تلقت المرأة المصرية صدمة شديدة بعد أن كشف فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة أن الاقبال ضعيف جداً من السيدات علي المشاركة في معركة المقاعد الفردية والاكتفاء فقط بالنزول علي قوائم الأحزاب.. الأمر الذي أثار مخاوف من أن تكون نسبة تواجد المرأة في البرلمان القادم محدودة وهزيلة مثل كل البرلمانات السابقة وكأن اندلاع ثورتين شاركت فيهما المرأة بفعالية شديدة لم تنجح في تغيير الأوضاع إلي الأفضل. عدد من القيادات والكوادر النسائية أكدن أن ظهور فلول الحزب الوطني وعلي رأسهم أحمد عز وزوجته شاهيناز النجار بالإضافة إلي ارتفاع رسوم الكشف الطبي والتقدم للانتخابات بصورة كبيرة أصاب المرأة بالاحباط وجعلها تعزف عن المنافسة علي المقاعد الفردية. تقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن هناك عدة أسباب وراء هذا العزوف الذي كان متوقعاً أولها عدم استقلالية لمرأة من الناحية المالية وبالتالي عدم توفر الامكانيات لتغطية تكاليف الحملة الانتخابية ورسوم الكشف الطبي وغيرها من الأمور المرتبطة بعملية الترشح. أكدت أن هذا العزوف يعد خطراً كبيراً علي حق النساء في المرحلة القادمة في صنع القرار السياسي مشيرة إلي أنه كان يجب اتخاذ عدد من الإجراءات التي تشجِّع المرأة علي خوض الانتخابات مثل الإعفاء من الرسوم الباهظة التي تصل إلي عدة آلاف من الجنيهات. أكدت ضرورة التركيز علي إبراز دور الشخصيات النسائية في عملية التنمية في مصر مثل نبوية موسي رائدة التعليم وسميرة موسي عالمة الذرة والأميرة فاطمة التي تبرعت بأرضها لإقامة جامعة القاهرة وهدي شعراوي وغيرهن كثيرات. أضافت الدكتورة سامية أن علي الجمعيات النسائية أن تقف وراء المرشحات خلال الانتخابات القادمة وتسعي لدعمهن سواء مادياً أو معنوياً وذلك لضمان نجاح أكبر عدد ممكن منهن. أين الدعم؟! تري الدكتورة زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية وخبيرة التنمية لشئون قضايا المرأة: إنه لا يوجد أي دعم فعلي وكاف للسيدات المرشحات مشيرة إلي أن المنافسة الانتخابية تتطلب مبالغ طائلة نظراً لاتساع الدوائر الانتخابية ومصروفات الدعاية ولذلك يعزف العديد من السيدات لمواجهة الانتخابات!! أضافت الدكتورة زينب أن المؤسسات التي أعلنت عن دعمها للسيدات اللاتي يتقدمن للانتخابات لم تقدم أي دعم حقيقي واكتفت بالأقوال فقط دون الأفعال بالإضافة إلي أن واقع المرأة المصرية لم يتغير رغم حدوث ثورتين. ظهور الفلول تكشف مني أبو هشيمة رئيس جمعية زهرة المدائن بالعياط: عن أسباب تراجع المرأة عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة رغم كل الجهود التي بذلتها الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني للتشجيع ودعم المرشحات. قالت إن ظهور فلول الحزب الوطني مرة أخري علي الساحة السياسية وتقدمهم للترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة أصاب المجتمع ككل والنساء بصفة خاصة بالإحباط والخوف من أن يكون البرلمان القادم صورة من برلمان 2010 الذي كان أحد الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير. كشفت "أبوهشيمة" عن أنها تلقت هي وزميلة لها رائدة في العمل الاجتماعي عرضاً من إحدي فلول الحزب الوطني المنحل بالترشح في الانتخابات وتعهد لها بتحمل نفقات الدعاية الانتخابية. أكدت أنها رفضت هي وزميلتها هذا العرض حتي لا يطالبها أحد بعد ذلك بدفع فاتورة المقعد البرلماني. أشارت إلي أنها فضلت النزول علي قائمة حزب العدالة الاجتماعية الذي يرأسه النائب السابق د.