خيم الحزن علي أهالي الصيادين المختطفين في ليبيا خاصة بعد المذبحة البشعة لتي راح ضحيتها 21 مصرياً بليبيا. عاشت "المساء" يوماً كاملاً مع الأهالي قرية برج مغيزل مركز مطوبس لمواساتهم في الحادث المأسوي الذي تعرض له 21 صياداً بعد اختطافهم منذ أيام علي يد جماعة "فجر ليبيا" أثناء عودتهم إلي مصر والزج بهم في مكان مجهول وطلب من أهاليهم فدية 200 ألف جنيه مقابل الافراج عنهم والمركب الخاصة بهم. ناشدأهالي الصيدين المختطفين جميع وسائل الإعلام بعدم نشر صور لهؤلاء الصيادين المختطفين الآن في مصراطة بليبيا خوفاً علي حياتهم. أكد أهالي القرية أن السبب في تكرار هذه الحوادث المروعة لأبنائهم يعود إلي تجاهل المسئولين بالمحافظة والوحدة لمجلس مدينة مطوبس والوحدة المحلية بقرية الجزيرة الخضراء التي تتبعها القرية من انعدام الخدمات والمرافق الضرورية داخل القرية وكأنهم يعيشون في القرون الوسطي.. مما يضطر الصيادين بالقرية الذين يتجاوزون 30 ألف نسمة.. وطلبوا من المحافظ الجديد الحضور إلي قريتهم التي تقع في آخر نقطة داخل المحافظة علي البحر المتوسط الحضور اليهم والاستماع إلي مشاكلهم المستعصية. يقول الحاج محمد سعد القاضي صاحب المركب المختطف وهو يجهش بالبكاء الشديد وفي حالة هيستريا شديدة : لم أعد أثق في أي شيء وأعيش وحدي منذ اختطاف المركب وعليها الصيادين الذين من بينهم أربعة من منزله وهم نجلي "صبري" 37 سنة متزوج وعنده أربعة أولاد وشقيقه محمد 35 سنة متزوج ولديه أربعة أولاد أيضا.. بالإضافة إلي حفيدي صبري سعد محمد القاضي 20 سنة وابن شقيقي علي مرجان القاضي 27 سنة. أضاف صاحب المركب انه منذ اختطاف المركب الذي يقدر ثمنه ب 2 مليون جنيه قمت باقتراض ثمنها ومازالت علي الديون المتراكمة.. وأنا في حالة حزن دائم ليلاً ونهاراً خوفاً من مصيرهم المجهول..وقد تلقيت عدة اتصالات تليفونية من ليبيين بمساومتي وابتزازي بارسال 200 ألف جنيه من أجل الافراج عن الصيادين والمركب.. ولم أقم بابلاغ أحد خوفاً من حدوث مكروه لهم وناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزارة الخارجية وهيئة الثروة السمكية عودة الصيادين المختطفين أحياء إلي مصر الحبيبة عن طريق المفاوضات السلمية خوفاً من حدوث مكروه لهم.. وهم الآن محتجزين في مكان مجهول بمدينة مصراطة. أشارت الطفلة ريهام صبري القاضي 7 سنوات نجلة أحد الصيادين المخطوفين والدموع تسيل من عينيها بغزارة أريد أبي المخطوف أنا وأشقائي الثلاث الصغار.. ماذا فعل أبي حتي يتم اختطافه نريد عودته الينا سالماً حتي يحضر لنا اللعب والحلوي كما كان يفعل من قبل.. ثم أجهشت بالبكاء الشديد. قال سعيد أحمد البهلوان 60 سنة من أبناء قرية برج مغيزل صاحب مركب: نظل في الشوارع والميادين والمقاهي ليلاً ونهاراً في انتظار أي أخبار نطمئن بها علي أبنائنا والسبب الرئيسي في هذه المأساة يعود إلي تجاهل المسئولين لنا.. فقد تم احتجاز مركب لي منذ عدة شهور ثمنها 2 مليون جنيه وقمت باستردادها بعد دفع الغرامة المقررة ولكنني فوجئت بالسلطات المصرية تطلب مني استخراج رخصة جديدة ثمنها 300 ألف جنيه.. فهل هذا معقول ورخصتي موجودة.. فنحن نقوم بالصيد في الاماكن القريبة من المياه الاقليمية الدولية هربا من الأسلوب غير الإنساني الذي تعاملنا به هيئة الثروة السمكية ومطلوب من الدولة التدخل حتي لا تتكرر المآسي الخاصة بنا. طالب حسن إسماعيل درويش 60 سنة صياد من ابناء القرية الدولة بالتدخل بكل حزم وحسم لانقاذ الثروة السمكية من التدمير والضرب بيد من حديد علي من يقومون بصيد الزريعة السمكية وتجريم من يفعل ذلك ومصادرة الفلوكات والغزل المخالف الذي يصطاد الزريعة السمكية من نهر النيل حتي لا يضطر الصياد إلي الذهاب إلي المياه الإقليمية والمخاطرة بحياته من أجل البحث عن أماكن تتكاثر فيها الأسماك. كما طالب سيد أحمد شحاتة والمحاسب هشام فخر الدين من أبناء قرية منية المحاف الجديد د.أسامة عبدالواحد بالذهاب بنفسه إلي قرية برج مغيزل مركز مطوبس لمشاهدة المأساة اليومية التي يتعرض لها أكثر من 50 ألف صياد بالمنطقة التي تضم قري برج مغيزل والجزيرة الخضراء والسكري حتي يشعرون باهتمام الدولة بهم بدلاً من تجاهلهم كما حدث طيلة السنوات الماضية. قال صلاح منيسي أحد أقارب الصيادين المختطفين بليبيا من أبناء قرية برج مغيزل بمطوبس: أطالب بسرعة الإفراج عن الصيادين المختطفين بليبيا. ستيتة محمد والدة زايد محمد مرعي وحسن محمد مرعي من قرية السكري: المختطفان بليبيا قالت إنهما كانا في رحلة صيد منذ عدة أشهر إلي ليبيا عن طريق مركب صيد وفوجئوا بلانش حربي يهاجمهم بالأعيرة النارية بكثافة وقاموا بالتعدي عليهم وأودعوهم السجن وحياتهم مهددة بالخطر وبكت وقالت أنا عاوزة أولادي هاتولي أولادي. أضافت: لدي ابن ثالث "فتح الله" مسجون في سجون إيطاليا من 3 سنوات لاتهامه بالهجرة غير الشرعية وحكم عليه ب 22 سنة سجناً. أما عزة مصطفي زوجة "حسن" المختطف فقالت: زوجي وشقيقي حياتهما في خطر وبتوع داعش هيدبحوهم. قال حسن عرفة إن الرئيس السيسي رفع رأسنا بضربته الجوية لهؤلاء الإرهابيين ومطلوب إرجاع أبنائنا بكل الطرق قبل الفتك بهم في ليبيا من هؤلاء المجرمين. قال عضو المجلس البلدي لمدينة مصراتة الليبية أبو بكر الهريش "200" شرق العاصمة الليلة الماضية إن الجهات الأمنية ستقوم بإطلاق سراح 14 صياداً مصرياً بداية الأسبوع المقبل كانوا محتجزين لاستكمال الإجراءات المتعلقة بالتحقيق معهم لدخولهم المياه الإقليمية الليبية منتصف شهر يناير الماضي دون تصريح من الجهات المختصة. نفي الهريش في تصريح صحفي اختطاف أي صياد مصري بمدينة مصراتة. لافتاً إلي أن 14 صياداً مصرياً محتجزين في مدينة مصراتة منذ يناير الماضي سيتم إطلاق سراحهم الأسبوع المقبل. قال إن الصيادين يحظون بمعاملة إنسانية طيبة وأنهم بصحة وعلي خير واحتجازهم جاء لتجاوزهم القانون. مشير إلي أن 47 شخصاً من المواطنين المصريين محتجزين أيضا تم ضبطهم خلال الفترة الماضية دون أوراق رسمية وسوف يتم نقلهم براً إلي تونس خلال يومين عبر منفذ رأس أجدير الحدودي ونقلهم لمصر عبر مطار جربة في تونس. من ناحية أخري أكد رئيس قسم مكافحة الهجرة غير الشرعية في مدينة مصراتة الليبية "مفتاح البقار" أن الصيادين الذين اختفوا منذ أيام في ليبيا ليسوا محتجزين وسيغادرون إلي بلادهم خلال أيام. قال البقار في اتصال مع "سكاي نيوز عربية" إن 7 من الصيادين موجودون لدي قسم الهجرة والجنسية في مصراتة في حين يتواجد الآخرون في طرابلس. أضاف: نحن جاهزون لأي تعاون مع الجانب المصري بالتنسيق مع سفارة القاهرة في طرابلس لإخلاءسبيل الصيادين.