ما هي قصة المسحراتي؟ ومن الذي جاء بفكرة "الطبلة" وعبارة: "اصحي يا نايم وحد الدايم"!.. كان المسلمون يعرفون وقت السحور في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بآذان "بلال بن رباح" ويمتنعون عن الطعام عند سماع صوته.. وفي مكةالمكرمة كان.. الزمزي ينادي من أجل السحور.. وكان يتبع طريقة خاصة بحيث يرضي طرف حبل في يده يتدلي منه قنديلان كبيران حتي يري نور القنديلين من لا يستطيع سماع ندائه من فوق المسجد.. ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية تعددت أساليب تنبيه الصائمين حيث ابتكر المسلمون وسائل جديدة في الأمم الإسلامية. ومن هنا ظهرت مهنة "المسحراتي" في عصر الدولة العباسية.. والخليفة المنتصر بالله ويقول المؤرخون أن المسحراتي ظهر عندما لاحظ والي مصر "عتبة بن اسحق" أن الناس لا ينتبهون لوقت السحور ولا يوجد من يقوم بهذه المهمة في هذا الوقت.. فتطوع بنفسه لهذه المهمة.. وكان عتبة يطوف شوارع القاهرة لتنبيه الصائمين بإقتراب آذان الفجر وكان ذلك عام 238 هجرية حيث كان يسير علي قدميه من مدينة العسكر إلي مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط وكان ينادي الناس: عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة. وفي عصر الدولة الفاطمية أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمراً لجنوده بأن يمروا علي البيوت ويدقوا علي الأبواب بهدف إيقاظ النائمين للسحور.. وبعد ذلك تم تخصيص رجل للقيام بمهمة المسحراتي.. كان ينادي: "يا أهل الله قوموا تسحروا" ويدق علي أبواب المنازل بعصا كان يحملها في يده.. تطورت بعد ذلك ظاهرة السحور علي يد أهل مصر.. حيث ابتكروا الطبلة يحملها المسحراتي ليدق عليها بدلاً من استخدام العصا.. وكانت تسمي "بازه" وهي صغيرة الحجم يدق عليها المسحراتي دقات منتظمة.. ثم تطورت المهنة واستعان المسحراتي بطبلة كبيرة يدق عليها أثناء تجواله في الحي وهو يشدو بأشعار شعبية مناسبة.. ثم تطور الأمر إلي عدة أشخاص معهم طبل بلدي وصاجات يتوسطهم المسحراتي ويؤدون أغنيات خفيفة.. ومن هذه الأشعار "إصحي يا نايم وحد الدايم".. و"قول ونويت بكره إن حييت" و"الشهر صايم.. والفجر قايم.. ورمضان كريم".. ولكن.. علي الرغم من تأثير وسائل الإعلام علي المسحراتي حيث جعلته في طريقه للانقراض.. إلا أنه مازال مرتبطاً بقلوب الناس كأحد المظاهر الأساسية في رمضان. ويبدأ عمل المسحراتي من ليلة رؤية هلال رمضان وحتي ليلة عيد الفطر وهي الليلة التي يبدأ فيها المسحراتي التردد علي جميع المنازل ليس بهدف التسمير ولكن للحصول علي أجره.. أي المال.. أو كعك ولحوم العيد..