تنتظر كل الشركات الاعلانية شهر رمضان من أجل ضخ كمية كبيرة من الاعلانات وذلك للحصول علي أكبر المكاسب المادية وتعمل هذه الشركات علي استغلال متابعة المشاهدين للاعمال الدرامية المعروضة. لكن مالا تعرفه هذه الشركات ان كثرة الفواصل الإعلانية وطول مدتها أثارت استياء عدد كبيرمن الجمهور والنقاد والمتابعين للاعمال التليفزيونية الرمضانية. الذين اكدوا علي أن هذه الفواصل تضر بالمعلن نفسه لانهم يتركون المشاهدة ويحولون القناة لأي عمل آخر. رصدت "المساء" مدي الضرر الواقع علي المسلسلات التي يتخللها عدد كبير من الاعلانات. بالاضافة لمعرفة ما هي الضوابط التي يجب اتباعها للاستمتاع بالاعلان والمسلسل في آن واحد. قال د.عماد مكاوي عميد كلية الإعلام السابق وكيل المجلس الاعلي للصحافة: القنوات الفضائية تفتقد المعايير الدولية للإعلان والتي تشير إلي انه لكل ساعة ما يقرب من 6 إلي 10 دقائق إعلانات. لذلك القنوات التي تعمل علي تطويل مدة الإعلانات تعتبر "مأساة" وتفتقد من مهنيتها. أضاف د. مكاوي: للأسف هذه الاعلانات تجعل المشاهد لا يستطيع المتابعة للأعمال بشكل جيد. وتحدث تشتيتا للانتباه. وبالتالي لا اعتقد ان هذا نجاح للمعلن لان المشاهد ينصرف فورا عن المتابعة في حال طول المدة المخصصة للإعلان. كما أن الفترة الاخيرة وجدنا تحول القنوات لسلعة تجارية بدلا من تقديمها لخدمات عامة ومعلومات وثقافة مثلما يحدث في جميع بلدان العالم. أشار إلي أن الحل للخروج من هذه الأزمة هو وجود قانون يحث علي هذه الضوابط المهنية. حتي يكون هناك معايير ثابتة للإعلان والعمل الفني. والالتزام بالقيم الخاصة بالمجتمع بدلا من التجاوزات التي اصبحت منتشرة علي الشاشات. أكد د.صفوت العالم استاذ الدعاية والاعلان بجامعة القاهرة علي أن عدم تحديد وقت معين للاعلانات وخاصة في وقت الذروة هو السبب فيما وصلنا اليه الآن. حيث تقوم اغلب الدول المحترمة برفع مبلغ الاعلان في وقت الذروة ليصل سعر الدقيقة إلي 30 و40 ألف جنيه. أضاف: طول مدة الاعلان يتسبب في ضياع حق المشاهد وحق صانعي "التتر" سواء من ملحنين أو موزعين أو مغنين. وهذا بالاضافة لعدم وجود فواصل داخل المسلسل بسبب سيطرة الاعلان علي مدة هذه الفواصل. أوضح أن تنافس الوكالات وعدم وجود إدارة للتسويق هي التي أدت لسيطرة الوكالات الاعلانية علي السوق وفرضت اسلوبها علي العمل الفني. أشار إلي انه لابد من تقنين مدة الاعلان في وقت الذروة وقبل صلاة التراويح لما يقرب من نسبة 200% حتي لا يزيد الاقبال عليها من المعلنين. لان حق المشاهد أهم من المعلن. أكد المخرج أحمد صقر رئيس قطاع الانتاج علي أن القنوات الخاصة لا تقوم بشراء المسلسلات إلا بالاتفاق مع الوكالات الاعلانية والتي يكون بيدها الاختيار الاول والاخير للعمل الفني طبقا لنوعيته وأبطاله. أضاف: كما أنها لا تهتم بالمشاهد ولا برؤية وإنما تنظر إلي المكسب المادي فقط وهذا أدي إلي تراجع العمل الدرامي بشكل كبير. وبالتالي علي المشاهد الاختيار حيث يفضل ان يحول القناة إلي عمل آخر ويعود لعمله الاول بعد انتهاء مدة الاعلان. في المقابل نجد ان قنوات التليفزيون المصري تهتم بالمشاهد وتطبق المنافسة الموضوعية والشريفة حيث تعرض الاعمال بشكل يجذب الجمهور علي المشاهدة. وهذا ما جعل التليفزيون المصري يحصل علي نسبة كبيرة من المتابعة. قال المؤلف أحمد صبحي: كثرة الاعلانات بالنسبة للمنتج والقناة شيء إيجابي جداً ومفيد لولا هذه الاعلانات لما كنا نشاهد كمية هذه المسلسلات. اضاف لكن ما شاهدناه هذا العام يدل علي عدم وجود اي توازن بين الاعلان وبين عدد المشاهد الخاصة بالمسلسلات. وذلك يعمل علي فقد المشاهد التواصل وبالتالي يلجأ إلي "اليوتيوب" لمشاهدة المسلسل كاملا بدون أي تقطيع. قالت الناقدة ماجدة خيرالله: بالرغم من أهمية الإعلانات لكل قناة. ومدلولها علي نجاح وقوة العمل إلا ان كثرتها بهذا الشكل الكبير تؤدي إلي "الانزعاج" وعدم الاستمتاع سواء بالمنتج او العمل الفني. اضافت: وللأسف اصبحنا نشاهد إعلانات داخلها "مسلسلات" وليس العكس. وهذا يفسد للمشاهد اهمية التأمل في العمل وفهم القصة والحبكة والدرامية. حيث يفقد الجمهور متابعته وتركيزه. أشارت إلي أن عدداً كبيراً من المشاهدين اصبح يتابع الاعمال علي الانترنت من خلال "اليوتيوب" حتي يشاهدوا المسلسل بدون فواصل إعلانية. واتفق معها الناقد محمود قاسم وقال: هذه الطريقة المستفزة للإعلانات ستجعل الجميع يشاهد المسلسلات علي الانترنت وبهذا تكون خسارة للمنتج والمعلن والعمل الفني. أضاف: بالتأكيد هناك ازدهار إعلاني وتجاري. وهذا شيء جيد للدراما. ولكن لابد ان يكون هناك مراعاة للجمهور المشاهد.