كيف يكون قتلا ويكون رحيما في الوقت نفسه؟ القتل جريمة حرمتها الأديان السماوية كلها. أما صفة "الرحيم" فهي من صفات الله عز وجل. فكيف نصف القتل ب "الرحيم"؟! والفكرة تتلخص في وضع نهاية لحياة المرضي والمسنين الميؤوسين من حالهم. عن طريق وقف العلاج أو إعطاء جرعة زائدة من العقاقير التي تعجل بالوفاة. وهناك بعض الدول الأوروبية تطبق بالفعل ما يسمي بالقتل أو الموت الرحيم. مثل هولندا منذ 2001 وبلجيكا منذ 2002 ولوكسمبورج منذ 2009 والولايات المتحدةالأمريكية التي تسمح بعملية الانتحار الطبي منذ 1997 وكذلك في سويسرا. وتحاول فرنسا إصدار تشريع بهذا الخصوص لكنها مازالت مترددة في تنفيذ هذا القانون وتحاول تركه. إما للمريض نفسه أو لأهله. مثل هذه القوانين. تعد تدخلا سافراً في المقدرات الالهية. وقيام المخلوق بوظيفة الخالق. فالمرض مهما كانت صعوبته وشدته. فهو ابتلاء من الخالق. يختبر به قوة وإيمان وصبر المخلوق المبتلي. فكلنا في هذه الدنيا في محل اختبار. وكل إنسان وحسب ورقة الأسئلة التي تأتي له. يقول تعالي : "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذي إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون". النقطة الثانية. هل يقوم أهل المريض أو المستشفي باتخاذ قرار قتله؟! أم يتركون للمريض القرار النهائي؟ بالتأكيد يرجعون للمريض في اتخاذ القرار. وهنا ندخل في قصة أخري. ألا وهي "الانتحار" فهو بذلك ينهي حياته بنفسه. متحديا إرادة الله في خلقه وإبتلائه. وعقوبة الانتحار كما وردت في عدة أحاديث. هي الخلود في النار. مع تنفيذ نفس طريقة الانتحار. فمن قتل نفسه بالسم. يظل يشرب سما. ومن قتل نفسه بحديدة. يظل يقتل نفسه بها في النار. أما الصلاة علي المنتحر. فقد امتنع النبي محمد عن الصلاة علي المنتحر لكنه ترك للاخرين حرية الصلاة عليه. كذلك الكنيسة تحرم الصلاة علي المنتحر. فكيف يكون هذا "القتل" رحيماً!! عندما انتحر الممثل الكوميدي الأمريكي الشهير روبين وليامز. دارت مناقشات واسعة علي شبكات التواصل الاجتماعي. وانقسم الرواد إلي من يدعو له بالمغفرة. ومن يكفره. أما أنا فلم يكن يعنيني تحديد مصير الرجل هل هو في الجنة أم النار. فهذه ليست شغلتي. أما الذي شغلني وتحدثت فيه. هو كون الرجل شخصية عامة. لها حضور قوي في نفوس ملايين المشاهدين حول العالم. وكان صانع البسمة لهم. لذلك لم استبعد أبدا أن يحذو حذوه الكثيرين. فالإنسان عندما يتحول إلي أيقونة اجتماعية. لا يكون مسئولاً فقط عن تصرفاته الشخصية. ولكن يكون مسئولاً اجتماعياً كذلك. "وفي السماء رزقكم وما توعدون" صدق الله العظيم