مثل غيري من المصريين نؤمن جميعاً بأن القضاء المصري هو الحصن الحصين للمصريين علي مدار تاريخه ناصع البياض. بل وتظل مواجهة القضاة للظالمين من الحكام والحكومات واضحة عاشها واختبرها المصريون علي مدار عصور طويلة كان آخرها المواجهة القوية والوطنية والشريفة التي خاضها قضاة مصر الشرفاء ضد تنظيم الإخوان الإرهابي حتي قامت ثورة يونيو المجيدة بل لم يتوقفوا عند ذلك واستمروا في حربهم ضد المنتمين لهذا التنظيم وشاهدنا كيف نقي بيت العدالة ثوبه من جماعة مشبوهة اطلقت علي نفسها "قضاة من أجل مصر". ولست هنا لأتحدث عن التاريخ الوطني للقضاء المصري فهذا يحتاج لمجلدات. لكنني أتحدث عن مظلمة من القضاء نفسه ونلجأ إلي القضاء نفسه لينقذنا من خروج قلة عن النسق العام لقضاء مصر الشريف. والحكاية باختصار مسجلة في الشكوي رقم 841 بتاريخ 12 فبراير 2015 للمستشار الجليل رئيس التفتيش القضائي وبنفس التاريخ برقم 2725 للمستشار الجليل النائب العام وفيه تشكو المواطنة هند محمد زكي ولي أمر الطالبة سما أحمد مصطفي بمدرسة الأهرامات للغات بالهرم والتي فوجئت بقيام ولي أمر الطالبة سما حسام الدين رمزي بالتعدي عليها بالضرب والسب بأقذع الشتائم والتهديد والوعيد لإدارة المدرسة ومدرسيها مهدداً الجميع باتخاذ إجراءات لحبسهم جميعاً ومتحصناً بمنصبه كقاض.. الأمر الذي دفع إدارة المدرسة إلي التقدم بشكواها من سلوكيات القاضي التي تشذ عن سلوكيات القضاة الذين نتحصن بهم جميعاً من تغول سلطة أو ظلم ظالم. تصف أوراق الشكاوي كيف تعدي القاضي وزوجته علي السيدة هند زكي دون أسباب منطقية اللهم إلا إذا كان الخلاف بين زميلتين بالابتدائي مبرراً لإسالة دماء أولياء الأمور بعضهم البعض.. فهل من المقبول أن يتعدي قاض جليل بالضرب علي سيدة في حرم مدرسة ليسيل دمها أمام أبنائها ووسط جمع غفير من الطلاب وأولياء الأمور وإدارة المدرسة التي تتعرض للتهديدات من وقت لآخر من القاضي الذي نسي أو تناسي جلال منصبه؟ وهل ننتظر حتي يتصرف زوج السيدة المعتدي عليها بنفس السلوك الذي قام به القاضي؟ هل وصلنا إلي مرحلة أخذ الحق بالقوة وليس بالقضاء؟ أعرف تماماً أن مثل تلك التصرفات لا يقبلها أي من قضاتنا بل هم أنفسهم من يلفظون أي خارج عن تقاليد وأعراف صرح العدالة الشامخ واستغيث للسيدة المعتدي عليها ولغيرها بالمستشارين النائب العام ورئيس التفتيش القضائي ونادي القضاة برد كرامة من سلبت كرامتهم بسبب شذوذ تصرفات البعض.. فأغيثونا.. أغيثونا..