أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الرأي العام في مصر استوعب الدرس.. وفهم ما يحاك ضد بلاده.. وقال في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" الدولية في طبعتها السعودية إنه لا يمكن لأحد التلاعب بالرأي العام المصري الآن.. ولك أن تسأل المواطن العادي البسيط الغاضب من كل ما فعله الإخوان بالبلاد. هناك بالفعل حالة غضب وآلام مصرية من "الإخوان".. وأضاف: علي أي حال منذ 30 يونيو وحتي اليوم الوضع العام المصري يتحسن يوماً بعد يوم. ورداً علي سؤال حول رؤيته لوضع "الجماعة" بعد كل التحولات التي مرت بها مصر والمنطقة. وهل يمكن عودتها للمشهد السياسي مرة أخري.. قال الرئيس السيسي: "هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصري وللرأي العام وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فوراً". ورداً علي سؤال يقول: "هل تضغط عليكم جهات غربية لعودة الإخوان".. قال الرئيس: مرة أخري لابد أن يعلم الجميع أنه وبعد ثورتين عظيمتين قام بهما المصريون. من الصعب أن يحدث مثل هذا الضغط علي دولة مستقلة مثل مصر. مع التأكيد علي أن مصرتدفع ثمناً غالياً نتيجة رفضها للتدخلات الخارجية. وعن رؤيته لمستقبل المنطقة العربية قال الرئيس السيسي: "المنطقة العربية في خطر وفي أضعف حالاتها.. والجسد العربي مثقل بالجراح. والرصد للواقع غير دقيق للأسف. وأتمني أن تعود كل الدول العربية لما كانت عليه من قوة تُزيد رصيدَ الصلابة للجسد العربي.. أتمني أن يعود اليمن والعراق وليبيا وسوريا وكل الدول كي نشكل حلقة جديدة من العمل والتعاون العربي المشترك". وعن علاقات الرياض مع القاهرة.. قال الرئيس السيسي: "نحن في مصر نؤمن أن العلاقة بين مصر والسعودية علاقة استراتيجية بامتياز. وهي ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. والمسئولون في البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر والمتفق عليه منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. الذي أدرك بحسه الاستراتيجي أهمية وضرورة دعم هذا التوجه. وقد سار علي الدرب كل أبناء الملك بنفس الحرص والرغبة والقدرة علي التنفيذ المخلص والأمين وبما يحافظ علي هذه العلاقة الممتدة عبر السنين". وعن العلاقة مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز.. قال الرئيس السيسي: "اننا ننظر دون شك للعلاقة مع العاهل السعودي. نظرة تحمل كل تقدير واحترام. ولن تنسي له مصر مواقفه المشرفة منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي. ومواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر 1973. وسنكون حريصين كل الحرص علي استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع الملك سلمان". أضاف: "أستطيع أن أؤكد أننا سنعمل ليس للحفاظ علي العلاقات فقط. وإنما لتطويرها مع تنفيذ كل الالتزامات أمام شعوبنا. بما يتسق ويتناسب مع المسئولية التي نتحملها. نظرا للمخاطر الحقيقية التي تهدد الوطن العربي. ونظرا لكل ما يحاك ضدنا وما يحدث من حولنا. يجعلني أقول دائما يجب أن نعمل معا حتي نحافظ علي بلادنا وشعوبها". وعن زيارته اليوم للسعودية. وما الذي سيتم مناقشته مع الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض.. قال الرئيس السيسي: "ستكون لدينا مباحثات مهمة وبناءة. سوف نتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها. سنناقش أيضا التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب". ورداً علي سؤال: "في ظل العلاقة المتوترة بين دول الخليج العربي وإيران. كيف تنظرون لعلاقتكم مع طهران" قال السيسي: "لدينا 4 عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج.. الأول: أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج. والثاني: أمن الخليج خط أحمر. والمحور الثالث: مسافة السكة" التي تحدثت عنها سابقا.. أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة". أضاف: "تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت. وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية. فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلي حماية دولنا وأمننا القومي وليست موجهة ضد أحد". وفي سؤال هل "مسافة السكة" مازالت نفس المسافة السابقة قال الرئيس السيسي: أكيد ولماذا تتغير وخلي بالك عندما قلنا إن الأشقاء وقفوا معنا في الأزمة التي مرت بمصر. فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك. ولن يتغير شيء في الأمر لا اليوم ولا غدا". وحول كيفية القضاء علي تنظيم "داعش" قال الرئيس السيسي: "الإجابة عن هذا السؤال تكون من خلال وحدتنا. والتي أعتبرها أول خطوة علي طريق القضاء علي الإرهاب. والوحدة هنا بمعني التنسيق والتعاون الشامل في كل المجالات. لأنني أري أن الخطة الأمنية والسياسية لا يمكن اختزالها في عمل عسكري وأمني فقط. وإنما الدفع بإجراءات موحدة وقوية تمثل أيضا عملا رادعا في المنطقة". أضاف: "لدينا القدرة علي تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين".. وقال: "لابد من التحرك الجماعي وأعني دورا عربيا مشتركا ولا يقتصر علي الدور السعودي والمصري والإماراتي كل علي حدة. لا أنا شخصيا. ولا مصر نبحث عن دور وإنما عن حالة عربية قوية لمواجهة المخاطر والتحديات".. وأضاف: الرئيس السيسي نحن نتشاور مع أشقائنا بشأنها وهي قوة عربية مشتركة". وحول المصالحة مع قطر.. قال الرئيس السيسي: "أنا أسألك : قدم لي تصريحا رسميا واحدا صدر منا فيه إساءة ضد أي من الدولتين. قطروتركيا. بكل تأكيد لن تجد تصريحا سلبيا واحدا". ورداً علي سؤال "الدوحة تلوم مصر بأن إعلامها يهاجمها بضراوة. قال الرئيس السيسي: "الإعلام في مصر لديه هامش من الحرية. وبعد الثورة ارتفع هامش الحرية كثيرا. إلي حد أن البعض يظن أن الإعلام موجه لتأييد النظام. مما يتسبب في حرج للدولة المصرية. لأن هناك من يحسب الآراء علينا كجهات رسمية. ولكن في الحقيقة هذه الآراء تعكس غضب وتوجهات الشعب المصري والرأي العام". ورداً علي سؤال: "ما الذي بقي من المصالحة مع قطر".. قال الرئيس السيسي: "كنا. ومازلنا. ملتزمين باتفاق الرياض. وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير". ورداً علي سؤال: "ماذا تريدون من قطر" قال الرئيس السيسي: نحن نريد أم هم نحن لا نريد شيئا.. هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر. ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد. والسؤال: من المستفيد من دعم سقوط مصر ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله سوف تدخل المنطقة في صراع لن يقل عن 50 عاما". وبشأن التصريحات التركية الرسمية ضد الدولة المصرية.. قال الرئيس السيسي: "هيبة الدول بقدرتها وقوتها. أما التلاسن والإساءة للآخرين والشعوب فليسا من قيم وشيم الدول القوية.. نحن نتحدث عن علاقة مع شعبين سواء قطر أو تركيا. ونحن نؤمن بأن البقاء للعلاقات بين الشعوب. أما الإساءات والتلاسن فنحن في مصر قد تجاوزناها في علاقاتنا مع الآخرين. ومن يسيء للآخرين فهو يعبر عن نفسه ولن يقلل هذا من قدرنا وقيمتنا". وعن اعتقاده بأن هناك وسائل إعلام تستهدف الدولة المصرية وعما اذا كان يري ان المنطقة العربية أصلا مستهدفة أم لا.. قال السيسي إن الركائز التي تستند إليها المنطقة العربية مستهدفة والقارئ والمواطن العربي يعرف ذلك. وحول سد النهضة وكيفية رؤية انفراج الأزمة في ظل الإصرار الإثيوبي علي ذات الموقف.. قال الرئيس السيسي "لقد أوضحنا للإخوة في إثيوبيا موقفنا. وأكدنا الحفاظ علي حقوق الدولة المصرية. وكذلك احترامنا لحقهم في التنمية. وهناك تفهم مشترك ونقوم من خلال التشاور الدائم وصولا إلي تحويل التفاهم إلي صيغة ملزمة للطرفين.. نحن نسير علي الطريق الصحيح وقد شجع الجميع بما في ذلك الأشقاء العرب والأصدقاء هذا الحوار الإيجابي مع إثيوبيا".