"نكون أو لانكون ".. تحت هذه المقولة التي أراها مناسبة للغاية تنعقد اليوم في شرم الشيخ "مدينة السلام" قمة عربية يمكن القول بأنها أهم قمة في تاريخ العرب الحديث بعد أن أصبح الأمن القومي العربي مهددا من المحيط إلي الخليج بشكل لم يعد فيه السكوت أو الانتظار مقبولا.. فالخطر يحيط بالجميع.. والتهديدات الإرهابية في تزايد.. ومخطط تقسيم وتفتيت المنطقة العربية التي تعمل علي تنفيذه قوي إقليمية ودولية أصبح واضحا لكل ذي عينين!! العرب اليوم أمام خيارين إما أن يكونوا.. أو لا يكونوا.. إما أن يتحدوا ويتكاتفوا لمواجهة الخطر الذي يهدد وجودهم وإما أن يرتضوا ويستسلموا للمخطط الذي يستهدفهم.. لا خيار ثالثاً فالأمن القومي العربي في خطر واستخدام القوة العسكرية صار ضرورة تفرضها علينا الأحداث ومن هنا جاءت عملية "عاصفة الحزم" التي شاركت فيها 10 دول عربية واستهدفت مواقع للحوثيين في اليمن بعد أن اصبح المد الإيراني خطرا علي دول الخليج والمنطقة العربية من جانب فضلا عن خطر تنظيم "داعش" الإرهابي من جانب آخر. القمة العربية في شرم الشيخ التي تلتئم اليوم في اختبار صعب للغاية.. فالمخاطر والتهديدات تحيط بالعديد من الدول العربية مايستوجب التضامن والتكاتف ووجود آلية عربية مشتركة لمواجهة هذه المخاطر والتصدي لها بعد أن صار الدم العربي رخيصا للغاية يدفع ثمنه العشرات كل يوم في العديد من العواصم العربية.. فالقمة العربية مطالبة بالخروج بقرارات ملزمة وقابلة للتنفيذ لأن الوقت الآن ليس في صالح العرب فإما أن نتحد وننهض بأمتنا لمواجهة مؤامرات التقسيم والشرق الأوسط الجديد وإما أن تعيش المنطقة العربية في فوضي القتل والدمار والتشريد ليتحقق حلم المتآمرين علي المنطقة.. وبالتالي فالدول العربية اليوم مطالبة بتوحيد الرؤي لأن حماية الأمن القومي العربي أصبح ضرورة بعد أن أصبحت المنطقة العربية علي حافة الهاوية!! إن نجاح مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ مرهون باتخاذ قرار بتشكيل القوة العربية العسكرية المشتركة وتفعيل بنود اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتعديل ميثاق جامعة الدول العربية.. فهل ستكون القمة في مستوي الطموح العربي وقادرة علي مواجهة الصعاب خاصة في ظل التهديدات الإرهابية والحروب الأهلية التي تواجه العديد من الدول العربية.. فالقضايا المطروحة أمام القادة العرب كثيرة ومتعددة وشائكة ابتداء بالقضية الفلسطينية قضية العرب الأولي والتي كانت في يوم ما القضية العربية الوحيدة اليتيمة علي جدول أعمال أي قمة عربية بينما الآن تعددت القضايا وأصبح الهم العربي من المحيط إلي الخليج.. فهناك الوضع المتوتر والقتال الدائر في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والإرهاب الذي يهدد مصر وعدة دول أخري وبالتالي قمة اليوم هي قمة الوجود "نكون أو لا نكون"!!