أقصر معراج لله كلمة "لا" لجميع الأشياء سوي الله منا من "ينطق"" لا منا من "يحيا" لا منا من لا شيء البتة غير الله تلك هي الإشارة التي يتكيء عليها زميلنا محمد هزاع نائب رئيس التحرير في كتابه المرجعي "العشق علي طريقتي.. بين الدين المنزل المبدل" ليكشف لنا حقائق متعددة في عالم الكون والوجود والصلة بالله. لا لتكون القاعدة في هذه الحقائق تمرداً وتجاوزا وإنما حالة من التفهم والتلاقي والاستيعاب والإدراك الحسي والمعنوي لحقيقة وجودنا والهدف منه. يحتوي الكتاب الذي جاء في طبعة فاخرة من القطع الكبير في 500 صفحة علي قنبلة. فعلا قنبلة. ربما يراها بعض المتشددين والمتحزلقين نوعا من الافتئات أو المنظرة أو ربما يراها بعض المثقفين نوعا من التنظير لا تسمن ولا تغني من جوع. لكنه في رأي كل الذين ينظرون الي الحياة بطعم التأمل للذات والآخر حجر ألقاه محمد هزاع في مياهنا الدينية الآسنة وفي بركنا ومستنقعاتنا الحياتية الراكدة. ليحركها ويزيل من سطحها ما يخفي جوهرها الحقيقي. إنه جوهر الدين الذين يريدنا محمد هزاع ان نراه جيداً بعين الحقيقة الثابتة وبعين اليقين المطلق. ورغم أنها أشياء لا طاقة لنا بها إذ لا اتفاق علي حقيقة الكون سوي الحقيقة الواحدة وهي الموت وما عداها إيهام بالحقيقة. يطرح محمد هزاع تساؤلاته ويشهر في وجوهنا سلاح التأمل ليري لنا ما لا نراه ويضع أيدينا علي ما يجب أن نتمسك به وهو "لا" مبني ومعني. لنخرج من حالة الاستسلام للأشياء. تلك الحالة الاعتيادية التي تتحول حياتنا معها إلي مجرد عادة. إلي حالة من التفكير والتأمل. إنها الغاية التي خلقنا الله من أجلها. ويبقي الله في دين محمد هزاع هو الحقيقة الوحيدة في الوجود ومعها نقول نعم وما عداها نقول لا. بمعناها الايجابي الذي يرفض التبعية ويرفض العبثية ويرفض الجبر ويرفض القهر ويرفض الالزام حتي في الدين. إذ لم يخلق ا لدين لتعذيبنا أو لقهرنا وإنما خلق لمتعتنا الروحية والجسدية كنوع من الالتزام وليس الإلزام. وهي الحقيقة التي لا يفهمها معظم الخلق. ليس في الاسلام وحده. وإنما في كل الأديان. وطوبي لكم أيها المتأملون التابعون لدين محمد هزاع.