ما هذه النفوس المريضة والقلوب الغليظة والعقول المتحجرة التي امتلأت بالغل والحقد والكراهية لكي ترتكب هذه الجرائم بتلك البشاعة التي لا يمكن لعاقل سوي أن يتصورها أو يتقبلها ولا لمجنون أن يمارسها. القاتل عازف موسيقي.. والموسيقي تصفي النفوس وتملأ الروح والجسد راحة معنوية.. ومع ذلك لم يتوان هذا الموسيقي عن قتل زوجته أمام رضيعها بكل برود نفس وغلظة قلب لأنه "شك" في سلوكها!! ماذا فعل هذا القاتل بزوجته؟! عندما اختلف الموسيقي "نبيل. ع" 35 سنة مع زوجته "شيماء. ع" 30 سنة وزادت الخلافات لشكه في سلوكها أمسك السكين وسدد عدة طعنات نافذة في جسدها فسقطت جثة هامدة!! لم يكتف الزوج القاتل بذلك فقطع الجثة إلي أشلاء بواسطة ساطور. وعندما شعر الجيران بوجود حركات وأصوات غريبة داخل شقة القاتل طرقوا الباب لاستكشاف الأمر إلا أن الزوج أخبرهم أن زوجته نائمة. لكنهم ارتابوا في أمره عندما شاهدوا الدماء علي ملابسه فأسرعوا بإبلاغ الشرطة. عندما حضر رجال المباحث وطرقوا الباب ثم دخلوا ماذا وجدوا؟! عثروا علي الجزء السفلي للقتيلة بصالة الشقة وباقي الأجزاء "البطن والصدر والزراعين والرأس" معبأة في أكياس بغرفة النوم.. وتبين وجود بركة من الدماء علي سرير غرفة النوم!! أين كان الطفل ابن القاتل والقتيلة الذي لم يكمل عامه الثاني؟! اعترف القاتل أنه عندما كان يقطع في جثة زوجته كان طفلهما الرضيع "محمد" يعبث في الدماء بجانب أبيه!! مصيبة كبري لم يدرك كنهها الرضيع!! يا لهول تلك الجريمة الحيوانية البشعة وأمثالها من الجرائم الأخري التي يرتكبها أناس ماتت ضمائرهم وضاقت صدورهم وانغلقت عقولهم وانتزع كل عطف وحنان من نفوسهم؟! أيها القاتل الجبار.. ألا تعلم أن الله سبحانه وتعالي أعطاك رخصة لاستخدامها في مثل تلك الحالات.. أعطاك رخصة "الطلاق" للتفريق بينكما.. وأعطي القضاء القوانين التي يتعامل بها في حالة زوجتك.. ثم إن جزاءها عند الله أولاً وآخراً!! "فإن طلقها فلا جناح عليه". "الشك" في السلوك لابد أن يصيبك بالريبة والظنون.. والغيرة قد تأكل قلبك وعقلك!! لكنك سلكت السلوك الذي غاب عقلك فيه فتصرفت تصرف حيوانات الغابة.. نهشت جسد زوجتك وقطعتها إرباً وكأنها ذبيحة. وكان يكفيك كلمة واحدة "الطلاق" لتتخلص من هذا "الشك"! كانت المحكمة سوف تعطيك حق رعاية طفلك لأن أمه غير أمينة عليه.. وكان يمكن أن ينمو ويترعرع في أحضانك وكنفك.. لكنه الآن يبحث عمن يتولي أمره بعد أن فقد الأم والأب!! الإعدام الذي قضت به المحكمة في حقك تستحقه وأكثر. ويوم الحساب قادم إليك.. باعتبارك قتلت نفساً حرم الله قتلها إلا بالحق.. وقادم إلي زوجتك إذا كانت خائنة بالفعل.. وليس ب"الشك". وصدق الله العظيم: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" وأنت قتلت نفساً بأبشع الطرق!! ما هو الفرق بينك وبين الإرهابي؟! كلاكما قاتل.. أنت قتلت أقرب الناس إليك بالشك.. وهم يقتلون الأبرياء بغير ذنب ارتكبوه!! فانتظروا يوم الحساب.. "يوم لا تغني نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة".