قلنا ونقول ان التظاهر والاعتصام حق مشروع لأي مواطن يتعرض لظلم أو يشعر بأنه مظلوم.. وله أن يعبر عن غضبته من هذا الظلم ويطالب برفعه عنه بكل الطرق القانونية والحضارية. لكن.. ليس من حقه أبدا أن يستخدم هذا الحق استخداما خاطئا أو يستغل ظروف البلد لفرض الأمر الواقع أو لي ذراع الحكومة أو تحقيق منفعة لنفسه بها ضرر للجموع. *** منذ عامين.. صدر القانون 70 لسنة 2009 والذي يمنع تداول الطيور الحية بين المحافظات حفاظا علي حياة الناس بعد انتشار ثم توطن أنفلونزا الطيور التي حصدت ومازالت تحصد أرواح الغلابة. وقتها.. لم يستطع أحد أن يفتح فمه.. الكل تقبل القانون وان سعي البعض للالتفاف حوله تارة واختراقه تارة أخري معرضا نفسه للمساءلة والمحاكمة. ثم قامت ثورة يناير.. ورغم عظمتها وسمو أهدافها.. فقد استغلها الكثيرون أسوأ استغلال وفهمها الكثيرون أيضا خطأ.. فأصبحنا زي العجب العجاب. كل من هب ودب أصبح له مطالب أو أطماع ويحاول الايهام بأنه كان مظلوما ومضطهدا.. فيتظاهر ويعتصم ويقطع الطرق!! من هذا العجب العجاب ما رأيناه منذ أيام من تجمهر المئات من تجار الطيور الحية وأصحاب المزارع بسيارات نصف نقل عليها "أقفاص فراخ" فارغة أمام ماسبيرو ويقطعون الطريق علي الرائح والغادي مطالبين بإلغاء القانون 70 وعودة التعامل بصورة طبيعية في سوق الطيور بحجة ان أنفلونزا الطيور مجرد ادعاءات!! هؤلاء لهم مطالب وهذا حقهم. ويجب علي الحكومة بحثها وهذا حقهم أيضا.. لكن ليس من حقهم أبدا قطع الطريق وتعطيل مصالح الناس والتشاجر مع من يطالبهم بفتح الطرق. ما يفعله هؤلاء وأمثالهم ليس من حقوق الانسان في شيء.. بل البلطجة والفوضي. عموما.. فإن العيب ليس فيهم ولا في المتظاهرين والمعتصمين هنا أو هناك سواء كان لهم حق أم لا.. العيب في الحكومة المتقاعسة عن الحل أو المتخاذلة والمتباطئة في كل شيء.. وكما يقول المثل "حد يلاقي دلع وما يدلعش؟". *** المفروض أن تبحث الحكومة مشاكل المتظاهرين والمعتصمين وبسرعة.. ومن له حق فليأخذه ومن كان علي باطل فلا يستجاب له ويضرب دماغه في قاعدة الهرم الأكبر. يجب وضع حد لهذه التظاهرات والاعتصامات والتي تحولت فعلا إلي فوضي تسيء إلينا كدولة وشعب وثورة. *** وأقول للصديق عصام شرف: احذر من يحاول حبسك داخل شرنقة بعيدا عن الشعب.. يجب أن تسمع أنات الناس ومشاكلهم وأن تبحثها وتحلها حلا ثوريا.. وأن تستمع أيضا لمن ليس له حق وتثبت له انه علي باطل. المهم أن تستمع للجميع وتتخذ موقفا يرضي الله والضمير. ان البعض يحاول عزلك عن الجماهير بإجراءات أمنية تارة ولجان تارة أخري ومستشارين تارة ثالثة.. وكل هذا ليس في الصالح العام. يا دكتور شرف.. انت رجل محترم وهادئ ومسالم.. لكن المسئولية تفرض عليك أن يكون لك أنياب ومخالب أحيانا. والله الموفق