ربما تكون الأنشطة والفعاليات التي تقيمها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري . هي الأبرز والأعمق أثراً في تاريخ الشعر العربي. ويكفي أن أي باحث أو ناقد يريد أن يعرف أي شئ عن الشعر العربي قديمه وحديثه لن يجد ضالته إلا في مكتبة البابطين للشعر العربي التي تعد المؤسسة الوحيدة في العالم التي توفر للباحثين . وبالمجان . جميع دواوين الشعر العربي المطبوعة والمخطوطة والنادرة. فضلاً عن أكثر من 3500رسالة دكتوراة وماجستير في الشعر العربي. المكتبة التي أنشئت في مرحلة تالية لانطلاق أنشطة المؤسسة هي جزء من كثير تقدمه المؤسسة سواء من خلال جوائزها القيمة أو دوراتها التي تعقد مرة كل عامين أو دوراتها للحوار الحضاري . أو دوراتها في علم العروض وغيرها من الأنشطة التي تتكامل معاً بهدف رعاية الشعر العربي والحفاظ عليه . ورعاية مبدعيه كذلك وتكريمهم سواء الراحلين أو الذين مازالوا علي قيد الحياة . وهي أدوار لم تستطع أي مؤسسة عربية رسمية أو خاصة القيام بها. ومن يتأمل أدوار المؤسسة لابد يدرك أن الشعر العربي في يد أمينه بالفعل. وقد واصلت المؤسسة دورها المهم والحيوي في رعاية الشعر العربي والاحتفاء به وبمبدعيه. وجاء الموسم الثامن لمهرجان ربيع الشعر العربي الذي انتهي منذ أيام بالكويت ليحتفي بشاعرين كبيرين راحلين . الأول هو الشاعر الكويتي راشد السيف . والثاني هوالشاعر العماني عبدالله الخليلي. المهرجان الذي أقيم تحت رعاية رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح. استمر ثلاثة أيام بمكتبة البابطين. وافتتحه وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح والشاعر عبدالعزيز سعود البابطين رئيس المؤسسة وسط حضور عربي لافت من شعراء ونقاد وباحثين مثلوا العديد من الدول العربية من مصر والكويت والسعودية وسلطنة عمانوالعراق وسوريا والمغرب والجزائر والإمارات وتونس وفلسطين. وجاءت كلمة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين في حفل افتتاح المهرجان لتؤكد علي أهمية الشعر في حياة المواطن العربي إذ قال إنه ليس من المبالغة أن نقولَ إن العربَ هم أمةُ الشعر. فلا يذكر التاريخُ الإنسانيُّ أمةً أولع أفرادها بالشعر علي اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية كالعرب» فالعربيُّ إما شاعرى أو راوي للشعر أو مستنسخى له أو مستشهدى به. ومنذ عهد الصحراء إلي عهد المدن والحضارة. إلي العصر الحديث عصر العلم بقي العرب علي علاقة بالشعر. وظل الشعرُ أحدَ قسماتِ الشخصية العربية. وقال البابطين: لقد وجد لفيفى من العرب في الشعر مجالًا معرفيًّا واسعًا ينفتح علي كثير من العلوم يغذيها ويتغذّي بها. ووجد فيه البعضُ الآخرُ فضاءً جماليًّا يهذب النفس ويرتقي بها فوق الضرورات الحياتية إلي معارج الروح والوجدان. ووجد فيه آخرون حافزًا للهمم. ودافعًا إلي التمسك بالقيم والمثل العليا. ولم يوجدْ موقفى من المواقف إلا استدعي الشعر فيه ليكون معبِّرًا عن الموقف أو شاهدًا أو محرِّضًا. في مجالس الخلفاء والأمراء» حضر الشعرُ ليمنحَهم فسحةً من المتعة بعيدًا عن ضجيج الأحداث وعنائها. وفي مواقف الحب البشري اختلط دمعُ العاشق بنبضِ القصيدة. وفي مواقف العشق الإلهي حلَّقَ المتصوفُ إلي الملكوت الأعلي علي جناح الشعر. وفي غبار المعارك استدعي الشعرُ بكل كبريائه واندفاعه ليشدَّ من عزيمة المقاتل. وبذلك لبّي الشعرُ كل تطلّعاتِ العربي ونوازعه. وتحدث البابطين عن عرف المؤسسة في مناسبات ربيع الشعر. وهو إلقاء الضوء علي بعض شعرائنا المعاصرين وفاءً منها لما قدموه لأمتهم وتذكيرًا للجيل المعاصر بالرواد الذين أخلصوا للكلمة وأطلقوا في سماء الشعر نجومًا جديدة. وقال: وفي مهرجان ربيع الشعر الثامن يسعد المؤسسةَ أنها أعدت ثلاثةَ عشرَ إصدارًا احتفاء بهذه المناسبة. ومن أبرز هذه الإصدارات ديوانُ السَّيفيَّات للشاعر الكويتي راشد السيف. وهو ديوان ضخم يقع في ثلاثة مجلدات. وينشر لأول مرة. وقد استخلصناه من مخطوطات وقصائد الشاعر التي كتبها بخط يده. وبقيت منزوية بعيدة عن الضوء. ومن إصداراتنا البارزة في هذا المهرجان أيضًا كتابان عن شاعر عُمان الكبير عبدالله بن علي الخليلي من إعداد المهندس سعيد الصقلاوي. والدكتور أحمد درويش. وفي هذين الإصدارين قصائدُ جديدةى تنشر لأول مرة لشيخ شعراء عمان. وهناك إصداران للدكتور عبدالله أحمد المهنا خصص أحدهما لدراسة الشاعرة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح والذي جاء بعنوان تمرد امرأة خليجية. والثاني دراسة نقدية للشعر العربي في الكويت. مشيرا بأن المؤسسة بهذه الإصدارات تتابع نهجها الذي سارت عليه في التعريف بأقطاب الشعر المعاصر في الوطن العربي. وحيا البابطين في كلمته الضيوف الذين وفدوا من أقطار عربية شقيقة ليبرهنوا أن الشعرَ العربي لا يمكن أن يؤخذ إلا كحزمة واحدة تشمل كل بقاع الوطن العربي. والمدعوين من الكويت الذين أكدوا بحضورهم إخلاص هذا البلد للشعر العربي وللثقافة العربية. والمؤسسة باقية علي العهد أن تكون صوت الشعر العربي. وحاميته بمساندتكم جميعًًا. كشف رئيس مجلس امناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري عبدالعزيز البابطين عن احتفاء المؤسسة في الدورة التاسعة لمهرجان ربيع الشعر العربي العام المقبل بالشاعرين سليمان الجارالله من الكويت وبدر السياب من العراق تقديرا لاسهاماتهما باثراء الساحة الشعرية والادبية. وفي كلمته أشار وزير الإعلام الكويتي إلي أن مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته التي تحتفل بالقصيدة العمانية. تأتي تأكيداً علي تلاحم الفكر الخليجي في الكلمة واللفظ والقول والفعل استناداً إلي انتمائه العربي الواسع من الخليج إلي المحيط. الذي ينعقد في رحاب مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي قبلة شعراء العرب وباحثيهم. بما تشتمل عليه من صنوف المعرفة والثقافة الشعرية العربية. بعد ذلك بدأ الحفل الغنائي الذي قدمته الفنانة اللبنانية غادة شبير وغنت من خلاله مجموعة من قصائد الفصحي للشاعر عبدالعزيز سعود البابطين