عاشت منطقة وسط القاهرة يوماً دامياً عقب تفجير عبوة ناسفة بجوار دار القضاء العالي مما أصاب السكان والمترددين علي المنطقة بحالة من الفزع. خاصة أن الجاني اختار توقيتاً مزدحماً لضمان حدوث أكبر قدر من الضحايا. شاء حظ الإرهابي العاثر أن الكاميرات صورت الواقعة بشكل كامل وحددت ملامح المتهم الذي أصبح القبض عليه مسألة وقت. كلف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية اللواء سيد شفيق مساعد الوزير للأمن العام واللواء خالد ثروت مساعد الوزير لجمع المعلومات والتحريات اللازمة عن الإرهابي الذي قام بوضع العبوة التفجيرية أسفل إحدي السيارات في محيط دار القضاء العالي بوسط العاصمة والتي أدي انفجارها إلي إصابة 3 ضباط و3 مجندين و4 مواطنين. أكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي صادر عن مركز الإعلام الأمني بالوزارة أن عملاً إرهابياً وقع بمحيط دار القضاء العالي إثر انفجار عبوة ناسفة وضعت أسفل إحدي السيارات مما أدي إلي إصابة ثلاثة ضباط وثلاثة مجندين و4 مواطنين بينهم سائق النائب العام وأشار البيان إلي أنه تم عمل كردون أمني في محيط موقع الحادث وقامت أجهزة المفرقعات بتمشيط المنطقة بالكامل وقام رجال المعمل الجنائي بجمع مخلفات الانفجار ورصد ما تعرضت له المركبات الموجودة من آثار نتيجة الحادث. صرح مصدر أمني رفيع المستوي أنه تم فحص محتويات بعض الكاميرات المثبتة بمحيط دار القضاء العالي وبعض المحلات في شارع 26 يوليو وتبين من خلال عمليات الفحص تواجد شخص في وقت قبل وقوع الحادث اقترب من السيارة التي وضعت تحتها العبوة الناسفة وكان ذلك من اتجاه محطة مترو جمال عبدالناصر وعقب انصرافه وقع الحادث الإجرامي. أشار المصدر أن الإرهابي الذي زرع العبوة وضعها علي بعد أمتار من الباب الرئيسي لدار القضاء العالي وفي مكان قريب من نافذة غرفة النائب العام وأنه اختار توقيتاً تكون فيه كثافة في تحركات المواطنين ورجال القضاء في هذه المنطقة بالإضافة إلي تواجد عدد كبير من السيارات في الانتظار ولذا فإن الحادث تسبب في إحداث أضرار في 8 سيارات بالإضافة إلي السيارة التي وضعت العبوة أسفلها والتي تكاد أن تكون تدمرت بالكامل. أوضح المصدر أن عناصر الإدارة العامة للحماية المدنية وخبراء المفرقعات هرعوا إلي مكان الحادث فوراً وقاموا بعمل كردون أمني وإغلاق شارعي رمسيس و26 يوليو حتي تم تمشيط المنطقة بواسطة المعدات الحديثة للكشف عن المفرقعات والعبوات الناسفة وكذا الكلاب البوليسية المدربة وعقب تعقيم المنطقة بالكامل ورفع آثار الحادث تم إعادة الحياة للشارعين ولم يستغرق ذلك طويلاً. أشار المصدر إلي أنه تم نقل المصابين من رجال الشرطة وهم النقيب أحمد فوزي رضوان والذي أصيب إصابة خطيرة في الرأس والرائد حاتم عفيفي مصاب بكدمات وجروح والنقيب كريم يسري المصاب بكدمات وشظايا في الجسد والمجندون أحمد نوار ومحمد السيد وعبدالرحيم محمود إلي مستشفي الشرطة بالعجوزة ووجه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية لهم وأجري اتصالاً برئيس قطاع الخدمات الطبية للاطمئنان علي حالاتهم. قال المصدر الأمني إن تلك العناصر الإجرامية وضعت أمس أيضاً عبوة ناسفة بجوار محكمة مجلس الدولة وكشفها حارس الأمن الإداري وقام بإبلاغ رجال الشرطة الذين توجهوا علي الفور إلي محيط مجلس الدولة وقاموا بإبطال مفعولها. علي جانب آخر قامت القوات المسلحة بالدفع بعدد من الطائرات المروحية التي طافت محيط وسط العاصمة لمباشرة الإجراءات التي اتخذت بعد الحادث وأيضاً متابعة الحالة المرورية والتنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية لإعادة الحياة إلي طبيعتها في هذه المنطقة التي يؤثر التكدس المروري بها علي جميع أنحاء مصر