خطفوا زوجها. وأرسلوا لها شخصاً يشبهه تماماً. جلس الشخص الغريب معها فوق الكنبة. وأخذ ينظر لها نظرات إعجاب لم تعد تراها في عين زوجها الحقيقي منذ سنوات. ثم أخذ يتغزل فيها بلغته الشعبية التي لا يعرف غيرها قائلاً: "مالك النهاردة يا ست أنت مزة كده ليه". فرحت الزوجة بكلمات الغزل غير العفيف وانفرجت أساريرها وقال مندهشة "أنا مزة؟!" "بقالك كثير يا حبيبي ما قولتليش إني مزة" وسحبته من يديه إلي غرفة النوم. كان هذا مشهداً من أحد المسلسلات التي أذيعت خلال شهر رمضان الكريم.. بعدها بأيام وقبل ساعات من عيد الفطر المبارك خرجت علينا العقيد في الشرطة النسائية نشوي محمود بتصريح لإحدي الصحف الخاصة تقول فيه: "اللي هايقول لواحدة يا مزة في العيد هاجيب له سنة سجن". وفي ثاني أيام العيد. انتشرت صور علي مواقع التواصل الاجتماعي للعقيد نشوي وهي تمسك بأحد الشباب تحت ذراعها بدعوي أنه متحرش بالفتيات أمام سينما مترو بوسط البلد. وفي اليوم الثالث من العيد. ظهر فيديو علي قناة اليوم السابع. وفيه تمسك العقيد نشوي بشخص آخر أمام نفس السينما وهذه المرة. اقتادته إلي داخل السينما وصفعته علي وجهه بالقلم. ثم ضربته بعصا كهربائية. لم يتضح في الفيديو إذا كانت مفعلة كهربائياً أم لا. الحقيقة. المشهد استفزني. فليست هذه هي دولة القانون التي أحلم بها لبلادي. مع الأسف طريقة إهانة هذا الشخص وصفعه بالقلم. حتي وإن كان متحرشاً لفظياً أو جسدياً لا نعرف. أكسبت هذا الشخص تعاطف كثيرين ممن شاهدوا الفيديو. نحن الآن أمام أمرين. الأول أن تكون العقيد اكتفت بالعلقة والفضيحة والإهانة التي تلقاها هذا الشخص وتركته يذهب من حيث أتي. وفي هذه الحالة لم تطبق القانون. ولم يرتدع المجرم إذا كان قد أجرم. أو أنها اصطحبته إلي القسم واستكملت الإجراءات تمهيداً لمحاكمته. وهنا يكون قد عوقب مرتين. مرة بالإهانة أمام أمة لا إله إلا الله. ومرة بالمحاكمة والسجن!! أرفض هذا التصرف من سيادة العقيد. فإما أن نرسي دعائم دولة القانون. وإما إن نتركها إلي مبدأ البقاء للأقوي.