* يسأل شعبان موظف بإحدي الشركات: لقد تعمدت الإفطار في رمضان من غير عذر شرعي وان نفسي تعذبني. فما الواجب عليّ فعله بعد أن مضي هذا الشهر الكريم؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: يا أخي المسلم لا شك أن تعمد الفطر في رمضان من غير عذر شرعي كبيرة من كبائر الذنوب لأنه مخالفة شرعية وعصيان لما أمر الله به وان الواجب علي من وقع في هذه المخالفة الجسيمة عدة أمور : الأول: التوبة إلي الله عز وجل توبة صادقة مستجمعة لشروطها وهي أولاً: الإخلاص وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عز وجل وثانياً: الإقلاع عن الذنب وثالثاً: الندم علي فعله. ورابعاً: العزم علي عدم الرجوع إليه وخامساً: أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلي حال الغرغرة عند الموت. قال النووي في شرح مسلم "وللتوبة شرط آخر وهو أن يتوب قبل الغرغرة كما جاء في الحديث الصحيح وأما في حالة الغرغرة وهي حالة النزع فلا تقبل التوبة فمن تاب توبة صادقة فإن الله عز وجل يغفر له كما قال تعالي "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدي" "طه 82". الثاني: وجوب قضاء ما أفطره من أيام ماضية والإسراع في ذلك قدر المستطاع فإن صوم رمضان واجب فمن أفطر فيه لعذر أو غير عذر وجب عليه القضاء لأن الصوم قد استقر في ذمته فلا يسقط حتي يقضيه ودين الله أحق أن يقضي. الثالث: تأخير قضاء ما عليه من كل رمضان حتي دخول رمضان الذي يليه يوجب عليه كفارة عن كل يوم مع القضاء عند جمهور أهل العلم إذا كان التأخير لغير عذر شرعي والكفارة هذا ما يعادل 750 جراما من القمح ونحوه وأما إن كان تأخير القضاء لعذر كمرض أو نسيان أو جهل فلا كفارة عليه وعليه القضاء فقط. الرابع: إذا وقع منه جماع في أحد الأيام التي أفطرها عمدا عالما بالحكم فتلزمه كفارة كبري عن كل يوم جامع فيه مع قضاء ذلك اليوم وهذه الكفارة تلزمه ولو لم ينو صوم اليوم الذي جامع فيه لأنه يلزمه الإمساك وكل من لزمه الإمساك وجامع فعليه الكفارة. وأما إذا وقع منه الجماع نسياناً فلا كفارة عليه وكذلك إذا جامع جاهلا بحرمة الجماع في نهار رمضان وهذا أحد قولي الشافعي واختاره الإمام النووي. * يسأل توفيق حسن من القاهرة: خلال شهر رمضان الماضي تناولت طعام الإفطار بناء علي أذان المغرب من إحدي الإذاعات الأجنبية ولم يكن الوقت قد حان في بلدي فهل عليّ إثم في ذلك؟ ** يجيب : يشترط في الصيام الصحيح الإمساك عن كل مفطر بنية مخصوصة من وقت طلوع الفجر إلي غروب الشمس لقوله تعالي: "وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل" "البقرة 187" ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم" وينبغي علي المسلم أن يجتهد ويتحري معرفة طرفي النهار حتي تصح عبادته فإن لم يفعل ذلك وأفطر ظناً ان النهار قد انقضي ثم تبين له خلاف ذلك وجب عليه أن يقضي يوماً آخر عوضاً عن اليوم الذي أفطره ولا إثم عليه.