بعد ساعات من نشر قصتها ب "المساء" في باب ".. وتستمر الحياة" أصدرت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي توجيهاتها ببحث حالة سميحة إبراهيم مسعود "خنساء مصر الجديدة" التي بعث بحكايتها لنا القارئ الصديق "محمد عبدالكريم إمام" وتساءل فيها: كيف تغفل الدولة عن تكريم مثل هذه السيدة رغم ما نزل به من ابتلاءات وما قدمته للوطن من شهداء؟! وما هي سوي أيام حتي تلقت أسرة الخنساء اتصالا من الوزارة تزف لهم البشري بفوز ماما سميحة بلقب الأم المثالية لهذا العام عن مصر الجديدة وانها مدعوة ظهر يوم الخميس المقبل لاستلام جائزة التكريم في احتفالية كبري تقيمها "التضامن الاجتماعي" بديوان عام الوزارة. تحدثت ماما سميحة 76 سنة ل "المساء" معربة عن خالص امتنانها لكل من يرشحوها لهذه الجائزة وفي مقدمتهم صديق العائلة الكابتن "إمام" وتري أن تكريم الدولة لها في عيد الأم هو أرفع وسام تحصل عليه في حياتها بعد سلسلة الجوائز التي حصدتها من العديد من دول العالم تقديرا لها كفنانة تشكيلية تجيد الرسم بالخيوط.. مضيفة إلي أن كل ما نزل بها من مصائب حين فقدت أربعة من أبنائها الثمانية لم يزدها سوي إيمان بالله وقدرة علي الإبحار في دنيا الثقافة الدينية لتخرج من تحت يديها أروع المؤلفات منها "قصة الخلق".. و"الرسالات السماوية". وبروح تغمرها السعادة التقطت الابنة "نجلاء محيي الدين أبوزيد" المكالمة لتشير إلي الكتاب الجديد التي تعكف عليه الآن "ست الحبايب" ويتصل بتاريخ الحضارات مشيرة إلي أنه رغم الضعف الشديد الذي أصاب عينيها تحت وطأة الصدمات المتتالية التي تعرضت لها في السنوات الخمس الأخيرة إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة عشقها للقراءة والبحث فاستعانت بمن يقرأ لها.. ومن يكتب لها.. بارك الله لنا فيها.. وشكرا لكم. وقصة خنساء مصر الجديدة تناولناها بالنشر في 25 فبراير الماضي فهي فنانة تشكيلية تزوجت من رجل عظيم من رجال القوات المسلحة الأجلاء وأنجبت منه ثمانية أبناء واستطاعا معا تنشئتهم التنشئة السليمة. وأخذ يروي صديق العائلة الكابتن "إمام" في رسالته عنها كيف انها ورغم تميزها في دنيا الفنون الجميلة اعتذرت عن السفر لفرنسا لتسلم جائزة لانشغالها في امتحانات الأبناء..؟!.. وكيف أنها وبهذه الروح صار لديها أربعة ضباط. ثلاثة بالشرطة والرابع بالقوات المسلحة أما الابن الخامس فاختار كلية الزراعة والبنات الثلاث فضلن كلية "التجارة"..؟! ولأن دوام الحال من المحال رحل الأب والزوج وشريك العمر تاركا فراغا موحشا في حياتها وحياة أبنائه وقبل أن تفيق من صدمة رحيله اختطف الموت منها أصغر أبنائها "منتصر" إثر حادث أليم وفي أقل من ثمانية أشهر كانت تتلقي نبأ وفاة ابنها الأوسط مقدم الشرطة "مؤمن" بعد صراع قصير مع السرطان. هنا ظنت الأم الثكلي انها ستحصل علي هدنة من تلك الأحزان المفجعة لكن هيهات فبعد ستة أشهر من رحيل "مؤمن" تعرض ولدها الثالث العقيد "أبوزيد" لأزمة أثناء تواجده في عمله بمديرية أمن السويس ليفقد علي اثرها حياته. وبصبر وإيمان وتسليم كامل بقضاء الله وقدره تركت ماما "سميحة" الريشة والخيوط واستغرقت في كتاباتها الايمانية لتقدم للمكتبة الإسلامية وتحت إشراف الأزهر الشريف عدة مؤلفات.. ومن عامين اكتمل رباعي الأحزان في حياتها بوفاة ابنتها "هناء" بعد صراع أيضا مع المرض الخطير "السرطان" فلم يزدها ذلك سوي تقرب من الله واحتسابا. وبعد ألا تستحق منا خنساء مصر الجديدة كل التكريم والتوقير..؟.. فهنيئا لها لقب الأم المثالية التي لا تشك أنها ستضيف إليه الكثير بصبرها الجميل وعشقها الحقيقي للوطن..؟!