لم تكن مفاجأة لي اكتشاف نيابة كفرالشيخ عدم تشغيل كاميرات المراقبة بنادي كفرالشيخ الرياضي الذي وقع في استاده الحادث البشع الذي راح ضحيته طالبان بالكلية الحربية بالإضافة للإصابات الخطيرة!! النيابة حبست مسئول تشغيل الكاميرات أربعة أيام علي ذمة التحقيق بعد أن تبين فصل الكاميرات قبل الحادث بيوم كامل.. وهذا قد يكون مقصوداً أو وليد آفة الإهمال واللامبالاة التي تغلف كل أمورنا.. التحقيقات سوف تكشف الحقيقة. أقول لم تكن مفاجأة لعدة أسباب.. أولاها أن الاستعانة بكاميرات المراقبة في مواجهة حوادث الارهاب المتزايدة لم يتم التعامل معها بالجدية اللازمة منذ البداية.. فلم يتم فرضه بقانون أو بقرار رسمي لتغطي الكاميرات الميادين العامة والشوارع الرئيسية والمنشآت المهمة والمحلات التي تقع في أماكن حيوية.. بل تم ترك الأمر للحرية والاجتهادات الشخصية فلجأ إليها عادة أصحاب الأعمال الخاصة من محلات ومنشآت لتأمين أعمالهم ورؤس أموالهم!!.. وبالتالي لم تشكل تلك الكاميرات دائرة مغلقة محكمة تفيد في مواجهة حوادث الارهاب. ثانياً أن الدور المطلوب من الكاميرات كان منع وقوع الحادث.. فمثلاً في حالة وضع عبوات ناسفة يتم اكتشاف ذلك فوراً من خلال الكاميرات والتعامل السريع معها قبل الانفجار.. وهذا كان يقتضي ربط الكاميرات بغرف متابعة علي مدي اليوم يكون لها القدرة علي التصرف السريع والاتصال بالأجهزة المعنية.. لكن هذا لم يحدث أيضا!! في المقابل نظر المسئولون للكاميرات علي أنها مجرد أداة يلجأون إليها فقط عند وقوع الحادث لتفريغها ومحاولة الاستعانة بالمادة المصورة في الوصول للمتهمين بعد تحديدهم.. أما إنقاذ الأرواح من خلال هذه الكاميرات فلم يكن مطروحاً من الأساس.. وهذا طبعاً هو الخطأ بعينه. في معظم التفجيرات الإرهابية التي حدثت كان يمكن للكاميرات أن تلعب دوراً مهما في منعها لو تم تنفيذ تلك المنظومة بآلية علمية دقيقة مثل كل الدول المتقدمة لكن يبدو أننا تعاملنا مع الإرهاب علي أنه ظاهرة طارئة سوف تنتهي سريعاً.. رغم أن الواقع يقول إننا في حرب مع الإرهاب قد تطول سنوات وسنوات!! نعود إلي حادث كفرالشيخ ونحسب ضحاياه من شباب في عمر الورد من الشهداء بإذن الله.. فحتي لو كانت الكاميرات تعمل وصورت المتهمين الذين وضعوا القنبلة فقد راحت تلك الأرواح الزكية وكان الأولي انقاذها.. لذلك فإن وضع ضوابط للكاميرات وعملها والقائمين عليها ومتابعتها أصبح أمراً ملحاً اكراما لهذه الأرواح البريئة التي ذهبت لبارئها ومنعاً لازهاق المزيد بهذه الأيدي العابثة.. فهل يفعلها المسئولون عنا؟!!