خطوة مهمة تقوم بها هيئة قصور الثقافة لتطوير أدائها وإشراك المثقفين أصحاب الشأن في وضع استراتيجية لعمل هذه المؤسسة المهمة. الكلام الذي قيل في الجلسة الأولي لملتقي وضع استراتيجية عمل جديدة للهيئة. كلام مهم فعلاً وإن كان بعضه قد قفز علي الواقع. وبعضه ينطلق من أغراض شخصية. لكن لا بأس فهو الملتقي الأول الذي يتحسس من خلاله المسئولون عن الهيئة طريقهم في هذا الشأن. وحتي لا يكون كلامنا مرسلاً نشير أولاً إلي الاسماء التي دعيت للملتقي. الواقع أن من بينهم من لا علاقة له بقصور الثقافة ولا علم له بالظروف التي تعمل فيها. منهم دكتور محترم وله انجازه المهم. لكنه لا يعلم شيئاً عن "واقع" قصور الثقافة. اقترح الرجل إلغاء مشروع النشر بالهيئة وقال كلمته وانصرف. والرجل صاحب دار نشر أو مشارك في ملكيتها. وآخر ظل يختلف مع رئيس الهيئة لمجرد الاختلاف ثم يعيد صياغة ما قاله رئيس الهيئة ويقدمه مرة أخري وكأنه طرح جديد. ايضا طريقة عمل الملتقي كان يجب أن تأخذ مساراً آخر. بمعني أن يتقدم المشاركون بأوراق عمل قبل الملتقي بوقت كاف. ويتم توزيع هذه الأوراق ويخصص الملتقي لمناقشتها وليس لتلاوتها. فهذا أكثر عملية وفائدة. علي أي حال فهي خطوة مهمة. خاصة أنها تنطلق من الاعتراف المبدئي بوجود مشاكل والسعي إلي حلها وهو ما عبر عنه الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة الذي أكد أن المأساة التي عانت منها المؤسسات عموماً لفترة طويلة. أنها ظلت تعمل سنوات طويلة بدون منهج محدد. وظلت تعمل بشكل عشوائي وفيه نية شخصنة. بمعني أن يأتي الشخص فيطبع المؤسسة بطابعه الشخصي دون رؤية واضحة. مشيراً إلي أننا في مرحلة جديدة من عمر مصر بعد ثورة يناير من خلال كلام حول مؤسسة الثقافة الجماهيرية به نقد لاذع يصل إلي حد التجريح لأنهم يعلقون آمالاً كثيرة علي هذه المؤسسة ويطمحون إلي أن يؤدوا دوراً فاعلاً فيها. كذلك فقد أوضح الشاعر محمد أبوالمجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية أن الملتقي سيتحرك إلي الأقاليم الأربعة الأخري لاستطلاع رأي المثقفين والمهتمين بالثقافة الجماهيرية لوضع آلية العمل وجدول الأعمال في الأشهر القادمة. لأن الهيئة لا تحتكر القرار وحدها. الملتقي شارك فيه عبدالحميد حواس. د. حسن عطية. د. حسين حمودة. شعبان يوسف. حلمي سالم. وليد سيف. د. قاسم عبده قاسم. د. حسام عطا. أحمد زحام. د. رضا عبدالرحمن. سيد الوكيل. د. مسعد عويس. هويدا صالح. شحاتة العريان. محمد القصبي. محمود حامد. حمدي سليمان. وغيرهم. ما نرجوه فعلاً ألا يتحول الملتقي إلي مكلمة. وأن تكون هناك أوراق معدة سلفاً يجري النقاش حولها لا أن يتحدث كل واحد كيفما اتفق.. وإذا كنا نتحدث عن الاستراتيجية فلا يجب أن نغفل "الآني" الذي يتطلب سعياً سريعاً نحو الشباب والأطفال في المدارس والجامعات.. فإذا نحن فقدنا هؤلاء يكون حديثنا عن الاستراتيجية لا جدوي له