علي عكس السنوات الطويلة الماضية التي كانت تشهد خلالها شوارع ومساجد مدينة المحلة الكبري طوال شهر رمضان الكريم موائد الرحمن بكثافة في كل مكان سواء في الشوارع أو معظم المساجد بالمدينة التي كان يتردد عليها أعداد كبيرة من الصائمين الفقراء والمحتاجين لتناول افطارهم من خلال فاعلي الخير إلا ان الوضع كان مختلفا هذا العام اختفت جميع موائد الرحمن سواء الذي كانت تقام بالشوارع أو المساجد. استطاعت "المساء" ان ترصد هذه الظاهرة الغريبة وراء اختفاء موائد الرحمن التي ظلت علامة مميزة لمدينة المحلة علي مدي سنوات طويلة والتي لم يشعر بها سوي الفقراء والمحتاجين والمعدومين الذين كانوا يعتمدون علي هذه الموائد في افطارهم الرمضاني. وفي محاولة لكشف الأسباب الحقيقية وراء اختفاء موائد الرحمن هذا العام التقت "المساء" بالحاج محيي زغلول احد الذين كانوا قائمين علي اقامة موائد الرحمن بأحد المساجد بالمحلة الكبري وكان صريحا وواضحا في توضيح الأسباب الحقيقية عندما أكد ان ارتفاع اسعار اللحوم والدواجن هذا العام بعد ان وصل كيلو اللحوم إلي 85 جنيها وكيلو البيضاء إلي 25 جنيها وهي أسعار مضاعفة بخلاف باقي السلع الغذائية الأخري وهو ما ادي لتراجع هذا العام موائد الرحمن فضلوا أمام ارتفاع الأسعار هذا العام استبدال موائد الرحمن بالشنط الرمضانية التي تحتوي علي بعض السلع الغذائية مثل الأرز والسكر والعدس والفول والمكرونة والزيت والسمن وهي شنطة تساعد الأسر الفقيرة خلال شهر رمضان علي حياتهم المعيشية. بينما تقول الحاجة سكر أمين عوض والتي كانت تشرف علي مائدة الرحمن بمسجد التوحيد بالمحلة الكبري بأنها تتولي الاشراف علي مائدة الرحمن بالمسجد علي مدي السنوات الماضية الطويلة والتي كانت تعتبرها عادة سنوية ولكنها فوجئت هذا العام بارتفاع اسعار اللحوم والدواجن بشكل غير عادي وهو ما جعل الوجبة الواحدة تتكلف اضعاف اضعاف تكلفتها في السنوات السابقة وآخرها الموسم الرمضان العام الماضي. أما الحاج حسن الشامي أحد القائمين علي مائدة الرحمن ان الارتفاع الجنوني في اسعار اللحوم والدواجن دفعنا للاتجاه لطريقة أخري باستبدال موائد الرحمن بالشنط الرمضانية وتوزيعها علي المحتاجين والفقراء في منازلهم لتعويضهم عن موائد الرحمن.