جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي ابن عم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. وقد أسلم بعد إسلام أخيه علي بن أبي طالب وتقول كتب السيرة والتراجم انه كان إسلامه بعد واحد وثلاثين من الذين أسلموا استجابة لدعوة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لعبادة الله وحده وأن محمداً صلي الله عليه وسلم عبده ورسوله وقد كان جعفر أقرب الناس شبهاً برسول الله صلي الله عليه وسلم خلقاً وخُلقاً. ويروي ان أبا طالب رأي النبي صلي الله عليه وسلم وعلياً يصليان. وعلي عن يمينه فقال لجعفر رضي الله عنه: صل جناح ابن عمك. وصل عن يساره. وجعفر هاجر الهجرتين. هجرة للحبشة. وهجرة للمدينة وهو صاحب مواقف مشرفة ومشهودة في تاريخ حياته. وهذه لمحات سريعة عن الجوانب المشرقة في حياة جعفر ذلك البطل الإسلامي الهاشمي. ففي هجرته إلي الحبشة أمام النجاشي ملك الحبشة وكان صاحب موقف مشرف حين استطاع الرد علي الوفد الذي بعثه كفار مكة إلي النجاشي لكي يتخلي عن المهاجرين من المسلمين. وقد استمع إليه النجاشي وتعرف علي حقائق دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم ثم رفض الاستجابة لوفد أهل مكة ورد عليهم هداياهم التي جاءوا بها. وقد قدم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم حين فتح الرسول خيبر فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً. بقدوم جعفر أم بفتح خيبر وأنزله رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي جدار المسجد. وها هو كثير بن نافع قال:: سمعت علياً يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لم يكن قبلي نبي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء واني أعطيت أربعة عشر: حمزة. وجعفر. وعلي. وحسن. وحسين. وأبو بكر. وعمر. والمقداد. وحذيفة. وسلمان. وعمار. وبلال. وعبدالله بن مسعود. وأبو ذر. لقد كان جعفر أخبر وأعرف الناس بالمساكين وقد سماه الرسول صلي الله عليه وسلم أبا المساكين. وقد بعثه الرسول صلي الله عليه وسلم إلي مؤتة فاقتتل الناس قتالاً شديداً حتي قتل زيد بن حارثة. ثم أخذ الراية جعفر فقاتل بها حتي قُتل ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل حتي قتل شهيداً. وقد كان جعفر بطلاً فقد أصيب حتي قطع ذراعاه وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الله أبدله جناحين يطير بهما في الجنة وقد وجدبه بعد استشهاده بضع وسبعون جراحه ما بين ضربة سيف وطعنة رمح وتقول أسماء بنت عميس جدة أم جعفر بنت جعفر بن أبي طالب: دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد عجنت عجيني. فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم-: ائتيني بأبناء جعفر فأتيته بهم فتشممهم ودمعت عيناه. فقلت يا رسول الله: بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء. قال: نعم. أصيبوا هذا اليوم فقمت أصيح وأجمع النساء ورجع رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي أهله. فقال: لا تفعلوا إلي جعفر فإنهم قد شغلوا. وقد دخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: وا عماه. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: علي مثل جعفر فلتبك البواكي. وكان جعفر علامة بارزاً في تاريخ الشهداء وضرب بطولات رائعة لدرجة ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا رأي عبدالله بن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. انه نموذج لأهل الإيمان وقدوة للشهداء علي مدي التاريخ.. تضحية وفداء. رحمه الله وأجزل له العطاء فقد كان مقاتلاً عنيداً ضحي بنفسه في سبيل دعوة الحق. وقد كان حزن رسول الله صلي الله عليه وسلم شديداً لكنه أخبر بأن جعفر يطير في الجنة مع الملائكة.