محافظة المنيا من المحافظات الزراعية وتمثل الزراعة نشاطاً رئيسياً للسكان لما تتمتع به اراضيها من خصوبة والتي تبلغ مساحتها المنزرعة 480 الف فدان. وتتنوع بالحاصلات الزراعية والخضر والفاكهة إلا أن المزارعين البسطاء بالمحافظة لا يجدون اهتماماً سواء من وزارة الزراعة أو البنوك الزراعية حيث يواجه المزارع البسيط حتي الآن تلاعباً في توزيع الاسمدة المدعمة من الدولة من جهة. ومن جهة أخري هناك عدد كبير من المزارعين مهددون بالسجن بسبب القروض الزراعية. يقول أحمد حسانين أحد المزارعين ببلدة اتليرم بأبوقرقاص ان هناك عدداً كبيراً يصل لأكثر من الفي مزارع بسيط بقريتي السرو وماكين بمركز ابوقرقاص مهددون بالسجن بسبب القروض الزراعية. ويرجع ذلك الي سياسة البنوك الزراعية المتعسفة ضد الفلاح والمزارع البسيط برغم ان اساس عمل هذه البنوك هو أداء خدمة للفلاح البسيط وتسهيل مأموريته من خلال قروض ميسرة. ولكن يحدث العكس فهناك عدد كبير من المزارعين قاموا باقتراض قروض استثمارية من بنوك التنمية والائتمان الزراعي بفائدة تزيد علي البنوك العادية. وأكد المهندس يوسف عبداللطيف أحد المزارعين قائلاً: لابد ان تدعم الدولة المزارعين لأنهم هم عصب الاقتصاد المصري والفلاح البسيط لا يستطيع الحصول علي الاسمدة المدعمة بسبب إهمال العاملين بوزارة الزراعة. وكمان خراب بيوت لهم بسبب القروض من البنوك الزراعية بدلاً من ان تكون قروضا ميسرة تتماشي مع المزارع المصري ولكن هناك مشاكل عديدة يواجهها المزارع وهي مطالبة البنك برسوم إدارية كل 3 شهور تصل الي 36 جنيهاً بخلاف الرسوم الإدارية والفائدة المركبة للقروض. هذا بخلاف غرامات التأخير التي تقع علي المزارعين حيث يتعثر في السداد وهذا لا يتماشي مع المزارعين. أكد ان القطاع الزراعي يحتاج الي نهضة شاملة بقروض علي هامش الربح والمزارع يتعرض أثناء زراعته الي كوارث سواء اثناء التسويق أو كوارث اثناء زراعته للمحصول الأمر الذي يفرض علي الدولة تيسير له قرض ميسر. أكد انه في السنة الماضية واجه المزارع انخفاضا في القيمة للمحاصيل وصلت الي 50% من سعرها لهذه الأسباب. أكد حسن زكي مفتاح مزارع ورئيس المجلس المحلي بقرية نزلة عبيد ان الجميع سواء مزارع كبير أو صغير يعانون من قروض بنك التنمية حيث ان الفائدة تصل من 13% الي 25% في القروض الاستثمارية للمزارعين. كما ان هناك قروضاً أخري لمدة سنة المفروض وهي قروض بسيطة علي مدار سنة تصل الفائدة بها من 5% الي 14% اذا تأخر يوم واحد عن الميعاد المحدد للسداد. وهناك حالة توفي صاحبها وكان عنده 3 قراريط وعمل قرضا ب3 آلاف جنيه وتوفي والبنك طالب الورثة بمبلغ 9 آلاف جنيه بسبب الفوائد المركبة والمصاريف الإدارية والتي فرضها البنك. أضاف مفتاح : ان مكاسب المزارع البسيط تضيع بسبب شرائه للأسمدة من السوق السوداء وبسبب الفوائد المركبة من البنوك الزراعية.