التي تمر بالجانب الغربي لمحافظة أسيوط أو الترعة الإبراهيمية التي تنطلق من نهر النيل بوسط مدينة أسيوط وهما ذات أعماق كبيرة. أو الترع الصغيرة التي تمر بكل قري أسيوط ليتخذها الأطفال والصبية حمامات للسباحة بعيدا عن أعين الأسرة التي تعاقبهم علي الاستحمام بها خوفاً من الأمراض وغيرها. أما البعض الآخر فتكون وجهته في أحواض ماكينات الري الارتوازية التي مياهها نظيفة وهي أشبه بأحواض السباحة الصغيرة. حتي يتسني لهم تبريد أجسادهم من حرارة الجو القاسية والرطوبة العالية. بينما يتخذ البعض الآخر الجناين الخاصة المثمرة المملوكة للأهالي منتزهات طبيعية يذهب إليها الأهل والأصحاب عند ارتفاع درجات الحرارة للجلوس فيها أو النوم تحت الأشجار التي تتمتع أراضيها بنسبة رطوبة كافية للترويح عنهم من عناء درجات الحرارة بينما المزارعون الذين أجبرتهم ظروف الزراعات الصيفية مثل الذرة الشامية والسمسم والقطن. والذرة الرفيعة للعمل في ظروف مناخية شديدة القسوة لتبديل أوقات العمل بالقيام فجراً حتي التاسعة صباحاً. ثم المكوث تحت أشجار النخيل أو الفاكهة أو العودة إلي المنزل ثم يعودون للعمل مرة أخري في الخامسة مساء بعد هدوء درجة الحرارة وبدأت بعض نسائم الهواء تتسلل وهو ما يساعدهم علي استكمال أعمالهم الزراعية.. هذا الأسلوب يلجأ إليه أهل الصعيد ليس بدعة ولا هو بالأمر الجديد ولكنه ميراث من الأجداد والآباء الذين تعودوا علي التكيف مع حرارة الجو العالية حسب قول الحاج "سيد حسانين" من قرية مجريس بصدفا الذي أكد ان الزراعات تحتاج لمباشرة العمل في كل الظروف والأوقات رغم قسوة الطقس. وإلا تتلف الزراعات ولا ينال المزارع منها ما يربو إليه أو يقصده. وبخاصة ان عملية الانتاج تتطلب جهداً مضاعفاً في جميع مراحلها بداية من حرث الأرض وغرس البذور بها وعسقها وتسميدها وريها حتي حصادها في كل مرحلة من هذه المراحل تتطلب وجود الزارع وسط الزراعات لمباشرة العمل والتكيف مع الجو رغم أنفه. ولذلك يحاول جاهداً الوصول إلي أفضل الوسائل لتجنب ضربات الشمس والحرارة الشديدة. بينما يقول حمدي الهاشمي. من مركز الغنايم. واقع مرير يعيشه أهالي الصعيد مع ارتفاع درجات الحرارة العالية والطقس القاسي وخاصة الأطفال بالاستحمام في الترع والمصارف انهم يرفهون عن أنفسهم ولكن الواقع المرير عكس ذلك حيث تنتظرهم الاصابة بالبلهارسيا والأمراض المعدية وان المياه مليئة بالحيوانات النافقة التي تحمل الكثير من الجراثيم والميكروبات والأوبئة. وهو ما يجعلهم عرضة للاصابة بالأمراض المختلفة. وأيضاً يكون البعض منهم عرضة للغرق وخاصة الذين لا يجيدون السباحة. ومن جهته يقول أحمد رمضان. مزارع. يجب علينا أن نواجه كل الظروف المناخية وخاصة اننا في منطقة معلوم لنا ارتفاع درجة الحرارة فيها أن نتعامل بالمنطق مع الطقس القاسي والظروف المناخية الصعبة بوعي وفهم والذهاب إلي أحواض ماكينات الري في أوقات هدوء الجو والاستحمام بها أمراً طبيعياً جدا وخاصة بعد القيام بأعمالنا في الزراعات. يقول الدكتور زهري محمد من قرية الشناينة مركز صدفا: من الغريب ان ترعة الربيانة الشناينة هي قبلة الأطفال علي مدار اليوم والاستحمام بها دون أدني خوف من الأمراض التي تسببها تلك المياه بكل أنواع الجراثيم والأوبئة وعلي رأسها البلهارسيا والتي تتسبب بدورها في أمراض الكلي والمسالك البولية بالإضافة إلي فيروس C وغيرها من الأمراض ولذلك نطالب بالتوعية في وسائل الإعلام والمدارس ودور العبادة.