طبيعة البشر منذ خلق سيدنا آدم أبوالبشر وهو دائماً يتطلع إلي الممنوع ويرغب في التعامل معه وهنا يحضرني قول المولي عز وجل في كتابه العزيز "وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" آية 35 سورة البقرة وكلنا يعلم قصة الشجرة وخروج آدم وحواء من الجنة. حب الاستطلاع من صفات البشر وأنه مهما نبهت وأعطيت ارشادات بالتحذير لكن الناس تفضل دائماً التجربة وكثيراً منهم يهوي تكسير التعليمات ومخالفة القوانين مع انها وضعت لصالحهم. علي سبيل المثال لا الحصر بداية نجد علي علبة السجائر عبارة "ممنوع التدخين" فهذه العبارة في رأيي لم تساهم ولو بقسط بسيط في عدم التدخين بل يُهيأ لي انها دعوة غير مباشرة للمدخنين من باب خالف تعرف ومخالفة من أجل المخالفة وأن يكون لي رأي حتي ولو خطأ لأنه يوجد ناس عايشة بمبدأ أنا اعترض إذن أنا موجود ويجدون أنفسهم دائماً في جانب المعارضة وهناك معارضات مضحكة عندما تجد لافتة مكتوباً عليها بالبنط العريض "جراج خاص ممنوع وقوف سيارات" وتجد في المقابل تحت اليافظة مباشرة عشرات السيارات تقف وكأنه جراج عام.. وممنوعة أخري مؤلمة حينما تجد في المواصلات العامة وبالتحديد المترو ملصقاً يحدد أماكن ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضي وكبار السن وتجد من يجلس علي هذه الكراسي شباب أصحاء وتقف أمامهم سيدة حامل ويتجاهلون الموقف.. ومن كوارث الممنوعات التي لا تنفذ أيضاً اللوحات الإرشادية علي الطريق السريع والتنبيه بتهدئة السرعة منعاً للحوادث ورغم تكرار اللوحات كل عشرات الأمتار إلا ان هناك من يعشقون المخالفات حتي لو علي حساب أرواحهم وحصد أرواح الأبرياء من المارة والركاب.. ونجد مثالاً آخر من الممنوعات المرغوبة التي تسبب الإحراج ولكن دون فائدة ولا حياة لمن تنادي نجد كثيراً من الدعوات في المناسبات العامة والخاصة والأفراح والحفلات المهمة نجد الدعوة مذيلة بعبارة "ممنوع اصطحاب أطفال" ورغم ذلك نجد المناسبة أكثر من نصف ضيوفها أطفال حضروا مع ذويهم.. وهناك أيضاً كثيراً ما تحدث حوادث القطارات وذلك بسبب تجاهل السيارات والمشاة لعبارة "ممنوع السير علي القضبان" فيحدث ما لا يحمد عقباه.. نعم هناك رغبة وهوس لدي الكثيرين لمخالفة أي ارشادات أو تحذيرات أو ممنوعات وهي رغبة ملحة لدي البعض أيضاً وإن كلفتهم حياتهم ولكن دائماً للأسف المنوع مرغوب.