* يسأل عبدالناصر عبدالرحمن السلمون "تاجر" بأرض اللواء: ما هي كيفية تجديد الخطاب الديني.. وأهم دواعي التجديد؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف: في الحديث النبوي الشريف: "إن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". ووجه الدلالة هنا إخبار وحض علي الاجتهاد بشروطه وضوابطه ومقتضياته وآلياته لمواجهة مستحدثات ومستجدات وطواريء وعوارض دون جمود أو تبديد فيما لابد للدين من الوجود به. ودواعي التجديد أهمها: * تجديد وفهم الدين في أحوال وأوضاع في الجملة تعود إلي ما يعرض للدين من قصور في فهم النصوص ودلالتها ومقاصدها وقد يكون هذا بالزيادة أو النقصان. * إحياء نفائس وذخائر في التراث الإسلامي مثل "الفقه الافتراضي" و"فقه النوازل" و"الفقه المقاصدي" وهي مطمورة مهجورة لضعف الملكات وطغيان الحرفية للنصوص وإغفال وإهمال مقاصدها. وتطفل أدعياء علم من طائفيات مذهبية. * تمييز الأصيل عن الدخيل. والجيد عن الرديء. * تنزيل الأحكام الشرعية علي ما استجد من أنماط الحياة العملية للناس. * الإفادة من فهم المتخصصين الفاقهين لتجديد الخطاب الديني منذ بواكير المجتمع المسلم بدءًا من التراث الموروث إلي الواقع المعاش المعاصر فمن ذلك: أ" قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالي: "إن المراد بتجديد الدين: تجديد هدايته. وبيان حقيقته وأحقيته ونفي ما يعرض لأهله من البدع أو الفتور في إقامته. وإعادة مصالح الخلق. وسنن الاجتماع والعمران في شريعته" الجامع الصغير للسيوطي . قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالي : "لا يلزم أن يكون المبعوث علي رأس المئة رجلاً واحداً. وإنما يكون واحداً. وقد يكون أكثر منه. فإن لفظة "من" تقع علي الواحد والجمع. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي : موضحاً دلالة الحديث الشريف "لا يلزم أن يكون في رأس كل مائة سنة واحد فقط. بل يكون الأمر فيه كما ذكر في الطائفة". ويقول الإمام محمد عبده رحمه الله تعالي : "إن التجديد يشمل حفظ نصوص الدين الأصلية صحيحة نقية. ونقل المعاني الصحيحة للنصوص. وإحياء الفهم السليم لها. والسعي للتقريب بين واقع المجتمع المسلم في كل عصر. وبين المجتمع النموذجي الأول الذي أنشأه الرسول صلي الله عليه وسلم . وإحياء مناهج ذلك المجتمع في فهم النصوص والاجتهاد. كما يشمل التجديد تصحيح الإنجرافات النظرية والفكرية والعملية والسلوكية وتنقية المجتمع من شوائبها". ويري الشيخ أمين الخولي رحمه الله تعالي : "التجديد في الدين فريضة". تأسيساً علي ما ذكر: يجب فقه "التجديد" ودواعيه ومقتضياته وآلياته ومجالاته ومقاصده . بورش علمية من خبراء أكاديميين في العلوم الإسلامية والدعوة الإسلامية. وخبراء تربويين. بعمل "مؤسسي" يتناول تأصيل "الثوابت" فلا انقلاب عليها. فهي مسلمات شرعية لا تقل قوة عن مسلمات عقلية. هي هكذا بمنظور "المصلحة العامة وليست الخاصة".