أشعر بآلام جماهير الاتحاد السكندري التي لا تتصور أن تري فريقها يلعب في القسم الثاني.. تلك الجماهير الوفية التي زحفت بالأمس من الإسكندرية إلي القاهرة لتقيم وقفتها الاحتجاجية الرافضة لهبوط فريقها زعيم الثغر وكبير الأندية الإسكندرانية. وصاحب التاريخ العريق منذ انشائه عام 1914. خاصة ان الكرة الإسكندرانية ستغيب غيابا جماعيا هذا الموسم مع هبوط سموحة واستمرار غياب الأولمبي.. وتلك وحدها مصيبة تستحق أن نقف أمامها ونحلها بهدوء.. وقدمنا بالأمس تحقيقاً في العدد الأسبوعي عن "ضياع الكرة الإسكندرانية".. ولكن حزننا لهذا الغياب وتعاطفنا مع جماهير الإسكندرية العزيزة لا يجب أن تبعدنا عن واقع الأمر. وهو انه لا مسابقة كروية دون بطل وصعود وهبوط.. وواقع الأمر أيضاً ان نادي الاتحاد السكندري يترنح منذ سنوات. ولم يعد ذلك الفريق الكبير العنيد الذي تهتز أمامه كل الفرق الأخري. خاصة عندما يكون علي ملعبه وبين جماهيره.. لقد عجزت الإسكندرية أن تقدم لفريقها الأول نجوما من أحشائها. يتحمسون له ويقاتلون من أجل رفعته. وتحول الفريق في آخر سنواته إلي مجرد "سبوبة" لانصاف النجوم من خارج الإسكندرية الذين لا يهمهم الفريق في شيء. ولا يهمهم سوي عقودهم وفلوسهم. والاستعداد للقفز إلي أي ناد آخر يدفع أكثر.. وهذا الحال لدي أغلب الأندية التي تعاني من طمع لاعبيها. وضعف الشعور بالانتماء. إلا أن هذا الحال لا ينفع مع الأندية ذات الشعبية الإقليمية مثل الاتحاد السكندري والمصري والإسماعيلي.. حيث ان الانتماء للإقليم عامل مهم جداً للوصول بهذه الفرق إلي مستوي البطولات.. وراجعوا تاريخها. خلاصة القول.. أري أن القبول بهبوط الاتحاد السكندري خير له. ذلك انها فرصته لالتقاط الأنفاس. وإعادة بناء الفريق علي أسس سليمة من شباب الاتحاد السكندري. وبإشراف لجنة كرة من أبناء النادي المخلصين. والذين لم يكن لهم أي دور في السنوات الأخيرة.. وأدعو رئيس النادي الدكتور عفت السادات إلي التعامل مع الأمر بواقعية.. وان استمرار فريق الاتحاد علي نفس الأحوال التي كان عليها. لن يحميه من الهبوط الموسم القادم.. إذا نجح في انتزاع قرار عدم الهبوط هذا الموسم. وهذا لن يحدث. لذلك أدعو الدكتور عفت إلي أن يبدأ صفحة جديدة مع الفريق وجماهير الاتحاد التي تحتاج هذه الأيام إلي التوعية. وإبعادها عن كل المؤثرات الغاضبة.. لأن الفريق في حاجة لإعادة بناء. وتطهير أيضاً.. وهذا هو المهم.