اليوم تبدأ القمة العربية للزعماء والملوك العرب في شرم الشيخ وسط أجواء ملتهبة في اليمن وأحداث لا يمكن إغفالها في ليبيا بجانب ما يحدث في كل من سورياوالعراق...إلخ!! بات واضحاً لكل ذي عينين أن المنطقة بأسرها مستهدفة من قوي إقليمية ودولية لتفتيتها والسيطرة عليها لخدمة أجندات ومصالح هذه القوي علي حساب المنطقة والمصالح العربية!! الإرهاب الذي يجتاح المنطقة والنزاعات الطائفية والعرقية ومنع السلاح عن الجيش الليبي وتدفق الأسلحة علي المعارضة السورية والحوثيين باليمن.. إلخ كلها أساليب لتأجيج الصراعات بين أبناء الوطن الواحد والمكان الواحد لتفتيته وتمزيقه فيسهل ابتلاع دول المنطقة بالكامل وإخضاعها لسطوة الطامعين!! الشعب العربي من المحيط إلي الخليج يتطلع إلي هذه القمة ويأمل أن تصدر منها قرارات فاعلة تساعد علي صون الأمن القومي العربي في مواجهة مخططات التخريب والتمزيق. قرارات بعيدة عن الشعارات تواجه التمدد الإيراني وتحد من الأطماع التركية وتضع حداً للانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وتتضامن مع دولة الإمارات العربية الشقيقة لاستعادة الجزر الثلاث طنب الكبري وطنب الصغري وأبو موسي من الاحتلال الإيراني.. وحرب الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. صون الأمن القومي العربي يحتاج إلي بلورة مواقف وتحركات عربية يكون لها واقع ملموس علي حاضر الأمة الذي يتعرض لضربات موجعة علي كل المستويات.. ويحتاج الأمر إلي تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك التي تم توقيعها في إطار الجامعة العربية لتصبح واقعاً من خلال أي عدد من الدول الراغبة في ذلك.. ويكون الباب مفتوحاً لمن يرغب في الانضمام. بمعني أنه بات من الضروري تطوير آليات العمل والتصويت داخل الجامعة العربية التي تضم 22 دولة عربية لنتمكن من مواكبة المستجدات الآن عربياً ودولياً.. وهو الأمر الذي يساهم بحق في تخفيف الهموم التي تعاني منها المنطقة وبما يقطع الطريق علي التدخلات السافرة إقليمياً ودولياً.. وبما يحقق الآمال والطموحات العربية في تحقيق الاستقلال والحفاظ علي الهوية التي يحاول الطامحون والمتربصون وأصحاب الغرض تحطيمها بكل السبل!! إننا نحتاج إلي قوة عربية موحدة من الجيوش يتم تشكيلها كما قلت ولو بشكل جزئي من الدول الراغبة وتحت إدارة واحدة يمكنها التدخل لمساعدة الأنظمة والدول التي تتعرض لاعتداءات بدلاً من استدعاء قوي خارجية كما حدث من قبل في العراق وليبيا.. وكانت هذه النتيجة علي الأرض نشاهدها كل يوم وكل ساعة.. ولعلنا ندرك المثل العربي القائل: "لا يحك جلدك مثل ظفرك". خلاصة القول: أتمني من قمة شرم الشيخ قرارات علي أرض الواقع لمواجهة هذه التحديات التي تشوه الماضي والحاضر وتهدد المستقبل.. فهل يفعلها القادة والزعماء المجتمعون اليوم؟! يارب وفق الجميع من عبادك المخلصين.