أسوأ عناصر الإدارة في مصر سواء علي مستوي المدير الصغير تدرجا حتي رئيس الجمهورية والطيران المدني بالتأكيد جزء ضمن المنظومة "شخصنة" العمل بمعني أن يبدأ كل مسئول جديد عمله فور توليه المسئولية بهدم كل الخطط والمشروعات التي قطع في تنفيذها سابقه مسافات طويلة.. ثم يبدأ المسئول الجديد عمله منتشيا كالطاووس بين منافقيه مدعيا عزمه بذل قصاري جهده لتعويم السفينة وإنقاذها قبل أن تغرف بسبب سوء إدارة سابقه. وحتي ان اضطر المسئول الجديد استكمال المشروعات والخطط التي بدأها سلفه تجده يسرب لأعوانه ومريديه الثغرات والسلبيات الكثيرة التي سيضطر لسدها وعلاجها لإصلاح أخطاء من سبقه. للأسف هذا هو حال الإدارة في مصر المحروسة.. ولعل هذا هو السبب الحقيقي للجمود الذي تعيشه بلادنا في الوقت الذي يتقدم كل من حولنا وكل من كان خلفنا بسرعة الصاروخ مقارنة بسلحفاة التطوير التي نركبها. الأمثلة كثيرة جدا ولكن بذكرها سنخوض في سيرة أشخاص ولن يجدي لأننا لسنا في حاجة للبكاء علي اللبن المسكوب بقدر حاجتنا لتعديل اسلوبنا بتواصل الأجيال لتحقيق طفرات علي درب التطوير. ومن وجهة نظري المتواضعة انه يتعين علينا استغلال أهداف ثورة 25 يناير الحقيقية وليس أهداف المتسلقين علي أكتافها.. في القضاء علي أسوأ عاداتنا بقيام كل مسئول بهدم ما حققه غيره.. واستبدال هذا الداء بدواء فعال علي شكل "ترويكا" مصرية. فالسر الحقيقي في تقدم الدول والشعوب ألا يؤثر تبديل الأشخاص في تغيير واستبدال استراتيجيات وخطط الدولة.. وأن يستكمل كل مسئول ما بدأه من سبقه لضمان لحاقنا بركب التطوير العالمي السريع والمتلاحق.. فطالما استمر اسلوب كسر "القلة" خلف كل من ترك منصبه سيستمر الوضع جامدا متحجرا إلي أن نضطر للعيش داخل شرنقة معزولين عن العالم بسبب سرعة تقهقرنا عكس اتجاه التطور العالمي. الحل الحقيقي أن يستعين كل مسئول جديد بالسابق والاستفادة من خبراته ومعلوماته حول ما يجري تنفيذه من خطط ومشروعات استراتيجية.. وينضم لهما نائب للمسئول الحالي لثقله وإعداده لتولي المسئولية. أعتقد انه الحل الأمثل.. بل المحاولة الأخيرة للحاق بركب التطور العربي والاقليمي والعالمي. وعمار يا مصر!