عدد من الزملاء الصحفيين تقدم للترشيح في انتخابات مجلس الشعب.. وبعضهم رشح نفسه بصفته "عاملا" وهناك من قرر ترشيح نفسه بصفة "فلاح"..! ونحن نسعد بالطبع أن يتقدم أكبر عدد من الصحفيين لدخول الانتخابات والفوز فيها. فلعلهم تحت قبة البرلمان يستطيعون أن يقوموا بالتعبير عن واقع مجتمعهم ومشاكل وقضايا المواطنين بشكل أفضل وأكثر فاعلية وتأثيرا من مجرد الكتابة التي أصبحت في كثير من الأحيان الآن ليست أكثر من دخان في الهواء أو وسيلة للتنفيس واخراج مخزون الغضب والاكتفاء بذلك. ولكن ما نعجب له هو الصفة التي يتقدمون بها لهذه الانتخابات والتي تتشابه مع ترشيح ضابط لنفسه تحت صفة "عامل" وهي صفات تختلف كثيرا عن مفهوم "العامل" و"الفلاح" الذي قصده الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وعناه عندما أصر علي أن يكون مجلس الأمة في ذلك الوقت شاملا بين صفوفه ل 50% من العمال والفلاحين. وهو تقسيم وإصرار كان عبدالناصر يهدف من ورائه إلي الحفاظ علي أهداف الثورة وتأمين مكاسب العمال والفلاحين بأن يكون لهم نسبة مساوية "للأفنديات" والمثقفين في مجلس الأمة لضمان أن تظل التشريعات والقوانين التي تحمي حقوقهم باقية. ولثقة عبدالناصر أيضا في أن الحرس الحقيقي للثورة يتمثل في قوي الشعب المؤلفة من الفلاحين والعمال. ولقد كان ذلك مقبولا ومهضوما عندما كانت الثورة المصرية تتعرض لمخاطر وتهديدات. وعندما كان عبدالناصر يقود معركة ضد المرض والجهل والتخلف. وعندما كان القصد دفع العمال والفلاحين الي واجهة العمل السياسي باشراكهم في صناعة القرار باعتبارهم يمثلون الأغلبية. وكان القصد أيضا دفعهم علي التعلم وتحويلهم الي كتلة مستنيرة تستطيع القيام بدور لحماية الثورة في القري والمحافظات. ولكن هذه التصنيفات لم تعد مقبولة أو مستساغة في عالم اليوم. ولم يعد من السهل تعريف من هو العامل ومن هو الفلاح ومن هم الفئات. فقد تداخلت المعاني والتوصيفات والأعمال. وأصبح المثقف عاملا وفلاحا ومهنيا. وأصبح الفلاح صناعيا ورأسماليا ومن المثقفين والفئات. ولم يعد منطقيا إزاء ذلك استمرار تقسيم المجتمع علي هذا النحو أو اجراء الانتخابات وفقا لهذه التوصيفات التي تجعل "الصحفي" فلاحا والفلاح عاملا.. والعامل من الفئات.. فهي تصنيفات وهمية تستفز الناخب وتجعله يشعر أن من يختارهم لايعبرون عنه ولن يمثلوه بشكل جيد. ولن يكونوا خير من يمثلهم. ولهذا يعزف عن المشاركة ولا يتحمس كثيرا للذهاب الي اللجان الانتخابية. وتظل نسبة قليلة من المجتمع هي التي تشارك وتقرر مصير الانتخابات. ان كانت هذه الفئة أيضا تملك قرارها كاملا..! ونحن ندرك ونتفهم أن الانتخابات الحالية سوف تجري علي هذه الصفة وأنه لا تغيير في نسبة العمال والفلاحين المقررة بخمسين في المائة. ولكننا نأمل أن يكون هذا موضوعا للدراسة مستقبلا. وأن تجري الانتخابات علي أساس انتخاب من يصلح دون النظر الي صفته عاملا أو فلاحا. فالمهم من كان قادرا علي التمثيل الجيد لأبناء الدائرة. ومن كان منتميا اليها فعلا. ومن كان مقيما فيها. فالذين يهبطون علي دوائرهم الانتخابية من السماء ليفوزوا بمؤثرات وعوامل خارجية لايغتالون فقط أحلام الآخرين وحقوقهم المشروعة بقدر ما يفقدون المجلس التشريعي أهم خصائصه ومصادر قوته والمتمثلة في الالتحام بالجماهير والتعبير عنهم..! ** ملحوظة أخيرة : طالبة جامعية تتردد علي زميلها في شقته. مرات عديدة وترتبط به عاطفيا.. وتحمل منه... وبعد ذلك يذهب والدها ليتهمه بأنه هددها.. وصورها عارية واغتصبها..! فينك يامتولي تمسح عار شفيقة..!!