رغم أننا في الشهر الكريم لم تكف الفضائيات عن تقديم البرامج التي تحتوي علي إيحاءات جنسية واستهزاء بالضيف والمقالب التافهة.. معتقدين أن مثل هذه البرامج تحقق نسبة مشاهدة عالية وبالتالي ينجح البرنامج - من وجهة نظرهم- دون النظر إلي القيم والعادات والتقاليد ورفعت شعار "كل شييء مباح لتحقيق الأرباح". أكد خبراء الإعلام والاجتماع والنفس أن مثل هذه البرامج يعتمد أغلبها علي السخرية والاستهزاء والمقالب التافهة وكأن البرنامج بلا هدف.. والملاحظ هذا العام زيادة العنف اللفظي والجسدي دون أدني تقدير للشهر الفضيل. ** د.محمود علم الدين "أستاذ علام جامعة القاهرة" أكد أن هذا العام زاد بشكل ملحوظ العنف اللفظي والجسدي في البرامج التي تذاع في شهر رمضان كما أن المحطات الفضائية تحاول أن تجذب المشاهدين من خلال برامج بها نوع من الجنس والتحولين وتناول قضايا موضوعات عن علاقات شخصة وأدق تفاصيل الفنانين ليحققوا أعلي نسبة مشاهدة وهذا مرفوض أضافوا أنه حتي في برامج المقالب والكوميديا هذا العام تفتقد للابتكار والإبداع وأصبح الناس يشعرون بعدم المصداقية كما أن السخرية والاستهزاء في برامج علي سبيل المثال رامز واكل الجو و100 ريختر وهبوط اضطراري ليس بها تقدير للسن وربما تعرض الضيوف لأضرار نفسية ومرضية.. شددوا علي ضرورة التزام الفضائيات بالضوابط والسلوكيات والقيم الاجتماعية عند تقديم أي برنامج لا تكتف بالتركيز علي قضايا الجنس والبرامج التافهة والتي لا تحتوي علي أي أهداف. ** د.إبراهيم مغازي "أستاذ علم نفس جامعة بورسعيد" يقول: من المفترض أن تراعي البرامج التي تعرض في رمضان روحانيات الشهر والعبادات المفروضة.. أما البرامج الدينية فمحدودة جداً وباقي البرامج سخرية واستهزاء ومقالب وبرامج تافهة ليس بها أدني قيمة أو هد بل تحتوي علي ألفاظ خارجة ومستوي أخلاقي متدني تتناقض مع الشهر الكريم. أشار إلي أن مقدمي البرامج أيضاً معظمهم أصبح يفتقد لمعايير وسمات الشخصية التي يجب أن يتحلي بها الإذاعي والإعلامي فأصبح هو نفسه يتناول الألفاظ الجارحة والتصرفات غير المقبولة فلابد من أن يعي مقدمو البرامج أنهم مرآة للمجتمع لذلك عليهم الالتزام بحد أدني من المعيار القيمي والأخلاقي ويكونوا نماذج تتحلي بالأخلاق حيث يتمثل بهم فئة عريضة من المجتمع ونتمني أن تغير مثل هذه البرامج وجهتها وتكافح الفساد والقيم السيئة في المجتمع. * د.نادية رضوان "أستاذ علم الاجتماع بأداب السويس": هذه البرامج تقضي علي القيم الاجتماعية للمجتمع المصري والشخصية المصرية وأقل وصف يمكن ان يقال علي مثل هذه البرامج بأنها مثل "مصاص الدماء" لأنها تغيب عقول المشاهدين من الأبناء والأطفال ولا يمكن تعميم الوصف علي جميع الحالات ولكن الغالبية العظمي لا تقدم شيئاً هادفاً.. بالإضافة إلي أن برامج الطعام فيها شكل من التحدي والاستفزاز للفقراء والبسطاء الذين يعيشون حالة سيئة جداً. أضافت أن الإنتاج يحتاج لوقفة فكل من يملك مالاً يتجه للإنتاج ولذلك نلاحظ أن معظم الدراما في السنوات الأخيرة هي "دراما بير السلم" لا تعالج قضايا بل تقدم ألفاظاً بذيئة وسيئة لذلك لابد من تشكيل هيئة من كبار المتخصصين في الإعلام والصحافة وعلم النفس والاجتماع وتكون تابعة لمجلس الوزراء أو رئاسة الجمهورية وتعمل علي تقييم كل ما يقدم من فن ودراما وأفلام وسينما ومسرح علي مدار العام وتتم معاقبة من يتجاوز بالحبس والغرامة وان كنت اعتقد ان الغرامة أصبحت بدون أهمية في الوقت الحالي وليست رادعة. * د.عزة كريم "أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية": البرامج أساءت للإنسان المصري وكرامته وتقدم للأبناء وجبة دسمة من العنف والابتذال وأصبحت هناك بادرة بين البرامج علي من يسيء ويستفز الضيف أكثر حتي يحصل علي أعلي نسبة مشاهدة مباراة في جرح الأحاسيس والخوف والضعف. أضافت: غياب الرقابة سبب ما نشاهده الآن علي القنوات التليفزيونية واللأسف الإعلام يتاجر بالشعب المصري حتي يحصل علي أعلي نسبة مشاهدة وجني الأرباح الطائلة لذلك لابد من تفعيل دور الرقابة والقوانين الخاصة بها حتي يكون هناك رادع لكل من تسول له نفسه التعامل مع المشاهد بطريقة غير لائقة. * د.محمد منصور هيبة "أستاذ الإعلام جامعة القاهرة": للأسف خريطة البرامج الرمضانية علي القنوات اليليفزيونية أصابتنا بصدمة شديدة وجدانياً وإيمانياً لم نكن نتخيل أن مرحلة إعادة النظر للمجتمع المصري وتشكيله من جديد أن يتم تقديم برامج بهذا الشكل والمضمون بل تساعد علي هدم المجتمع ومضيعة للوقت وملهاه للنفس وتقضي علي رغبة الناس في التفكير والإبداع. أضاف: أتصور أن من وضع خريطة البرامج التليفزيونية وقع في خطيئة تجاه المجتمع المصري وتفسير ذلك أن هناك مخططاً يستهدف تدمير البناء النفسي للمواطن المصري ولاسيما ونحن نسابق الزمن لتنفيذ مشروعات عملاقة تحقق الخير للأجيال القادمة لذلك اطالب بمحاسبة كل من تسول له نفسه تقديم مثل هذه البرامج ومنعه من ممارسة المهنة.