جمال زهران. أكدت أن كل ما أعلن عنه من جانب بعض الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني لإعداد دورات تدريبية للسيدات المرشحات لم يكن سوي "شو إعلامي" فقط. الجماعة الإرهابية السبب تري الدكتورة ماجدة سليمان مدير مشروع التنمية المجتمعية لمؤسسة قضايا المرأة: إن ما حدث من أعمال إرهابية خلال الأسابيع الماضية أصاب السيدات بالإحباط وعدم الرغبة في المشاركة في العملية السياسية.. كما أن الأحزاب أيضاً انشغلت بقضايا التحالفات السياسية وفشلت في جذب السيدات إليها. حذرت من حدوث عزوف من الناخبين أيضاً خلال الانتخابات البرلمانية القادمة نظراً لأن الوجوه المتقدمة للحصول علي مقاعد البرلمان هي نفسها الوجوه التي فازت في برلمان 2010 وأنهم يسعون لكسب الأصوات عن طريق توزيع البطاطين والمواد الغذائية علي الفقراء والغلابة مقابل شراء أصواتهم. تري المحامية فاطمة حسب الله رئيس رابطة المحاميات بالقاهرة: إن العامل المادي السبب وراء عزوف السيدات عن الترشح حيث إن تكاليف الكشف الطبي تصل إلي أكثر من 4 آلاف جنيه مما يدفع السيدات عن العزوف عن المشاركة والاكتفاء بالنزول علي قوائم الأحزاب بدعم من هذه الأحزاب. أشارت إلي أن هناك العديد من الأزواج يرفضون السماح لزوجاتهن بدخول الانتخابات رغم ما يتمتعن به من كفاءة وحب الناس. أشارت إلي أن السيدات العاملات في الجمعيات النسائية يتولين المناصب القيادية منذ سنوات طويلة دون أن تظهر أي وجوه جديدة كما أن هذه القيادات النسائية يرفضن النزول في الانتخابات وتفضل التوجيه من خلف ستار!! تقول المحامية رابحة فتحي رئيسة جمعية الحقوقيات المصريات: إنه لابدأن تكون المرأة المصرية هي قاطرة النهضة والتنمية في المرحلة القادمة مشيرة إلي ضرورة اتخاذ إجراءات عديدة لإشراك المرأة في المناصب القيادية مشيرة إلي أن الظروف الحالية لا تسمح للمرأة بدخول الانتخابات. أكدت ضرورة اللجوء إلي التعيين في المرحلة الحالية حتي يتغير المجتمع تغيراً حقيقياً يسمح للمرأة للتنافس في معركة انتخابية. فرز المرشحات أما الدكتورة هدي بدران رئيسة اتحاد نساء مصر فتري أن التحالفات الحزبية الحالية تقوم بدور قوي وموضوعي وعلمي تجاه العناصر النسائية التي انضمت إلي قوائم هذه الأحزاب وأن المصريين قادرون علي فرز الكوادر التي تمثلهم في البرلمان القادم. تقول نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة: لا نستطيع حتي الآن حسم أعداد السيدات المرشحات للبرلمان القادم إلا بعد أن يتم الرعلان عن ذلك من خلال اللجنة العليا للانتخابات. أعربت عن ثقتها بأن أعداداً كبيرة من المرشحات تخوض الانتخابات سواء علي القوائم أو علي المقاعد الفردية المستقلة. تختلف معها المحامية مروة محمد رشدي: قائلة إن المجتمع الذكوري وراء تراجع السيدات عن الترشح أيضاً بالرغم من مشاركتها في جميع الاستحقاقات الخاصة بمصر الجديدة. مع السيدات نهال أحمد بكالوريوس زراعة جامعة القاهرة: حتي الآن لم تظهر أي بوادر عن ترشح السيدات في الدوائر المستقلة.. ولكن القوائم هي التي ضمت السيدات فقط.. وسيصبح الاعتماد بوجه عام علي ترشح السيدات من خلال القائمة فقط. تضيف مريم عبدالمسيح موظفة بالشهر العقاري: إن هناك سيدات بدأن يظهرن في بعض الدوائر المستقلة من أهم هذه السيدات شاهيناز النجار في دائرة مصر القديمة.. وهذه السيدة تخوض الانتخابات بواسطة المال السياسي فهي تقوم بتجهيز عرائس بعض الفتيات في المناطق العشوائية اللاتي يقطن هذه المناطق وبذلك تستطيع أن تحصل علي أصوات هؤلاء من خلال دعايتها بدفع الأموال!! تضيف سنية عاشور ربة منزل: نحن شاركنا أنا وأولادي وزوجي وأقاربي في الاستفتاء علي الدستور وأيضاً في انتخابات رئيس الجمهورية بدائرة الساحل وحتي الان لا نعرف شيئاً. ولم تظهر الصورة بعد في انتخابات البرلمان.